الثلاثاء، 28 مايو 2013

إلا أنت.!


قلبي مَرَدَ على الإيلام وجيشانه،صهرُ الآلام كصهر الحديد يا جدي.
فلا تسقطنّك وتسقطني صيدًا رخيصًا في شرك الثرثرة الذي ينصبه لنا عنف الأمكنة،اصنع لي الدّهشة،ودعني أقبّلك،خلف أذنك، تمامًا حيث ينبطح العطر.
من الذي يمكنه أن يأخذني في سكرة حسيّة تجعلني أطارد أسراب أيائل،وأركض وراء الدّهشة،غيرك.!
هذا النبيذ لا يكفيني،أحتاج معه عناقًا ملحميًا أنتصر فيه على ذاتي.
الغريب لا يصير غريبًا إلا إذا حمل في قلبه جرحًا، نال ما يلهيه عن الإصغاء لكلام العرافة،حين تقول له، هل جرّبتَ  لسوعة البرد،كذلك لسع الفقد.
 مازلت في الرّبع الممتلئ من كأسي الأولى،أفجعني غيابك.
مولعة أنا بوجعك الشاحب،جَرَعْتُ النبيذ كأسًا تلو كأس،ثم قمت للصلاة، فصليت وصليت ثمّ صليت،رفعت عيني إلى السماء أصيخ السّمع،فأرتدّ إليّ صوت جدّي في الفضاء الضيّق،يردّدُ بهمس:"صغيرتي لا تكبري."،أمدُّ يدي،فتغيب في الخراب،صلّيت،ثمّ،دعوت،زدني  وجعًا،وما أن فرغت حتّى فاض في عميق خاصرتي وخز لا ينام،ووخزة لئيمة غارت في القلب.تمنيت،لو  لم أنتهِ ،فلا شيء يعيدنا إلينا مثل الموت.لا شيء يبقى في الذاكرة مثل برودة الغياب.
توارى دفؤك،فلفظ الشوق أنفاسه،إلا أنت،إلا أنت، ما أكبر بلائي بك،لست أستطيع أن أُشبع الشره إليك،فإذا الْتقيتَ شبيهةً بي آخر الليل، أو على نواصي العمر،اخبرها، أنها تُشبه امرأةً لم تعد تغازلك،ولم تستطع أن تغفر لك إثم قلب سفحتَ دمه،كان بإمكان أن تحقنه.!
لا حياة بعد،كلّها أضغاث حنين... فلا تقطعوا شجرة الخروب،مازال البلّوْط يزاحم الجبل.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق