الثلاثاء، 6 ديسمبر 2011

!!!




الأولى : 

 لعنة هي رغبة تعبِّر عن تمني قوى خارقة  تفعل ما أردنا فعله و لم نفعل حتى الآن ، إن  الطقوس المصاحبة لها  يتوجب عليك النظر إليها بميكروسكوبية عالية و إلا فإنك لن تلحظ دعوة الأرواح و صلاة تعاويذ السَّحَرَ.  و إياكم و أن تقفوا مشدوهين أمام هذه الهالة كأنها شبحا ضخما و أن تظنون  الظنون أنها حالة كما بقية الحالات السابقة ،

زمن الرِمم ،فيه خطاب  التفنين السياسي  مثل حبل الرُّمّة ،أبواق مثل الحيوانات الثديية  المقتاتة على وعود الإصلاح و حرب البطالة وتوفير فرص عمل تحمل شهادة ( شوارعجية)   يسعى الغالبية لاسترضائها و رضاعها و حين ينفق كل الحليب تشخص أبصارهم إلى فضاء  فناء و لا ينبسون ببنت شفة ، الأمر برمته رِمم ،  و الحقيقة أنكم من قوم سَدَنة و أنهم  يعفون عنكم و يخلون بمبادئهم !  

  يد  بليدة تطرق بابك : انهضي من رقادك يا أمة  و أنهضينا ، محاطون بشواهد التاريخ و فروسيته المؤجلة ،أثقلتنا الأسفار ، دثرينا ، هدهدي أمانينا ، أنظارنا حديدية تدخلنا في أكمام الزحمة ....
 مجتمعات استهلاكية ، تقتني  العاطفة  المعلبة  المزورة  ، تدخلها إلى بيوتها تكاشف عقول نسائها تخامرها في حضرة الشياطين ، و يا الله ما انتفضت النساء من أجل النساء و ما انتفضت النخوة من تحت الثرى لمّا رأت جثث القتلى و الثكالى ، ما ضرنا إن سمعنا صراخ طفل ولا بكاء مغتصبة ، بل ضرنا  إن عزباء   حامل  في مسلسل تركي تبرر العهر و تمنحه صفة إنسانية ،و أخرى  عاشقة لعشرة غير  زوجها رقرقت القلوب  يا الله صار الإنجاب خارج الوثاق الشرعي إنساني و صار أطفال الفلوجة عار ، صارت عارية الساقين حبيبة الملايين و الحرة الزاهية قابعة في السجن بتهمة الإرهاب ، عجوز تشحذ في شوارعنا نمر كأن ما مررنا بها و هيفاء يا قلب أبيها ( عملت حادث كَسَّرت قلوب الملايين حين تزوجت  تاركة عشاقها يبكون حسرة على نظرة )  و أم المؤمنين  طعنوا في عرضها و ما اهتزت الشوارب  ،

إن نظرية التحدي و الاستجابة تعمل عملها الفعلي هنا   بشكل كبير جدا  ، نظرا إلى تسارع الأحداث و تسابق الفرد مع الزمان في حالة دائمة التحدي ، ليس من يصل أولا بل من ينتهي قبل أن يتوفاه القدر ، وهذا قبح أن تسعى إلى شيء أنت  تعلم يقينا أنه و أنك لن تسبقه  و لن يسبقك .!

يمور عواء الذئاب ، كلما جاء ينذر الأحلام بالاحتراق ، و كلما ذهب أذهب عنا الخوف ، و تبقى تمور  بلادي و برق لياليه الجميلة ما بقي في العروق دم يراق !!!
جاءته روح من عند الغساسنة  وشوشت للقنديل أن حينما بدأا يهبطان إلى الدرك الأسفل سقط منهما تاج الامتياز فأثار  ضجيجا في القاع ناداهما من  العمق  السحيق : جئتُ أفسد عليكم الفرح و أفسد عليكم نشوة الخيانة  لكن  أبشركم أن سأبقي لكم نشوة الموت، متى جاء و كيف ...جلّ ما نعرفه  هو أننا نحن أشباح  تخاطب أشباح ، يشدوننا من أكمامنا ثم يضيعوننا في زحمة السنوات الماضية ، و نتشبث بأهوائنا كمن علق بأردان أغنية  كلماتها هباء ، و نقف عند نكهة جديدة للخيبة .بحزن واضح و بتهذيب غير عاديّ  قال : كل المرايا كاذبة  يا للقبح .

  أيّها القارئ  فرصة لا تُعاد هذا مكان للرّاحة و التعصّر ، ارفع رأسك إلى أعلى و تأمل ، تأمل أوضاعك نصف معركة أرباح و خسائر ، تأمل  عدوك  ، ثُر عليه إن كنت متعباً  من الحياة ، أيّها المثقلون بالمذّلة  و القهر و الظلم ، لا تتوجسوا  خيفة من المتخاذلين و المداهمين الليليين إنهم يومئذ من المذعورين خاسئين  مدحورين ، استمروا  بأكثر قوة و إصراراً ، و تهيّؤا  إن السماء لكم  تأنقت و تألقت و إن أسرابا من الحمام ستقيم لكم  أعراسا ،

 الثانية : 

أبرمتُ صفقة من أجل  الذين يجهلون ، أولئك الذين يشتهون العبث في خبايا النفوس أهديكم قضمة من دوامة غيبية ، دوامة كــ أرجوحة يلهو فيها التضارب و التناقض و كل المسائل الحسابية  التي فككها العلماء بطرق غير شرعية ليست معهودة ولا معرّفة في عالم الفيزياء إلا بضرب من الجنون ، إلى من علّقوا مناجلهم و أطلقوا سيقانهم لريح الغدر ، إلى صناع  البؤس الماهرين الذين وسعوا عالم التسول في ساعات الخطر الشديد ، إليكم شيئا من رباط الجأش ... و لئلا تخونه رباطة جأشه و تهن عزيمته علق هو الآخر منجله و أطلق ساقه  لريح  الزيف ، 

يقول هيجل في كتابه فلسفة القانون : ( كون الإنسان في ذاته و لذاته لم يوجد ليستعبد هذه حقيقة ندركها كضرورة  عقلية فقط ، و لكي نكف عن إدراكها كمثل مجرد علينا أن نعترف أن فكرة الحرية لا توجد بالفعل إلا في واقع الدولة .) انتهى .
 
إذا فإن الدولة تعلب دورا رئيسيا هاما في تشكيل حقيقة وجود الحريات في ضمن قوانيها كوجود الأضداد ، مثال القبيح كي يكون هنالك الجميل مثلا ، مما يعني أن عدم وجود للقمع يعني أن لا وجود للحرية فهي موجودة لكن بدون ضد مما لا يشعر المرء بوجودها على الإطلاق ، هنا ندرك أنه كان على الدولة إيجاد الضد فأوجدت لنا القمع كي نعتقد بوجود الحرية .
     
وهنا يكون التصفيق إجباري ، من المؤسف أنه يتقدم على كثير ممن هم على شاكلته  في السخرية من العقول ،  و ينظم شعارات و خطابات رنانة  لا ينطق بها مسلم  بأسلوب تهكمي مزدرد مكشوف رخّص قيمته ( ولا قيمة له في الأصل ) إلا في أسواق النخاسة ، لا يلوي فيه على أدب وخُلق تجاه الأمة ، وهو يعلمُ أنْ لا معاقب له على ما يقول في هذه الدنيا غير الله سبحانه إن كان يؤمن بالله أصلا ، أحد أهم خصائص هذا الكائن الحي الميت هو التكيف مع الليبرالية و الدمقرطة و الفائقين في التصفيق  المنافقين يُعصَم بهم و بالسفهاء دمه !!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق