الخميس، 31 يناير 2013

فقاعات.!


أبتاه في أرضي طوفان،غرقت وغارت في أعماق الغابات مدينتي،والحزن موجة مدّ هائلة،غمرت كلّ المجانين،ولا يستغربن أحد ففي قاع الأرض نبتت سنبلة تؤكل وتُذم.

لبث في دمي سبعة أيام أخر،ثم عاد فأنطلق كزهر الَّلوز ،وأبيضّت يداه دون البصر.
وجوه سائلة،كانت ضبابا رطبة،ترمقني بنظرات خاوية،ومن حولنا ضحكات ساخرة متردِّدة،والقلب كالمترنّم يردّد،سأحررك أيها النبض الرّيفي

أذكر أنني خرجت راكضة من جسدي قبل أن أخلع ملابسي التي لم أخلعها من قبل،ثم رحت آكل بعضي وأنا بكامل قواي العقلية وبملء اشتهائي.

صغار كنا صغار،
كفقاعات ضوء تنوء به إليّ لِيزهر أسطورة في فمي،
واليوم أصبح كالكلمات اليابسة،مزّق روحي.

كنا ندخن سجائرنا بصمت وقلق باديين،وكان الفقد يدور بيننا يهز ردفيه الكبيرين موزعاً عقوباته ببرودة أعصاب لا مثيل لها،لئن ألقيتم القبض عليه اعدموه شنقاً،ثم حرقاً ثم اجعلوا من عظامه منفضة للسجائر،أريد أن أدخن سيجارتي المسائية بنهم وأن أطفئها بغل شديد.

يستيقظ الفجر على لامبالاة الضوء بأمطار الليل،ونستيقظ على لامبالاة الضوء بما كنا نرغب بفعله في العتمة ،فيستيقظ فجأة في النصف الأخير من الرغبة وينتهي الليل.

أكرهك وأرتدُّ الآن الآن إلى وُدّ
كم من متسول غني الأصول،وكم من مقرض فقير الأصول.
في حديث عن عائشة قيل بأنه حديث شريف: "العقيقةُ تُقْطَعُ جُدُولاً."
كذلك حبك لا يُكْسَرُ له وعد.
جدول جدل،،

حين ترتعد الأرض خوفا مصحوبا بخاتمة،جدل،
وحين ترتعش الكلمات بين الشفاه التصويرية،جدل،
حين ترعب أصابعي فوق صدرك العاري،جدل،
وحين تمر بي قوافل جندك التتر المبتدئة بك،جدل،

وحين لا أستطيع أمامك سوى الهزيمة،جدل،،

الفقد...
في مثل هذه المواقف أشعر بأن شيئا ما يقف قبالتنا يحدّق بنا بأسى شديد،كأنه يريد القول لنا: كان لديكم متسع من الوقت أسرفتموه.
ليت بالإمكان أن نعرف كم تبقى لنا حتى ننفقه بطريقة أفضل.



متشائلة،
سأعيش كل الجزئيات المتبقية من حياتي في الأرض إلى اللانهاية وأنا مستمتعة بملء رغبة وإرادة بكافة الذكريات وكل الصناديق التي ملأت أرف مكتبتي،

سأكون حلما له رأس ولسان،وسأحيا مناقضة لكل قناعات الآخرين ومعتقدات القبيلة الّتي أستهلكت كل سنين عمري الماضية كأنشودة قومية ممنوعة من صرف الأفعال.

سأعيش كالغراب أتكاثر مع الغرائبيات ،آتي مع الخريف وأرحل مع الغرباء.

للبشر كافة،أحد عشر كوكبا والشمس والقمر ،ولي كوكبي الناريّ دون الخلق.

من الذي أبدل الجن بالفودكا في كأس المارتيني.؟ غبيّ،كأن تُقبّلَ شفاها ليست مشتهاة لا تستطيع ترجمة رعشة الشفاه.
كان على مقربة من الغابة،بين الصخور مكتظاً بألوان الطيف يركل أوراقاً تساقطت فوق التراب رماداً خشنا يلتصق بحذائه الجوزيّ،كان على مقربة من الوريد،كلّما هفهفت الريح ياقة قميصه بعثرت عطره في وجهي فصار كأنه الآس يتمايل ملاحة.

كم تمنيت أن أتخلص من ذاكرتي الرطبة كالطين مجبولة بالماء والقش،لا هي ناعمة ولا كانت هي تجف،فكلّما نزلت إلى الأسواق رغبة في اقتناء ملابسي تحرّشت بي ذائقة جدّتي الجبلية المكتظة بالألوان المزعجة وذائقة أمي المحتشمة وذائقة جارتي المؤذية،فأبتاع لوازم الكذب وأعود عارية من الذائقة.

بعد منتصف الليل بألف ميل،رأيتُ ساعي الحنين يغادر شارع السعادة،فشكرت الرّب أنه الميل الَذي يدل على المسافة.

عند ملتقى هداب الرمش لا تنتظر الحلم،كن مستعدا للتعبّد وتلقي الفرح قبل أن تتحرّش الإفاقة بالهدب.

كلّما ذكر العراق أصرَّ رفيقي على أن يعيد قدمي إلى الأرض"هكذا قال" وأصرُّ على أن تبقى قدمي في الذاكرة..
إنه العراق يا جدي،آلام الولادة ووجع الخيبة إذا ما هفا على وجهه الفرس.


سلام على أزقة العطر...
لأن راكبة الذاكرة جهوريّة الصّوت،تكثر من تحريك الهواء الراكد بين أرصفة أزقتها أثناء عبور العطر والجدل،بين زقاق يدّعي بأن العطر المار به له وبين آخر يدّعي بأنه أول من أخذ نسخة طبق الأصل عنه، كنتُ أسمع صوتها وهي تصرخ كالمغفّلة قائلة: هذه أعظم فتنة عشتها في حياتي.


بعد انتصاف،ينسدل انسدالا على أرصفة الشوارع،حريري كشتول النعناع والحبق،
ثم يرتدي ثوبي وألبسه قبّعة بيضاء لم يرتدها أحد من قبله.ليبدو لاحقا كحدائق الزّنبق.

دعني أبرم معك صفقة الأسى،وأعدك بأن أبكيك مرة في العمر واحدة،على أن تخبرني بعدد المرات التي تنوي من خلالها شتل الاحساس بالفقد في حديقة ذاكرتي.

قهوة وسيجارة، ورعشات خُجُل نقترف معا خطيئة الاِحتكاك بجسد النسيان لِنندلق ذاكرة...

الأشياء الراكدة تلزم خلق محرك خفي، يحركها من خلف الستار ويبقى خفيا،كانت الدنيا مسرحاً للظلال والشمس ترسل شعاعة على دائرة واحدة يقف وسطها الممثل الرئيسي.

لو أنك جئت من المستقبل إلى ماضيّ لكنتُ أنجبت منك حجارة للنَّرد،أو فاكهة محرّمة.

من أخبرك بأنّي أستطيع أن أغادر سيجارتي ووجعي،من أخبرك بأنّي في قرارة نفسي قاردة أن أنطلق مني،؟
لو أنك،لكني اليوم منكبّة على عيني الملآنة بالصور الخشنة وأعتدتُ النوم على كامل السرير كما يعتاد الميت قبره،لا يدفن اثنان في قبر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق