الثلاثاء، 25 نوفمبر 2014

مجتمعنا لم يكن يومًا ذكوريًّا،



مجتمعنا لم يكن يومًا ذكوريًّا،
المرأة الصالحة،

إذا تزوّجت من أزعر وظلّ يسهر الليل بطوله برفقة صاحباته وعاد إليها"وجه الصبح"وسكتت ورضيت"بنصيبها من القرف"تلك امرأة صالحة إجتماعيًا.
وإذا،لعن والديها وإخوتها وكلّ عشيرتها،وهجرها كلّما راق له أو "هفّت نفسه"على امرأة أخرى،وصمتت وسترت على زوجها،تلك امرأة صالحة إجتماعيًا.


إذا تأخر حملها،وأجرت كامل الفحوصات وتبيّن أنها سليمة وقادرة على الإنجاب،رفض "بسلامته "الخضوع للفحوصات،من باب" أنا رجل"ولا يمكن إلا أن أكون سليمًا،وفي أحسن الأحوال يجري فحوصات تبين أنه لا ينجب،يُبقي الأمر سرًّا كي تبقى هي الملامة والمتهمة والناقصة والقاصر والعقيم.وطبعًا تسكت راضية بنصيبها تلك المرأة الصالحة إجتماعيًا.

إذا توقف عن العمل دون سبب غير "الكسل والخمول ونقصان في رجولته"فجوّعها وأنقص من حقوقها،وحرمها متاعها وزينتها واشترى به زجاجات "البيرة"ليرفه عن نفسه الضائقة ذرعًا بذكوريّته الخارقة،وصمتت لأنها امرأة صالحة إجتماعيًا.

المشكلة ليست فيما اتفق عليه إجتماعيًا،المشكلة الكبرى يا أيّها النساء فيكن،حين تشكو المرأة إلى أمها بحكم أنها الأقرب وأنها امرأة مثلها قد تتفهم،فإن جوابها"معلش يمّا نصيبك بدك تستري على جوزك وحالك،بركي الله يهديه." تلك الأم لم تجرؤ ولو بأحلامها أن تتبادل الأدوار ولم تطرح الفكرة الجهنّمية"ماذا لو كانت المرأة هي من تقترف تلك الجرائم"أكان يسكت ويستر على زوجه.؟

ماذا لو أعلنّ النساء توقيف الحرب على أنفسهنّ وقررن تغيير ما تم الإتفاق عليه إجتماعيًا،كيف كان ليكون هذا المجتمع الأنثويّ بإمتياز.؟!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق