الثلاثاء، 27 مارس 2012

من لا يحفظ الأسى لا يحفظ المعروف!





"الإنسان  حيوان بعض الأحيان أفضل من الحيوانات التي تمشي على أربع وفي معظم الأحيان أسوأ بسبب تشدّقه الكاذب بالمبادئ."أنطون ليفي.

الحب ينبت كــبنات الجدار إذا ارتمى في أرض خصبة،والصبر يموت إذا اخذ من الضباب لباساً.

هكذا هي فلسفة المواقف الرمادية، تسببت في تراجع المثقف العربي صاحب أعرق الحضارات على مدى عصور ولّت، فلسفات شرقيّة المنشأ،جاوزت حدود الاحتشام أسست للسلوك الرهن وتؤسس للقادم بسوداويتها،يخرجون قراراتهم بميوعة وتهتّك،إن واجهتهم بحقيقتهم المزيّفة قالوا:علينا أن نأخذ بأيديهم.

نأخذ بأيدي  من أيها الأغبياء،بأيدي من يعلن فرحته لذبح عائلة،أم بيد أم تلعب لعبة البريئة،في حين تغزل الشبكة ،تتصيد الموقف معلنة اشتهاءها  لرجل ليس لها.
هذه هي الأخلاق التي تدعون إليها لننهض بها من باطن الأرض كي ينحسر الجهل ويبتعد الظلام الكثيف.تبنّاها أنتَ و أمثالك،نحن في غنى عنها وعنكم،وهنيئاً لنا بتكبرنا وغرورنا وغيرتنا،هكذا نحن سعداء بما نحن.

إن الحقيقة مثل دورة الماء تصف وجود وحركة الأفراد على الأرض وداخلها وفوقها. وتتحرك الآراء دائما، وتتغير أشكالها بإستمرار، من سائل إلى بخار، ثم إلى جليد، ومرة أخرى إلى سائل.

هكذا هي منذ مليارات السنين، تعتمد عليها كل المجتمعات  التي تعيش على هذا الكوكب حيث من دونها يصبح الكوكب مكاناً طارداً تتعذر فيه الحياة،إذا لبس الغالبية أرديةً رمادية.

حينما  تقترب من تحقق الغايات،وتلتقي صفوة النفس بصفاء الروح بين جنبات من عاضد رحلة المسير وكان عوناً طيلة فترة السعي دون كلل أو ملل،سوف تعيش سعادة غامرة نادرة.

إن الغباء في أيامنا هذه مزهواً والجهل مستعليا عاديا، والناس يرقبون الموقف في حيرة، يظنون بمقاييسهم أن الغلبة لا محالة لأعداء الحقيقة،  غباء أرجف المنافقين القاعدين  يتوقعون هلاكاً ، لسوف يجيء الحق يوماً وتنبلج الحجة، وتقضىي على الأوهام والظنون، وتحقق الحق،ولتعلم أنه يمكن أن يكون للباطل ألف وجه،ولكن للحق والحقيقة وجه واحد.
إن من يسعى ليوجد للعهر مسميات أخرى،هو غبي قبيح،ليست كل العقول قابلة للسياسة،إن المبادئ لا تتجزأ كما لا يتجزأ الماء من الهرم.

إذا عانقت الصبح،بعدما ارتديت الحب النقيّ وشاحاً،فأن الأشياء الجميلة امامك سوف تترامى مثل وريقات زهر ترشّها الجميلات فوق رأس العرس، ويخضوضر بساط تمدد تحت قدمي عرس  ينتصر فيه الحق على الباطل.
فرق كبير بين من يشعل شمعة ليضيء مسافة لحظية منتشيا كأنما أضاء الكون  برمته،وما بين  حاطب يشعل ليدفئ  مسافة الوصول.

كل شيء مؤقت لا يغني ولايسمن.

إذا كان ارضاء من حولك هو الغاية والهدف الرئيس من المعنى الحقيقي للمحبة والإخاء فقبّح الله المحبة إن كانت كما ترون،أي شيء نفعل أو نقول إذا لم يك له بعد مدى، كأنما ما فعلنا ولا قلنا شيئا على الاطلاق .

فحين تتصدى بشجاعة نادرة  لحملة شرسة يشنّها الغباء على ارتحال العقول لتحقيق جزء من الغاية،سوف تأتيك أصوات  من بعيد معاضدةً،بعد أن عانى من عانى  وصبر وتحمل أذى وصلف غباءكم  وأذيته تقول : ألم نكن معكم؟!
استهنتم بالأمر وتغطرستم  وتكبرتم ،حين كنّا في أمس الحاجة  لمن يؤيد ،فمزقتم وهزمتم. ولسوف تردون على أدباركم خاسرين.

ومن هنا نرى أن الواجب علينا أن نهتم بهذه الأقوال والأفعال وألا نمررها مرور كرام،فغدا لناظره قريب واللوم على من اتبع هواه وتكبّر،مسعور النفس مهرأ  الوقت،أنفقه في سياسة المفاهيم وترخيص المبادئ والقيم،وجعل يبدل كل يوم قناع.

ستقذف بك المواقف من ربوع النفس في واد سحيق عتي،تنعق فوق رأسك غربان  غِدفان ،وتذكر في حينها تلك الثلّة القليلة الرمادية التي جعلت لها من العهر مخرجاً.
ولسوف يجيء يوم تقول فيه إن الحق حق والباطل باطل،ليتك علمتَ في حينها،إن ما تأخر عن وعده لا يجيء أبداً أبداً.

كانت جدتي زوجة الأحمق جدي كانت تقول: "إن من لا يحفظ الأسى لا يحفظ المعروف."فليطمئن  قلبك لسوف أمتص الكذبة تلو الكذبة،وأحفظ لك كلا الأمرين،ولك الصمتُ تجاهلا.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق