الاثنين، 7 فبراير 2011

همسات ،

تبدأ المحنة حين ندرك بأن ما نرنو إليه صعب المجيء إلينا ،! و بما أن مفهوم الحب الحقيقي يجب أن يفهم ويتعامل معه على أنه سلوك نزيه مجرد من كل الأغراض ، و أنه لابد من ايقاف أي فاصل ما بين العقل و (العاطفة) ، و علينا التعامل مع الأمر على أساس هذه القاعدة فلابد و أن تبقى أنتَ حبيبي مهما اختلفنا و مهما طال الانتظار ،
يا ابتلائي و قصاص روحي ،
استيقظ اهتمامي فجأة ، ثم استدركتُ أضيف : ما من فكرة تقوم على العقل وحده ، ثم عكفتُ على اشتغالي ./ بالصراعات التي تعيشها الأنا المراهقة بداخلي بآلامها و اوهامها الحياتية ، و الصراعات المتعلقة بالحب ، و التي تسعى للتمرّد عليّ ، فوضعت نصب عيني أن أفك رموز ثقافة الأنا ثم و إن سنحت لي الفرصة أعود اليك،.
كثيرا ما أقول لنفسي بعد أيّة انفعال : ( لقد أسأتُ التعبير ) فأرجع اليَّ و إلى تلك السخافات التي تحدثني عنها الأنا في ممارسة لنوع من النميمة ( الخبيثة منها ) ، و التي تزعم من خلالها أنها تحب فلان من الناس و أنه يحبها ، فوجدتُ و من خلال استدراجها في الحديث عنك بأنها أوقعت بك بقصد النيل مني ،.
قابلتها اليوم بعد انتهاء العمل ، مشينا في الطريق المعتم الطويل ، فسأتلها عما إذا كانت تحبك حقاً ..؟ فقالت : بعد صمتٍ طويل بطول العمر : قد أكون ربما و ربما ، ثم أضافت تسأل : ما فائدة الحب إن فقدتُكِ ..؟ احترت بما أرد عليها ، لكني أجبتها في نهاية الطريق : قد تخسرينني نعم لكنك تربحين بالمقابل قلب آخر . نظرت إليّ باشمئزاز و قرف و ارتسمت على وجهها ابتسامة ساخرة ، ابتسامة عاهرة ، وقالت مستهزئة و ماذا أفعل بقلب بدون رحم ..؟!
إن أهم مافي الفكرة هي الفكرة و التي تأتي من الحلم ، و ان تنفيذها في الوقت الذي تلمحها هو أهم ما في الأمر ،.
بالأمس بعد السير في الطريق بصحبتها و ما ان وصلت البيت حتى ارتميت في فراشي من التعب و المرض ، و بعد لحظات وجدتها تلقي عليّ بحنان غطاء ناعم ، و من أجل الصدق لا أأتمنها فتوجست خيفة منها، ثم غرقت في نوم عميق و حين استيقظت لم اجدها بالقرب مني فقلت لي يالها من خائنة ، خرجت للبحث عنها في أرجاء المنزل , و وجدتها تجلس قبالة مرآتي ، غارقة في تفكير عميق ،بعد أن ارتسمت على وجهها علامات المكر و التخطيط لأمر هام جداً ، و كأنها تخطط لسرقة شيء ثمين ، راقبتها لبضع دقائق وفجأة و لا أدري كيف لاحظت أمر وجودي بالقرب رغم كتمي لأنفاسي ، نظرت إليّ عبر مرآتي و قالت : لا تقلقي سآتي به اليكِ كي تقر عينك و تهنئ ،.
يالها من ماكرة هل تفعل ذلك من أجلي أم من أجل النيل مني أم منكَ ..؟ لحظات تطرف ... في لحظة من هذا المساء شعرت بشوق اليكَ لكني لم أُشعر بي أحد ، إلا أنها و كعادتها ماكرة تقرأ أفكاري قبل أن أدركها ، فقالت لي مع لمعان لحظة الشوق في عيوني : تراه الآن يواعد أخرى ,.؟! حاولت تجاهلها لكنها أضافت تقول : ربما لكنه لن يجد من تغدق عليه بالصبر و طول الإحتمال كما فعلتِ أنتِ .. ثم أضافت : لكنك أنتِ من تسببت له بالفرار منكِ إلى التيه ،. و أنتِ من أضاعته ، و احيانا كثيرة أقول لنفسي بأنك لا تستحقينه ،. ويحها كيف تجرؤ على احيائي في لحظة و قتلي ،.
قبل فترة من الزمن كنتُ قد وضعتُ نصب عيني المجيء اليكْ ، لكني قررتُ أن أقتلع عيني و أجلسها قبالتي , و ها هي الآن أُبصرها و تنظر اليّ ،. تناسلت النظرات لتتوالد المتاهات فينا ، و تتقاذفنا الحسرات ، ليتها الأنا تدرك أني و أنها لعبة بيد العقلاء ،.
امسكتُ بها متلبسة اليوم ، كانت تحاكي النافذة عما مض و تملي عليها تلك التفاصيل التي كنتُ قد نسيتها و أوصيتها النسيان ، كما وجدت بحوزتها بعض الأدلة تدينني ، .
عاتبتني اليوم بادعاء منها أني سببتُ لها الضياع ، ونسيت يال قبحها أني كل ما فعلت حتى الآن كان في سبيل انقاذها مما أغرقتني فيه ،.
تعاتبني ولها حق العتاب في أني لم أسمح لها بعيش الطفولة و المراهقة و عيش الشباب ، لكني لم أقل لها الأسباب لمعرفتي المسبقة بأنها لن ترضى حتى لو جئتها بأعظم ببيان ،. أنا الأنا الغجرية بي تناديك ، و لأن الحب ليس لعبة ألبسها ثوب اشتياقي ، ولأنه ليس ثوبا أرتديه فوق احتراقي ، يا زهرة عمري ، أنا الأنا الأنثى الخرساء ، أخرستها حينما ظننت بأنها تفوقني لك اشتهاء ،
وسقطتُ على الأرض و سقطت خلفي ملامحي ، ونغزة التواطأ مع الفكرة سقطت هي الأخرى ، و نافذتي المغلقةُ المعلقة بقناديل الضوء الحزينة أُشرعَتْ على فَقْد ، تعال و تَحسس البرد المُعشعش في ثقوب ذاكرتي علك تعي حجم تمزقي.. ، وهذا الفَقدُ اللئيم يأكُلُ مني ، وأرصفة العبور قَطَعَت أسلاك الوصل ، وأنا مُذ أدركتُ الأمر أسيرُ خارج الخطوات ،
و السبب كل الأسباب أني أردت أنا أتصالح معها ، كم كنتُ بلهاء عندما صدقتُ بأن الخير فيها باق ،
كل الجنائز تمر أمامك مرة واحدة ، إلا واحدة متكررة – جنازة الحلم ، ! أبشع سقوط – هو أن تَسقُطَ أمامك ، و أشجع المواقف هو أن تُسقِطكَ أمامك، !
وبدأ الأموات يحلمون ،!
وَبَدَأتْ .. تُجْهِدُني كي أسْقِطَ الحَمْل ، فأجْهَضْتُه كي أُجْهِدها فَسَقَطْتُ ، !
رغم ارتعاشها من الخوف لم ترغب في الحصول على أيّ ثقة .! وأضافت قائلة : هذا ما كان ينقصني .. لحظة صمت و انفجرت ضاحكة ..!
إن أعظم درجات الإنسانية أن تعيش لهدف الأمة ، !
ركبتُ غيمة حبلى بالبرد و المطر وجدتها بالأمس ،كما أيقنت بأنها عصية على السفر .! تجري الأحاديث عن مشاهد في الظلام ، و إن التقينا بعد أيام كأن شيئاً لم يحدث ، انشغلتُ بمسائل إنسانية عظيمة مجردة حرصت حرصاً شديداً على تحاشي القبيحة الأنا خلال المدة الماضية ، قبيحة يا أنا طاغية يا أنتِ ، تبا لكِ ولي و لهـــــــــــــــــا ، كلما أمسكتُني قَدّمَتني قربانا لطغيانها ، مغلولة يدها في عنقي ، في الوريد كنت قد زرعت جورية خمرية حمراء ، ماتت الأزاهير في حدائقي ، قاحلٌ وجهها كمـــا صحراء العدم ،
كــــم تمنيت أن ينجح الماء في تطهير الخطايا ، لَكان باستطاعتي أن أرتل أدعية حرّى ، و أن أغني أغنية للثورة ،
لملم الحلم بعض بعضه و صيّر لي غاب ألحانِ ، لم أبتدع كرما وارفا ، و لم أنقش صخر الصدر زخرفا ، و لم أقدم الذنب قربانا للمعصية ، لكنني قدمتني ،!
كيف تُرَتّلُ التراتيلُ في ظلماتِ النفس المتعبة ، و أختال مثل إلهٍ صمتي و ألحاني ، كيف أردّني إليّ ..وقد أسهبتُ في تمردي و تمزقي و عصياني ..؟! هل تحاشينا الأمر الضروري الجوهري..؟!
كنتُ أغلي الآن قهوتي .. لستُ أدري ما الذي أدار وجهي إلى نافذة المطبخ و التي تطلع على حديقة الجيران ،..؟! وجدتها ..تبا لي وجدتني .. ويح قلبي للمرة الأولى قبل الألف أراني ، و أخيراً أدركتُ أين أضعتها و تركتها للغابات تنهش لحمها الوحوش..تركتها مخضبة بالدم أقدامها الصغيرة ، كـــأمٍ فاجرة تركتني للهم و التجريح و القهر .. تبا لمن اغتصب طفولتي و أخرجني مني ، ويحي أنا ويح القلب الذي ....أنــــــــــــــــ كيف تحجر ، ورغم اكتشافي العظيم تركتها مرة أخرى تغادرني ..ليس لأنني لا أشتاقني ..بل لأني حتى الآن لم أثأر لي ،

هناك تعليق واحد: