السبت، 28 يونيو 2014

كاف فر

كاف فر
ضربتُ كفّ السّخف بكفّ الحمق فكان لابد من غبار.
حين كنّا نطرح أسئلتنا ببراءة عندما كنا صغارًا لطم الكبار خدّنا الأيمن وأثنوا لطمة للأيسر ،ومن الأمهات من لطمت الفم لتسدد صفعة تطبق الفم على الأسنان كصفعة مضاعفة الإيلام،وأردف البعض صفعاتهم بتلك المقولات"اللي بيسب الرّب بيكويه الله بسيخ من نار."وكأن أسئلتنا شتائم شنعاء نصّب الكبار أنفسهم أوصياء وأولياء الله في الأرض ومحامو دفاع يأخذون حقّ الله وهو القائل"إنه على كلّ شيء لقدير"

أنا كاف فر وأضرب سفالة بسفالة
أنا كاف فر بكلّ من سوّلت له نفسه وأقتنع أنه جلّاد الرّب،كاف فر بالمجتمعات العربيّة كلّها والعادات والتّقاليد قاطبة،وإن كنتُ بنظر الآخر زانية فالواحد الأحد قال"قل هو الله أحد"له الحق وحده في القصاص.

اتهمنا في المنطقة الموبوءة بالرّقم 48 بالخيانة ،ومن منّا لم يخوّن ولو صحّ قولهم فكيف نعمل ما يزيد عن 12 ساعة يوميًا وبالكاد نأمّن ثمن سجائر الإنتحار.!
أليس الأحرى أن يسألوا أنفسهم عمّن يلتقون بهم –هن على الدوام وفي فترات قصيرات لا تتجاوز المدة  ما بين اللقاء وآخر الأسبوع؟!
أليس الأجدر أن تلتفتوا إلى أموركم وحال أوطانكم الّتي تباكون عليها في المحافل ولا توفّرون فرصة للشحادة على حسابها؟أليس الأولى أن تنظروا إلى أحوالكم من العبث بتصرفات الآخرين المبنيّة على حريات شخصيّة تنادون بضرورة تطبيقها وأنتم أكثر أناس يحتجزونها.؟

لم يتخلّص الفرد في المجتمع العربيّ من الإزدواجيّة ،وهذا يظهر جليًا لدى الأوساط"الثقافية  والأدبيّة"لنجد العديد منهم-هن يجيز لنفسه تصرفًا ولا يكتفي أن يعيبه على غيره إنما يكيل له الإتهامات والنعت والطعن وأقل ما يذهب إليه التّخوين،فماذا نتوقّع من الفرد في المجتمع،أن يكون حياديًا مثلًا.
إضرب حمقًا بحمق.

ماذا يعني أن تصارع مرضًا وأنت غير قادر على احتمال مناوشات خفيفة وسط مشاجرة صغيرة.؟من هو البطل المحتمل الساعي لتحقق قراراته ورغباته أم ذاك الذي يدّعي أنه يصارع  الموت في حرب دونكيشوتيّة.؟

أن تعمل ليل نهار بكفاءة ونزاهة من أجل قضيّة وتدعو منظمات العفو الدوليّة والفدراليّة وحقوق الإنسان ومنظمة الخط الأمامي والخط الخلفي وفي النهاية يتبيّن لك أنك محجوز الحرية محجور على عقلك.؟!

أنا كاف فر وأضرب غباءً بغباء.
حين تحقن اوردتنا منذ الصغر بهم أكبر وفسق أكبر ومبادئ مشوّهة وقاذورات إجتماعيّة بائدة نكبر لنتناول جرعات مركّزة من الصدمات فكيف نصوم عن الكفر وعن الخمر.؟!

أيّها الوطن السافل،أنا بك كاف فر ومنك براء .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق