الجمعة، 9 ديسمبر 2011

خبايا قميص -3-


تخلخل البرد في العظام ، هل تشعرون بالبرد .؟
في الشوارع الحمراء حيث يعتقلك الخوف و القلق ، حيث لا قيمة للوقت العابر فوق الجسد ، ولا قيمة للتفاصيل طالما تشابهت في اللون و المذاق ، فنحن لا نسمي الأشياء بأسماء ولا نمنحها صفات مختلفة إلا إذا وُجِدَت و اختلفت ،
هناك حيث يزحف إليك البرد ببطء شديد ، فتغوص أكثر ، فأكثر ، في وحل  الريّبة و الشك المميت ، يكبر حجم أزيز الصمت في  رأسك ، و يتجدد الألم في العروق رغم غيبوبة الزمن ، و أن كل مواقد الكون لا تساوي شيئا إذا لثمك برد الأنين ،!
أتوق لوطن بين أضلعك   يذيبني كما السكر ،يلقمني الفرح الصباحي ، و يشعل لي شموعا تكفيني عامين ... ربما أكثر أنضج أيها الطفل الشقي ، انضج ، عطره الملوّز مشكلة كبرى ، و ربما ليست هنالك مشكلة بكبرها على وجه هذه الأرض ، لكنه لا يستطيع الاختباء بوجد و هيام و إن كانا عظيمين ،    

أن نهبط من علو أفكارنا ،نحتاج إلى أن نعدو إلى الوراء قليلا  و أن نعود إلي حاضرنا   قليلا  نحتاج أن نمارس البراءة  قليلا  و أن نقول قولا سديدا ،

 لأن برد الوطن أكبر من أن يمر فوق جسدي  ، لسوف أذيبك في فنجاني حتى الاختفاء بالمِزاجِ ، كما لو كنتَ آخر قطعة سكر في بيتي ، هكذا أحتسيك بلذة خرافية ، و الآن ما  عاد بمقدورك استفزازي مثل خشخشة لعبة طفل غاضب ، وصار بمقدوري الاستمتاع بالشعور بالأمن التام من الخطر أو التهديد ، ستغادرني الساعات المفزعة و هي في قلق متزايد على أنه لم يعد بمقدورها استرجاع سلطتها التي استولت عليّ مدة كافية كي أفسر تمردي عليك و عليها ،

الحب مثل حاطِب الليل فيه الغث و السمين ، لكن الحب أيضا ليس ناقدا ولا مروِّضا ذاته ،كائن وديع يعيش في الأحشاء البشرية و الحيوانية و يتغذى  على السهر و الرّهق ،  و هو أيضا ممن يعتقدون أن الشعور ذاتي الرَّدم ،
أخبرني ، ماذا لو مزج الدم بالتراب ...؟!!!

عَنّابٌ يبيعني الحب قطرانا ، ويحه  ما درى  أن الحب هبة السماء  ، يشترى بغير المال لا يباع ،                     خرج منها لحظة  بلحظة  مثل خروج الكحول من جسد مدمنها  ، يجتهد كي ينام مطمئن ليله ،
ليته يسلم و لو جدلا أن الأموات لا يدركهم البرد و أن (  المساطيل)  مثل الدَّلاة  الفارغة عقولهم ملأى قلوبهم بحرارة زائفة طارئة  يختلون و تغشى أبصارهم ، و أنه مثل شوكة تحت ظفري و انتزعت ،

مالك تجرجر الحروف ،  التي لم تمكنها  البلاغة  فضّ الخلاف  ، لا تغتال الكتابة ، لا تسلبها البصيرة ،
تهادى إليها  كما لو كانت طفلتك المـــــدللة و أتركها تذبل مع ذبول الياسمين ، كي تجف  فوق تراب الحنين ،لا تتوهم  أن تواريك خلف التعب يمنحك الراحة و الهدوء ، إني للحروف لعنة كما لعنة الساحرة ذات العصا السوداء ، و لسوف تلاحقك أينما حللتَ أو ارتحلت ،

إذا حدث و قلتُ أني أحبك ، لا تأخذ الأمر و كأني أمنحك حق المواطنة ، فمعنى قولي أحبك أني أمنحك ورقة تتيح لك الإقامة المحددة المحدودة ، من خلالها يمكنك التقدم بطلب الحصول على المواطنة ، و إن انقضت المدة المحددة للإقامة و لم تتقدم بطلب الحصول على لقب مواطن شريف بعد فعليك تحمل العواقب بدءا بترحيلك من حيث جئتَ...

مجرد ملاحظة : لا تعجب من قولي ( مواطن شريف ) لأن الأوطان تمنح الحقوق للأشراف و كذلك للأنذال ،

لا تفضي إلى الليل أسرار جذور الذكريات التي قضينا دهرا من الصمت، و إذا كنتَ تنتوي اقتلاعها فأهتك سرّها خارج اطر المطلق ، ثم احتسي العوائق جرعة واحدة و اسقط وحدك فريسة للهذيان و الشك و اليأس ، كن ما شئت  و أحذر براثين البرد ،  فلن تكون ما كنتَ ، لأن ما يقذفه الأصل لا يلعقه من جديد ،!

يا قلب تصبح على زورق يبحر في فضاء كون ، و أحذر كثيرا فإني أخشى عليك حلاوة السكّر ،،

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق