السبت، 21 ديسمبر 2013

حاجز وورد






حاجز وورد

هل جربت أن تنحني أمام المارة وتنظّف أثر خطاهم الهاتكة لتعبك.؟!

أعلم تمامًا أن الحياة مليئة بالمآسي والشرور، وأدرك صعوبة الحصول على حياة كريمة في عالم تأسس على قاعدة "البقاء للأقوى" ولكنني موقنة تمامًا أيضا أن في الإنسان شيئ غامض في أعماقه،لا أعرف كنهه، يساعده على تجنب الطرق المسدودة مبكرًا إن أحسن استغلاله، فالأمل القائم على العمل والاجتهاد لم يخذل من قبل شخصًا امتلأ قلبه بحب الحياة والناس،الحياة لا تبخل بالفرح على الصادقين، الذين لا يحملون في صدورهم غلّاً، ولا يضمرون للعالمين شرًا، العمل الصادق يصنع سيمفونيّة عذبة تتعالى كأنغام جميلة في الأنفس وفي مسيرة صراعنا مع هذا الإحتلال.

هل رأيتَ امرأة تشدّ عليها عباءتها بعد التشليح.؟جرّب إذًا أن ترسل أمّك إلى حاجز تفتيش صهيونيّ،جرّب ولو مرة أن تكون فلسطينيًا،لسوف يطاردك وجع المترفين بؤسًا والمطاردين جوعًا ورعبًا،وقتئذ لن تعلم أيّ العورات كبرى وأيّها صغرى،فحين تفقد حقك بإتخاذ القرار والبقاء مستورًا تتساوى كلّ الأشياء الأكثر قذارة مع بقية الطّهر.

تخيّل أنك مصاب بانهيار معنويّ عميق، ويسدّ الضيق حنجرتك،ثمّ تصوّر أن يمارس معك الجنديّ على الحاجز كلّ الممارسات الشنعاء،وافترض هذه الدنيا العارية الخبيثة أعضاء حديديّة تمارس معك الّلواط من كافة الإتجاهات،ووجهك غير الغريب يهيّج الوغد الإسرائيلي ليخضعك لكلّ أنواع التّنكيل من أجل ملذّاته وأنه لسوف يطلق سراحك خوفًا من الإيدز مع أن كلّ ما فعله في الغالب لا يترك آثارًا على الجلد.

هل جفّ حلقك.؟
لا بئس في فلسطين ولا يجوز ربط تصرفات الناس وطباعهم الّتي جبلوا عليها بجيناتهم البيولوجية،فمن غير المعقول أن تجد فلسطينيًا ترتبط طباعه وصفاته المحتلّة وليست الأخلاقية بجيناته وأصله الذي ينحدر منه، أنا لا أستطيع أن أستسيغ  ومن عجائب هذه الحياة أن السّطحيّين والتقليدييّن يتحدثون بغرور ويقين يحسدون عليه ببعض الكلام  وسؤالهم "ماذا يفعل أهلنا في فلسطين والدّاخل.؟" لن أعذرهم رغم وجود الأعذار وهي كثر،فهم لم يجربوا إرسال بناتهم وأزواجهم لعبور الحاجز،هم لا يعلمون كيف نقف برغم كلّ ما نرتديه عراة على مرمى جلّاد لا يرحم حياء الأموات فلم يرحم.

إذا فعلتم جرّبوا حينئذ أن تكتبوا نصًّا أدبيًّا أو قصيدة مدح برموز"النّضال"أو قصيدة غزل بأنثى أسميتموها جورًا سيدة النساء،وأنشدوا لنا حكاية عن الفرح وعن نقاء  الثّلج ولا ضرّ لو رتّلتم لنا حبًا،وقتئذ سأركل مؤخراتكم الهزيلة.


أنت وجميع من يعيشون منغلقين في تخيّلات تبنّوها لإلغاء النّضال الحقيقي جرّب أن تقف على الحاجز وتوزّع الورد لمن شدّوا الحبلَ لتُرفعَ علمًا فوق رؤوسهم.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق