الثلاثاء، 9 ديسمبر 2014






لا أذكر متى اخترتك،ومتى قررتُ أن أنتظرك إلى الأبد،لكنني سأشكر من تسبب بتلك الحادثة من العام الماضي كي آتيكَ بمحض إرادة وفي نفسي أمنية واحدة"يا رب يطلع غير،يا رب يخذلني توقعي".وليس كالعادة،فاجأني الحدس بأن ذهلتُ بنبلك.

هل أخبرتك يومًا كم أحبك.؟ حسنًا،دعني أقول لك أولًا،في الحقيقة سوف أحاول أن أشرح لك بكلمات بسيطة معنى التنازل عن قطعة مني،عن أشياء حسبتني لن أتخلّى عنها يومًا،كالبحر مثلًا،كأرصفة الطريق الصديقة لأحذيتي،ومواعيد المقاهي،حتّى النادل الذي نشأت بيني وبين ركوته علاقة حميمية،تبًا،تذكرت أن بيني وبين منفضة السجائر في بيت أمي علاقة حميمة أيضًا. لتلك المنفضة قصة،فكلّ صباح أفتح عيني وأدير رأسي إلى يميني أتفقدها للتأكد ما إذا تركتها هنا قبل النوم أم أني نقلتها إلى الصالة،ثم أتوجه إلى مطبخ أمي أضع ركوة فوق عين الغاز،أغرق فيها ملعقة سكّر وثلاثة من البُن،وأتركها على نار هادئة بينما آخذ دشًا ساخنًا لمدة لا تزيد عن الخمسة عشرة دقيقة،لا أجفف شعري ولا أضع المساحيق،كل ما يهمني الآن أن أطفئ سجائري العشرة في المنفضة قبل الخروج إلى العمل وركوة قهوة مدلّلة بجانبها قطع شكولاتة،وتلك الأحاديث المقتضبة بيني وبينها،تحاول أمي من خلالها استجوابي تستذكي كمحقق أقنعوه باجتياز امتحان القبول إلى دائرة الشرطة.

المهم نسيت أن أخبرك كم أحبك ومنذ متى قررتُ أن أنتظرك إلى الأبد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق