الاثنين، 21 فبراير 2011

أوتصدق


http://www.youtube.com/watch?v=86mV4aPF8Z0&feature=related

ما عدتُ أذكرك ، جلّ ما أذكره أو يخطر ببالي هو أن تمر من أمامي كــــمرور  طيف  ،
كــــمرور أي من البشر ، ما عدتُ أميز عطرك من بين العطور وما عادت تغريني تلك القُبَلْ ،
خلاص ..سيورق الزهر الأسود  في حديقتي  و سأجعل بوابة الدار في الخلف و أواريها بظلال النخيل الوارفات  المثقلات بالتمر ،
 في غيابك  لحظت  سحابة  شاردة فوق سطح داري أمسكتها وحشوتها الوسائد ، فصار النوم ألذ و أعذب ،
هيئ  لي صباحا  أني  أغرف  من مجد الذي كان و يسقي أمنيتي  ، كي يلبس نيسان جسدا على مقاس الوجع  ونقوش الورود بلون  أوردتي ، لم يتعد  الفترة  المشروطة   لأننا في الأصل لم نجعل لنا واحدة و  مازلتُ أنتظر فاتورة الأيام ،
في عينيه لا مخالب لا رصاص لا سهام ، و تخليتُ عن الطيران في فضاء سُمرته ، لم أك مجنونة و لا عاقلة جدا ،
كل ما في الأمر أني أكره الفقد  في  حين أرجو  اللقاء ، فأسارع إلى الرحيل أسابق الأقدار ، فالفرق كبير بين أن تُحرِقكَ نار الفقد وما بين أن تحترق بفعل يديك ،
 لم نترك للشناشيل فرصة تكتبنا قصة للأطفال تحكيها الذاكرة ،  كيف  أجيئك يا طفلي المدلل يا زهرة عمري وكل كلمات الشوق و الحنين قرأتها عليك ، و أعلنت بأن قربك هو سعادتي ،و في بعدك عاث الحزن في كبدي  فكيف بعد كل هذا  أجيء إليك ..!
و أقف بابك مبتهلة   أرتل من معين الشوق جراحي وأترنم حنينا إليك ، و أشواقي  الحرى يقبلن عليك ، يتسارعن  ويسابقن  ينادين هلمِ   إليه ،  و ينهملُ  منك الراح  كأنك ملاك حفني بجناحيه ، وتصلبني الساعة التاسعة من كل صباح على مقعدي بعد أن تهندمت  و غلوتُ قهوتي ، وحضرتُ الفناجين و قطع الشكولا و بعض التمر ، فيُلزمني الصمت على احترام اللحظة ويُجلسني في هدوء أتأمل بخار الدلّة كيف في فضاء الديوان يُقْتَلُ بمجرد أن مر اسمك في أقبية المكان ، وتتثاءب الفناجين الحزينة ،
وبعد...
عاصف ممطر هذا المساء يوشي ببعض الخوف،  لأشي بي إليك و أعترف لك بأني مارست عليك بعض كيدي و دهاء فطرتي ،عندما كنت أتلذذ بقطع الشكولا و ألعق أطراف أصابعي  على مرأى وبُعد منك ، كنت أختطف على غفلة منك وفي اللحظة ما قبل الأخيرة  أشهى و ألذ القبل ، وفي اللحظة الأخيرة و هي لحظة القبض عليك كنتُ أفلتك .! و أصبح كسولة  كـــالمـــــــــيم و أنـــــــــدس بين أضلعي أعانقني وأذوب و أختفي عن أعيني  و أنا أردد اسمك  يحركني  فأتمايل كما السنابل ،
  أوتصدق ..؟!

يزورني كل مساء طيفك بغير ميعاد يلتقط أفكاري الشاردة ويتماها بتفاصيل الحاضر و الماضي ،
وعلى مرمى  النظر تتوالد كل اللقاءات و الصور  و تتعارك على حافة سريري في صمت يشبه ومضة إدراك  ،لتبدو الأشياء براقة أكثر حتى إذا ما اقتربت منك كشفتُ عن ذنوبي و أسلمت،
لستُ بحاجة لتقتلني  كن أسمى من الفيروسات ، كن أنقى و أطهر ، كن بعيدا بقدر يمكنك من الهرب من كيدي و ذنوبي ،
و إن شئت خذني ببردي  و روابيَّ  و أضئ دروب قافلتي  ، و أنا الذاوية نبت على وجهيّ العشب ،لا تنس   ..لا  تمض بأمواج الليل في صمت فإني طالما اعتقدت بأن الندى ماء تتوضأ  به النجوم ، و إني أخشى عليك ألا تسمع معي تسابيح النجوم  التي تحرسنا من  مراوغة  الذكرى و ضرّتُها ،  كي لا تنزلق في الوهمِ تمام الإنزلاق   أيها المنهوب حتى آخر رقعة ضوء ،
أوتصدق ..؟


فاطمة صار وجهها خشبي  و حسن لعبة ورقية بيد الأطفال ، جدتي قاعدة بباب الدار كــعادتها تحاكي حجارة الطريق و تلقف الحصى بين كفيها ،  جدي يلف سيجارة تبغ عربي ويلعق وريقاتها بطرف لسانه ، ويردد اللهم صلي صل  صل  صل  صل صل صل حتى يَقرُطَ نصف الحرف الواقف على طرف لسانه كــعادته ،

كُف عن مراوغتي.....











ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق