الثلاثاء، 22 يوليو 2014

أريج من رواية أروى


أريج من رواية أروى...

تصرّ أمي على التّنويه والتّنبيه دومًا ناصحة بوجوب التعامل مع الآخرين بحذر شديد،وأصرّ بغباء على طريقي في التعاطي مع الآخر،طاردة سوء الظن والشكوك وكلّ الحذر وقد تركته في صندوق قديم فاردة ذراعيّ كسذاجة عذراء ،ورغم ذلك أخرج من كلّ مناسبة بأكبر حظ من الخسائر بينما تخرج أمي بأقل حظ من الخسائر وأكبر حظ من الهم والغم.

لا أدري لما تخطر ببالي ألعابنا البسيطة كلّما آلمتني هذي البلاد،اليوم مثلًا خطرت على بالي فكرة أن أقوم بلعب "الكال"لعبة كمشروع طويل كالحرب والحب يجب أن نضع لهما مشاريع أوليّة وننحت لوحات أزليّة ونرسم لأنفسنا تاريخًا يليق بالآباء والأمهات ،ضيّق علينا وخانق.

اليوم لعبت مع الطّفلة الّتي قتلت لعبة الكال كي ألتقط الحصاة واحدة واحدة،وأجمعها في يدي،ثم أنثرها على الأرض مرة أخرى،و أعيد الكرّة وألتقط حصاتين بنفس الطريقة ألقي بواحدة عاليًا وبسرعة برق ألتقط ثلاثة حصى حتّى أجمع جميع ذنوبي ثمّ أردّها على ظهر يدي ثلاثًا لعلّ فيها المغفرة"دودة"

بينما ينفجر صراخ أمي من المطبخ عبر الممرّ الضيّق المؤدي إلى الغرفة الغربيّة"وَلِك تعالي إعملي الشاي"أتساءل اليوم كما كنتُ أتساءل دومًا،لماذا لم ترَ الأمهات حقنا بالطفولة بينما كن يرينها في الذكور من الأبناء.؟"ما علينا"

لماذا لقّنونا أن في كلّ شيء يجب أن يكون لنا موقف الجنديّ،منتصر ومهزوم،رابح وخاسر كما في الحروب.؟

ذات يوم فجرت أمي فأذنت لي بمرافقتها لحفل زفاف ابنة الجيران،وأيّ حفل تنكّريّ فظّ كان،شاهدت كفّي رائدة وقد أجبرت على ضمّ أصابعها على الحنّاء،كانت كمن تقبض على حفنة وحل رطب ولعلي كنت أكثر خوفًا منها من أن يتساقط الوحل فيلطّخ فستانها الأبيض.

كلّ شيء كان عاديًا عصر ذاك اليوم ،فقط الفارق الغناء الشّاذ "يا عيونها وسع الفنجان وإلا أوسع شوي" أغنية توحي بمقاييس الجمال وتحدّد نسبة البشاعة،وقتئذ كرهت تلك الأغنية،وليس لكون عيني متوسّطة لكن صديقتي نجمة والّتي كانت بالنسبة لي رمزًا للجمال كانت تمتلك عينان صغيرتان.

"وِلِك لمّي الغسيل فضحتينا"يا إمي أتركيني شوي غني وإلعب شوي







عايل يا الاسمر عايل صبح ضعنكم شايل

ما اكَدر على ثمنكم تسعين بكره وحايل

عيون المها يا سمره ريم بنت الجزيرة

يا طولك نبعة ريحان وعَ لحديثات أميرة

درب الهوى ما اندله دليني كَربانك

وهدب عيني شمسية واوصلك لخلانك

ذكرو وليفي مشرج فوكَـ جبال العراكَـِ

ومشيت واني أسائِل بلجي الحبيب الاكَي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق