الثلاثاء، 8 أبريل 2014

وجهان عابران



وجهان عابران


إنزلقت في الطريق إلى مقهى شعبي قبل ثلاثة أعوام،هناك


شاهدته للمرة الأولى،لم يلحظ تفرسي ملامحه الّتي حولتني إلى


امرأة صالحة للانتظار،


وقبل أن أجلس في زاويتي الحانقة بالخواء أمسح حذائي من حزن


الطريق والوحدة،وأزيل عن وجهي العابر غبار النظرات،


قبل أن يجلس يخرج من جيبه علبة السجائر يزيح الكرسيّ


الخشبيّ إلى الوراء قليلًا،يتناول سيجارة ويقلبها،ثمّ ينقر الطاولة


برأسها ثلاثًا قبل أن يقدح الولاعة الفضيّة مرة واحدة،يمجّها بنهم



متشرّد وبحركة أزعر يومئ للنادل أن يأتيه بقهوته المعتادة


،سادة،وكالعادة لا يلتفت من حوله ولا يصفع برد التّفاصيل وجهه


العابر،وبعد ثلاثة أعوام لم أفهم بعد كيف لم يلحظ انتظاري الدائم


وفي نفس الزمكان.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق