السبت، 1 يونيو 2013

فتنة البراندي!



مفتونة  بالبراندي،يغويني صف المتمردين،أولئك الذين تموج أحلامهم الزئبقية في سحناتهم،وتتجعّد البطولات والهزائم في تكتكة أنفاسهم،
 وسط عتمة القلق،لا يسمع لهم سوى وشوشة ملبّدة بغيوم رمادية،هناك صدعٌ في النفس،يفتح فاه في آخر اليوم،حين يُنزِّل المساء صمته على جنبات المكان لينيخ علينا البؤس بكلكله،أرفع رأسي للسماء،فإذا هي تعيد حركة الإنزال لتحول بيننا وبين حظوة الاستمتاع بثقل عجز،ومن ثمة يغدو الاستغراق فصلًا من فصول الصلاة،بينما جثمت فوانيس الذكريات بلا حراك فوق عتبة الإنذار دون فتيل مثل عفونة الشيخوخة.
أوليست العزلة موطنًا صافيًا كرواق معبدٍ،حيث لا زوال ينازع السكينة،ولا أرجوحة تهدّلنا بين الطهارة والخطيئة.؟!
أفظع الأشياء وأكثرها حمقًا ما يرتكبه الإنسان من  محاولة الاعتذار عن إثم تسبب في خسارة ما لا يمكن تعويضه،وحظر الجانب الآخر لأولئك الذين يؤمنون دومًا بوجود القديسين،فعل يعدّ رمزًا للبطش الساحق،الذي لا يبقي ولا يذر على مشاعرهم،ليضطر البعض وبإلحاح شديد على طرق باب محكم الإغلاق،إلى أن يفتح أو تفقد يداه القدرة على تكرار القرع.
لقد كان ثمّة دومًا السعيد والشّقي،غير أن أوطاننا ما فتئت تنشر بين المواطنين نزعة الدون الّتي تولّد عنفًا لا يمكن أن نوقفه،مما قادنا إلى مقاومة الرّغبة فينا.
وبما أن الحياة أضحت فوضوية الليالي  وأكثر التباسًا وتوترًّا موشاةً بخيط غليظ من العبثية، ينبغي علينا تتبع تقاطر الكرب،كربة فأخرى،إلى أن ينتهي بإتلاف العضلة الصلبة،حتّى ندرك حجم بلواهم.
أكره الخنوع الذي يصدع به بوقاحة أولئك الرّاضخون حين لا يكونوا هم من بين "الضحايا الصغيرات على الطريق"


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق