السبت، 19 أكتوبر 2013

لا إثم لي سوى أني ابنة عمر.!

الّلوحة المرفقة للفنان العري العراقي عدي حاتم.



لا إثم لي سوى أني ابنة عمر،ولا ذنب لي أعظم من حبي الآثم بك،
طوبى لروحك أبتي،طوبى لترابك حبيبي

ألم أقل لك !
نزول الواحة بحثًا عن تأويل للنّبوءة رجس من عمل الشيطان،
حدّق بي جيدًا، وقل لي ماذا ترى.؟
السادسة والثلاثون  يا أبتي إلا وطن. ومازلنا  نعيد ترتيب شكل الخريطة.
تلك حَقيقة مُثبتة فقط لمِن هُم مُسومُون بِـ دون جنسيّة.

حسنا, الآن, سأترك خطّ الاستواء مرفوعًا بطريقة أخرى. تريد أن أحكي لك ماذا فعلتُ بالجنوب بعد انتهاء تشكّل الشِّمال. حسنًا. كذبتُ عليك, فقد عرفت غروبي, ولم أحكه.

كنتُ أجادل ترهّل الضّمائر, وانفلات عضلات القوميّة من مراكز قواها الوطنية، كنتُ أنداح عن النباح لساعة محرّمة. وأحاول أن أتمسّك برأسي جيدًا. لم يحدث حتمًا وصلتُ متأخرة كما يبدو عن كلّ شيء. حتّى عن وطني. حتّى عن انتمائي لظلّي الذي كنتُ أجرجره دون أن أعلم أني من أرض السّواد بعثتُ.

حتّى عن الكون، عن  مهجة نبض،عن ابتساماتي الشجائعٌ الّلاتي بهنّ أهزم مخالبهم الجبانات،كانت قد تحجّرت،
سيراقبني مدرّس اللغة،والنّكاد،و"المتثئفين" ستراقبني العاهرة والفاجر وهي ترتدي سروالها الداخلي بعد أن أفرغ فيها كامل الوطنية،وتاجر الحشيش إذا بقي بحوزته ما يباع،
وسوف أعثرُ  أيضًا على قلب جدّتي محرقا بكهرباء سرت في جسدها، دورة، دورة،كلٌ رآني وأنا أمزّق أجزائي وأهبها مزقة ، مزقة للظلام،طرقتُ كثيرًا  أبوابهم، أحد لم يُجب. وبّختني بعنف وورع،برائحة الكاز،بمذاق النّفط،لكني تلك الّتي درّبتني على،"لا تجبني" ولم أكن لأخشى الموت، لذا سكتتُ عن ما هو مستباح.

أين نمتَ؟ لمَا لم تُطِل الوثوب إلى جانبي،أُرحب بكَ كيفما اختنقت،
 هل متت؟
وحدك تعرف كلّ شيء. والباقون مولودون في فرات . هل تعرف شكل موتي لتدفعه عني، وتلدني من جديد في مكانٍ آخر.؟!
ما عدتُ يا أبتي أسمع شيئًا،لكنني أرى دخانًا في الجوار،فقل لهم،إن ملامحهم  كانت صفيقة كثيفة الظلال،

أبتي،
نباح الكلاب يقطن رأسي،هلّا قطعته أو قتلتَ الكلاب؟
قاتلتكَ الّلعنة يا أبي،أعدني إليّ أو مت لن أغفر لك كذبة الوطن،فأنتَ لا تدري معنى عبورك من حيث مرّ بي التّحريض.
أنا ابنة العَمَرُ خلقتُ دون وطن،وعلى ما يروم القهر يبدو أني سأموت دونه .




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق