الاثنين، 9 سبتمبر 2013

هذا المساء

اللوحة المرفقة  للفنان محمد سعد العراق




لا أحد يعلم، كيف هو الشعور بموت أحد أطرافك،كيف تمرر يدك على موضع الجرح ،تمامًا حيث كان يجب أن يكون البَتر على مقاس الفقد،كيف تضربه تقرصه،ولا تشعر بشيء على الإطلاق،ثمَ تجرّب بطريقة أخرى تأديبية،فتقرر معاقبته وتتخذ الخطوة الأكثر ساديّة،كأن جزءًا منك ميتًا ولا أحد  غيرك يدري،تود لو أن تكفّنه وتواريه في تربة الحديقة، لكنك لا تفعل.

هذا المساء،تلفّت حولك ،فتّش عن بدايته وليكن آخره إبهام قدمك المكسور منذ سنوات،وتذكّر تلك الحادثة وما قاله الأطباء"كسر الأصابع لا يجبّر"،راقبه جيدًا،راقب جريان الدّم في أوردته الّتي لا تمت إليك في هذه اللحظات بأية صلة، وستدرك أنك الميت وهو الحي،

اليوم خضّبت شعري بحناء يمانية وأنوي بعد غسلها ترك قحفة رأسي مفتوحة على السّماء،لعل الحكمة تتسرب إلى عقلي أو يتسرّب منه بقايا نضج،لأستمر بوقاحة في التّعامل مع الواقع الدَنس،ولا أكترث لتقلبات أمزجتهم الّتي تعرفون.
نعم،سيجيء الموت على هيأة نبيّ،وستكون له الولاية من بعد،وسوف يكسر الهالة فوق رأس القديسيين ذوي العيون الكبيرة، فتعال نم أيها الموت إلى جانبي يحرسنا جند الرّب.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق