الاثنين، 12 مارس 2012

لأنه أجمل الحب و آخر آخره!



لا تجعل في حياتك مساحة مخصصةً أكبر من مساحة،
بعبارة أخرى لا تترك البياض في رؤيتك يغلب على رأيك و قرارك وثم موقفك.
كذلك لا تجعل المساحة السوداء تكبر إلى أن ربما تفقدك البصيرة، و بالتالي فلن تستطيع بناء موقف مبني على قرار سليم تم بناؤه على أساس رأي واضح و صريح.
و إياك أن تتخذ من قولي هذا دعوة لتوسيع المساحة الرمادية فهي أخطر من الثانية و أشد خطورة من الأولى،

إذا كبرت المساحة البيضاء فإنك تضع نفسك هدفا لِمن هبّ و دبّ ،في الخلف و من الخلف كلهم لحمك ينهشون،
و إذا كبرت المساحة السوداء فإنك لسوف تسقط في براثين سوء الظن في الجميع.

أما إذا ما كبرت المساحة الرمادية فغلبت على الأولى و الثانية فإنك لسوف تفقد كل ملامحك، و لسوف تكون الــ"بدون" بدون تاريخ ،بدون ملامح، بدون هوية، بدون كرامة.

لأنه أجمل الحب و آخر آخره،

منذ عقود اغتراب يجففه التوق إلى ساوة، رفعته في البدء ضامرة له خبراً بالكسر، ذهب القائلون الراسخون في علم الشهوة إلى التعارض مع الأدلة وما بينها،وذهب المتفائلون إلى أن، للبيت رب يحميه.
صرنا نشبه ظاهرة صوتية تصدّر الأصوات إلى المدى،ولا يرتدّ إليها غيرها،مثل النصاب الموجب بارتداد الشيء ذاته إلى ذاته لا أكثر.ولأنهم ما تعلموا النظر بشمول إلى الأشياء وما فيها ،ضيّق هو فضاء البصر، إنهم يثخنون في الغباء مما أثخن الأوطان بالوجع،أنصبني أمرك يا وطن.
برغم من ،أنني أشعر بالإحباط الشديد إزاء الحدث و إزاء العروبة المغتصبة على وجه الخصوص ،إلا أن الموقف كان أشد وقعا من أن أضمره جبناً في داخلي.

عندما كنت طفلة ،كان أبي يسمعني هذه الأغنية "صغيرون" كل صباح مع فنجان قهوة"مر"،حتى صرتُ أعتقد أن سعدون جابر غنى كل أغنياته من أجلي و فقط من أجلي،"ليس غيورا،إنما حماقة صغيرة مضرّجة بالدماء"




كبرت ،و عرفت الحقيقة ،ياليتني ما كبرت يا بغداد ولا عرفت أسرار أسراب الطيور المهاجرة.

شكراً يا وطن !

هناك تعليق واحد:

  1. خير الامور و أصعبها أوسطها . خيرها لانها توازن بين التفاؤل و التشاؤم و أصعبها لأنك دوما متهم بعدم الالتزام.

    ردحذف