الأربعاء، 7 مايو 2014

جزء من حاوية









المشهد الأول

صوت المذياع من الخلف يبث نشرة الأخبار.
 المذيع يقرأ تقريرًا اخباريًا مفاده،
"قال الناطق باسم الحكومة ،إن الرئيس غادر البلاد متوجّهًا إلى الولايات المتخمجة بعزيمة وبنيّة دحض المحاولات الشنعاء لدعم الاستيطان في الأراضي المحتلة.

المشهد الثاني.
بائع عربة متجوّل يقف ليس ببعيد عن حاوية زبالة ويدلّل على بضاعته كما تفعل العاهرة،فيقول:"بشيكلين ونص المتعة،والمتعتين بخمسة"على هون على دوي،بشيكلين ونص المتعة،اللي على باله يطفي ناره.
يخرس فجأة حين يسمع جلبة أطفال صغار يخرجون من الحاوية بيد أحدهم رغيف خبز نهشه العفن،يتراشقون الضحكات كمن أدخل كولًا في أم عدوه.
ثم يصرخ مناديًا على أحد الصغار
-يا ولد يا ولد.
فيلبي النداء أصغرهم،ينتصب أمامه كصنم،يسأله البائع:
-ما اسمك ،لماذا لست في مدرستك.؟
-مليش إسم،بس بينادوا علي ابن المزبلة الجديدة،شو يعني مدرسة.؟
يفرك البائع جبينه بسبابته والوسطى ثم يقول:مثل البيت،يجيء إليه الزوار كل زائر يحمل هدية يقدمها للأطفال.
-آه فهمت،يعني مثل بيت أنيسة.؟
-مين أنيسة.؟
-البيت اللي في الحي الثاني بيدخلوه رجال كثير حاملين هدايا ،اشي صاحي واشي نايم بالمقلوب.
- يا ابني هي مش مدرسة هي بيت دعارة.
-بيت دعارة بس صغيرة مش متل دولتنا المعهّرة.
-اسكت،اسكت بلاش يسمعوك.
-يسمعوا شو يعني رح يخسفوني وصير بيوم وزير مثلًا.؟!
-لع،بس ممكن جدًا تصير إمك أنيسة.

المشهد الثالث.
يتبع....





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق