الثلاثاء، 24 ديسمبر 2013

ما الذي يريده الفلسطينيون.؟

ما الذي يريده الفلسطينيون.؟

سؤال أكبر من أن يختصر الرد عليه في مقالة ،ربما لو طرح في التسعينيات من القرن الماضي لكانت الإجابة حاضرة وكان بالامكان اختصارها في"وطن"،أما اليوم فقادة الفصائل ذوات أنفسهم لا يعرفون ما يرغبون به وبالتالي لن يعلموا برغبة الشعب الفلسطيني العظيم.
كانت الشخصية الفلسطينية في الرّواية تنبري قائلة"عائد" فإلى أين أيّها الفلسطيني تعود.؟
إن من الأمور المروعة أن نرى إنسانًا مقتنعًا في قرارة نفسه بأنه كيفية كليّة ونهائية وحيدٌ ،لأن في ذلك الإنسان بعدًا جغرافيًا تراجيديًا يصل حد القدسيّة في بعض الأحايين ،كما فيه وفي ذات الآن بعدًا فظيعًا من التّناقض ما بين رغبة في التّغيير والتّعبير، 
تارة ننبري قائلين:نريد العودة إلى ديارنا،وتارة أخرى نخرج لنعتصم ضد سياسة حكومات مضيفة،حتّى الدين نمارس فيه سياسة التّرغيب والتّرهيب،فإن كنت راغبًا بوطن عليك أن تقاوم،ماذا تقاوم تلك هي معضلة الشعب الفلسطيني،أنقاوم الاحتلال أم نقاوم من يمنع عنك  مقاومته.؟!
هنا سقط الفلسطيني في فخ التّيه المرسوم له بتواطؤٍ مع كافة الأجهزة المسؤولة عن توهانه دون أيّ استثناء،وغير خافٍ أن الفرد  يحاول أن يلبّي من خلال نضاله اليومي بعدَين مهمّين،يتعلّق الأول برغبته في حياة كريمة ،والآخر في صياغة معنى لوجوده بحرصه على أن يجسد وطنه في كافة سبل عيشه وعذاباته وفي ملامحه الحياتيّة،سواء في الداخل الفلسطيني أو في الخارج،وقد بدا هذا من خلال المعارض الفنّية للفن التّشكيلي والتّطريز ومن خلال النّحت في صور القصيدة،واحتفائه باللّباس المظهريّ قد تعاظم لدى البعض بحيث رفضوا الشخصية الفلسطينية الحقيقيّة المحتلّة والمختلفة عما صوّرته الذواكر،مستعرضًا بذلك ذاكرته الموروثة عن الجدّات،رافضًا تصديق كل ما طرأ عليه من تغيير،وكي نكون أكثر موضوعية وإنصافًا،فإن هذا من أخطاء الشعب الفلسطيني إزاء أهمية التّواصل الإجتماعي بين أبناء الشعب الواحد سواء في الداخل أو في المنفى.وحيث اختصر هذا التّواصل على الفصائل المتناحرة ولن أدعي وجود تواصل بنّاء بين الفصائل والأحزاب الفلسطينية.

ليس من قبيل المصادفة أن تتطوّر المسافة ويساء استخدام المفاهيم وتغيير أسماء المدن والقرى الفلسطينية ونسبة أهلها إلى "عرب إسرائيل وعرب الداخل وعرب 48"بين تقاطع فترتيين زمنيتين وتطوّر القطيعة الحاصل بين أبناء فلسطين،إذ كيف سيتسنى لقذارة الفكر الصهيونيّ أن يجد ملاذً لولا وقوع تلك القطيعة.؟





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق