الاثنين، 30 أبريل 2012

يسار!


يسار....

علمونا ان اليسار رجز،ووصل الأمر في البعض حتى قال أنه كفر،وهكذا بدا لنا من خلال الموروث الفكري أولاً ومن خلال تصرف البعض"بعض اليساريين"ثانياً.
إذا سئلت عنهم فلا تقل أعرف إلى أن تعاشرهم معاشرة السفر.
امتدح رجل رجلا آخر عند عمر بن الخطاب،فسأله عمر:هل سافرت معه؟
فقال :لا
فقال عمر:هل ابتعت منه وبادلته الدرهم والدينار؟
فقال الرجل :لا
فقال عمر: اذهب فإنك لا تعرفه.
في المقولة المقتبسة أعلاه المنسوبة إلى عمر ابن الخطاب،فيها حكمة كبيرة،كل ما علينا هو تبني الحكمة بعد فهمها بالطبع ثم تقرير مدى معرفتنا بالآخرين بناءً عليها.
القراءة  في الفكر اليساري فكرة جميلة،أضافت إلى ما كنت أعرفه والذي جلّه تحصلت عليه من خلال  أفكار سبق لي الاطلاع عليها من خلال بعض المقالات والنصوص الأدبية ومن خلال الرواية،والجزء الآخر مبني على إرث فكري اجتماعي.
القراءة أحدثت لدي بالإضافة إلى حبي لقراءة الفلسفة ولكن القراءة في الفكر اليساري منحتني زاوية اضافية  للرؤية، سابقا كنت أرى يساريا يعمل بناءً على مبادئ معينة وهذا أمر طبيعي لمن هو عضو في جماعة دون غيرها تم التأسيس لها بحيث تتضمن من هم قادرين على العمل في حدود أهداف الجماعة المشتركة،ويساري آخر يعمل بناءً على"شخصنة"أو لنقل ذرائعي مثله مثل أي شخصية  براغماتية"ذرائعية" تعمل ضمن أجندة حزبية أو "جماعة"،وهذا أيضا أمر طبيعي،ولكن الأول خير من الثاني،لأن الثاني يُظهر ومن خلال أفعاله أنه ليس ذرائعيا في تصرفه خالصا لأهداف الحزب فقط إنما طغى عليه طابع الأنانية وهذا ما يمكننا تسميته"العنصر الضار" في المركب الاجتماعي،وهو يسيء أكثر مما يفيد أو يستفاد منه،ولكن الخطر الأكبر الذي شكلته هذه العناصر الضارة هو اتاحت الفرص لمن أراد الإساءة إلى الجماعة باختراق الجماعة من خلال العنصر الضار والعمل على استغلاله إلى أبعد حد ممكن للإساءة إلى الجماعة وثم اسقاط الصورة"المثالية"للجماعة أو للحزب.
وجدت أن هنالك قداسة ما في المبادئ اليسارية، ولو تم العمل بناءً عليها دون الأخذ بالمفاهيم والأفكار المسبقة التي انطلت على العديد منا فيما مضى،يمكننا أن ننطلق بناءً على قاعدة قوية شريطة اتباع تعاليم وقدسية المبدأ،وعدم الخوض في أمور الدين،من حيث أن من ضمن الأفكار المسبقة المعروفة عن الفكر اليساري "الإلحاد".
وقبل اطلاق الاحكام يتوجب علينا معاشرة هذه الفئة الاجتماعية والسياسية حتى اكتمال صور تمكننا من اعطائهم حقهم في "فرصة أخيرة"ولو أنني أكره مفهوم"الفرصة الأخيرة"لأنني أعتقد أن دوما هنالك متسع للتعلم من الاخطاء لتجنب الوقوع فيها مرة أخرى ولعل يفلح الفرد في اصلاح الذات كي يصح من حوله إذا صح.
ليس من العيب أن نأخذ الحكمة من أفواه المجانين،لكن العيب أن نجن بها،فلو أخذنا من كل فكر سواء سياسي أو ديني أو اجتماعي ما يمكننا معه من إكمال المسير في الاتجاه الصحيح دون المساس بقدسية الدين،وتوظيفه في العمل الاجتماعي أو السياسي أو الفكري وحتى النضالي فإننا سوف نرتقي إلى مراتب علياء.
لم يعتمد الفكر اليساري على الانتقائية المطلقة كما وصفه البعض، لكنه اعتمد بالفعل على الانتقائية في وسائل التواصل،ولم يعمد الوصول إلى المساواة المتفق عليها حسب مفهوم المساواة،إنما اعتمد على المساواة في حق كل فرد بفرصة يقوم من خلالها بعمل ولو كان بسيطا ليمنحه شعورا أنه"منا" وكل فرد حتى اؤلئك الذين لا يدركون حقيقة واجباتهم تجاه المجتمع الذي يعيشون فيه،بالاضافة إلى عمله على الغاء مفهوم الطبقية المقيت.
اليساري فرد يبدي التزامه تجاه المبادئ مؤكداً على ضرورة الالتزام بها ولو على حسابه الشخصي،مما يقودنا إلى فهم أن العضو في هذه الفئة برغم كل ما يعنيه الانتماء إلى مجموعة دون غيرها هو فرد تفانى في عطائه بحيث أن بعضهم جعل من عمره حقولا وعقولا تؤتي أكلها دون زرع.

مجرد ملاحظة:لست يسارية .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق