الأحد، 20 مايو 2012

نهاية ما انتهت !






إن الساعات الخشبية  المصلوبة بالجدار تثير جنوني فإما أن تنزلها أو فلينسف الجدار نسفا.
هاهي ذي سنون تمرّ ومازال يقطن في أقصى اليسار مستسلما لحزن مرضه الذي ليس إلا جنون انصهار لِاستبقاء المودّة،لا يلوي على شيء كلما وجد نبضة قلّبها ونظر إليها مباشرة ثم الصقها بصدره العاري مثل أم ترضع طفلها.

إن هذا أعذب استبقاء وأعذب انتظار أشبه بموسيقى ترافق يوما جميلا في حياتك ثم لاحقا تتحول إلى حافز مستفز للذاكرة تتمخض عنه صور قديمة تذكرك بتلك الأيام فتؤلمك أكثر،ولأن الذكرى التي لا تؤلمنا حين نتذكرها لا تساو قيمة التّذكر والوقت الذي ننفقه في سبيلها،فلترافقنا أكثر الأغنيات إيلاما،لأنني لا أريد لنفسي من بعدك راحة بال،وليست لدي رغبة في تعبئة الذاكرة بلقاءات عابرة.
تلفّت يمينا وشمالا لعلك تخرج مني إذا وجدت ياقة أو ربطة عنق لقاء أنيقة فكّها وفكّ أزرار الذكرى ثم أخرج من صدرها وأوصده خلفك جيدا،إذا دخل الدخلاء من بعدك أتلفوا كل الأماكن.

ولنحفر لنا تمثالا  في قلب جبل صخري،ولنجعله مزارا إذا مرّ العشاق به قالوا :من هنا عبروا الأولين،هنا تقاطرت اللقاءات الحزينة المتأخرة المبتورة،هنا استيقظت الساعة وما نامت،هنا بدأت نهاية وما انتهت.




كان لك في ذمتي موعد وها قد أديت الأمانة فهلا تركتني وشأني أصلح ما أفسدت  لتنبت أرضي عشبا أخضرا،فحقولي منذ مات جدي لا تنبت إلا عشبا أصفرا وأنت جئت أفسدتَ التربة.

إن عدت ذات يوم في ظلام المدينة الدامس سوف تجد امرأة كانت تشبهني،فابتكر لك عطرا جديدا وسر في شوارعها بخطى حذرة صغيرة في وجل حتى إذا ما تعثّرت بدمي لا تسقطك أرض انتحاري ولا ينتقم لي دمي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق