الثلاثاء، 8 مايو 2012

مذأبة!




أكثر ما أخشاه أن يصبح جسدي ذاكرة مثل عيدان الجبائر تشدّ عليه لتجبره على الاستواء.

إنه الإنكسار،أي ردٍّ عليه أو عوضه لن يردّ عليه ما ذهب منه،وإن ثبات القلوب على ما فطرت عليه شقاء،فثبّت عقلك المعاصر واللاحق على الأشياء التي سوف تقود الأمة إلى علياء.

روجوا تلك الشائعات والخرافات للتقليل من شأن العبير،أفكار مغلّفة جاهزة للاستهلاك الخارجي،مثل منتج لترطيب البشرة فعّال إلى أن يطأه الماء.

قم قم توضأ،وامسح عن ظهرك آثار أظافري،جرب أن تزيل أحمر الشفاه عن ياقة قميصك يا خطيئتي اللذيذة،إن ذكرياتنا جعلت لتطهرنا تارة وتارة أخرى تثيرنا.

أبيت بارتجاف هستيري من أحمق طائش يراني،ومن حيث لا أراه يخرق جدار الليل، يباغتني في الحلم ليروي ظمأ النعاس.
ألم تتعلم يا رفيقي أن الأحلام ما هي إلا فراغ هادئ يفصل مذبحة عن ملحمة ليوصل بعد ذلك القطب بالقطب والدّم بالدّم،وننتهي بألف كفن محمول على أكتاف الأحلام التي نجت بأعجوبة من مذبحة،بحثا عن منتهى،وإذا خبطت ظلماء الحلم أفضت بنا إلى مكروه الواقع الحقيقي.

لماذا تصمت كصنم،ألم أقل أنّ للصمت بقية؟أكمل...

مَرَّ من هنا على حد سكين كادت تقطع حبل الوصل من الوريد إلى الوريد لولا أن رأى برهان قلبي لأصرف عنه الحزن والأسى إنه حبيبي الوحيد،لمّا جاءه رسول مني قال :"إرجع إلي فإن الأرض واقفة كأنما الأرض فرّت من ثوانيها".

تأكل المدينة قلبي ،تتسع مساحة الرمال فيها فتقتل السكينة فينا،
ثلاثة كنا سكرنا وصدق النصف.
سنين عمر مطوية في صندوق أحكم ربطه بخيط أمل حد الوجع،فيه هلع وعربدة مواعيد مؤجلة،أصابه الطحلب.
استحضرت صعلكاتي وحماقاتي خصوما للنصيحة إذا ما ارتميت فوق صدرك العاري إلا من
سافرتَ بي إلى طيّات عطرك تراودني عن نفسي فأنساق وراءك أمزق الأستار،أخترق كل جدار علني أصل إلى قرار أعماقك،غير أنك وبعد جهد كبير فتحت الصندوق حاملا بين طيات ذاكرتك شظايا،مافتئت تنغل في الرأس ليل نهار لتجدني هناك.

ما وجدتُ في صندوقك إلا درراً كعين النبع الوحيد، لم أجد إلا تراتيل من أحمق تداعت الكلمات بين يديه،كلي منساق إليه كــسيمفونية تعزفها القلوب لايعرفها إلا الراسخون في البؤس والحاملون لجين التعاسة على امتداد أرض مذأبة،كيف لك أن تحاول بعد أن هجرت أرض الذئبة،تاركا لي صورة أنيقة بلون الفقد لتذهب بحثا عن خيبة أخرى تضاف لقائمة الإنكسار،كيف يا أنت تبحث عن قبر بعدما كفّنت الوطن.

فقؤوا أعيننا فكيف أكافئهم؟!وكيف لا أخشى الصحو إن أنا أيقنت رحيلك!
لعلّ الصعوبة لن تكون في ايجاد البديل،بل في البحث عن شبيهك.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق