نخيل العراق
لا تكتبني ، خذ فنجانك و أجلس إلى المساء ،
لا تفكر في كيفية الانطلاق فهي على الدوام مدهشة حتى لمن يعرفك ، فكر في خط المسير كيف و على أية هيئة يكون ، إن مفارقة الجنون هذه مفارقة واضحة على نحو يجعلها لا تخطئ الهدف .
لا تكتبني بالضرورة ، لا تصنفني ضمن أنماط الخطاب الأدبي أو الفلسفي أو غيرهما ، أسس لكتابتي جمالية أسلوبية جديدة تراهن على تصدع الفكرة و الحلم تخضع لأهواء الذهان ، و كي يستجيب الدفاع للهروب و ينسحب الفيلق الأخير قم باستعارة التوحش بنكهته الفاخرة ، ثم دع عنك الحوار المثير للجدل و الجدل المثير للشَّفَقة ،كن بعيدا عن التشويه و التحريف و التخريف ، أدرجني ضمن أفق تخيلي فوق مجازات الجنون و التأملات الذهولية ، و كن الثوي الوحيد في أكناف البساتين ، لا تكن من دواهي التدمير ، ولا تجعل مبدأ التفكيك لك مدخلا ،و قبل أن تنسحب التهب و أنسكب و اياك أن تنقلب و تنعطب ، فترَمّل البساتين بدمك و تتحدا بهوية واحدة ،
ثم لا تعجب من حدوث ما تقوم به إن كان مُقَدّرا عليك فسيحدث لا محال ، و أن يقول لك الجاهل أثبت لي قدرتك عليه في حال امتناعه عنه ( الفهم و التصديق ) ، فهذا يعني أنه جمع بين المتناقضين ، و أثبت قدرتك عليه .
ثم حين سارَّك في أُذنك مُسارّةً في خِفّة وَ عَجَل : ( رَأيْتُها عِنْدَ أطرافِ البَساتين تَنْتَظِر ، قالَها وَفَرّ هاَرِباً . )
هَرَعتَ في قَلْبك جَزَع ، وَ حينَما وَصَلتَ أيْقَنت أنَكَ كُنتَ تُلاَحِقُ طَيش الماضي ،!
لك سيمياء ليست لغيرك من البشر و لك حضور كـ تساقط المطر ، شهي ، مُغرق ،
كــ تقاطر الندى على أخاديد الزهر ، ليس بمعنى الرّقة إنما رجولة تُساقط عن الأنوثة وريقات التوت ،
فليس كل الذكور يمكنهم إسقاط الورق ،
لا تلهج به كثيرا فإن إثباته بحاجة إلى تأصيل نابع من الخطاب الأساسي و الذي لا ينفك يربط بين تعاليمه و أوامره و نواهيه و جميع قدراته و هذا هو الربط الوثيق .
فلا تلهج به كثيرا و خذ فنجانك و أجلس إلى طاولتي كي لا تبدو محذلقا كــــــالأبله في وجه المرايا .
ميت هو التعبير ،
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق