الأربعاء، 6 أكتوبر 2010

قهوة على الرصيف، /

عندما نغوص في حيثيات الأمور بعمق نجد غذاء ً لمدارك العقل و الروح , و بطلب للإستسقاء تهندمت طاولة المساء,و استسقت بدورها السماء لتُغرقُنا بأحلام ملائكية, ونمكث كثيراً تحت بساط السماء لأن أرواحنا متعطشة لمذاق أطراف أصابع الصباح المغدقة بالندى, سأطرحني على هذه الصفحات و أغادرني حيث لا أحلام لا أحياء لا أموات حيث أحتسي النعاس و أطفئ قناديل الأمل , كي لا أحلم مرةً أخرى بإنزلاقي بتفاصيل غبائي، , أنا فوضوية الإحساس, أنا شهقة الإحتضار الأخير, إغرس بقلبي مزيداً من خناجرلا تبالِ ,وكي لا تنتزعني آهاتي سأغادر قبل أن يعتصرني الألم/ سأُجَدِّلُ أحلامي أكفانا للغد ، و أحفظها في صندوق الصمت البارد , لعل الكفن أكثر رحمة من الشراشف البيضاء التي مورس عليها الحب و القيت بوجهي بقايا خرقٍ بالية و يطلب مني أن أكون استثناء أو أن أقتات على فتات وجبات الحب ,السريع الإفتراضي, سأطفئ قناديل الحنين , وكي يغادرني الشقاء أشنُقُني بحبال الشوق/ فذات يوم سينام جرحي على وسادة الصمت ,ليمنحني بعض الرضى , وبؤرة شقاء/ وأضمني بين كفي و أعلقني على مسرح الأمس ، وكي لا تستصرخ ثورات دمي بيدي سأقتلع شراييني،/ والآن لابد من أن امارس طقوس صمتي , و كي أتقلب على وسادة الوجع سأغمض عيني و أنام, بعيداً عن ثرثرة أشواقي / على رصيف الأمس معلقة صورهم , و على رصيف الذكرى أقف و يقتات مني الوجع,/ على رصيف الموت أنتظر دوري و على فراشي أنثر الزهور التي تمنيت دوماً أن تنثر فوق سجادة فرحي ,/ على رصيف الأمنيات شنقتُ ذاتي و أعلنت التنازل تماما عن كل أحلامي، فلا تلمني يا وليداً حلمتُ به ذات يوم غائر ذات عمر أكله صمتي و طول انتظاري،/ على رصيف الأمومة روحٌ رهنُ اعتقالي فمن ينصفني و يعيد اليَّ بعضي ثم يحكم عليّ باعدامي،/ على رصيف الصور اتكأت لحظات انتظاري و خلعت عني وجهي و صار لي وجهٌ كــالمقاعد الخشبية , ومازال طويل انتظاري,/ على رصيفٍ بائس اهترء العمر ولبس الخريف ثوب الحداد،/ على رصيف التفاصيل قرأت موتي و رأيت صورةً تمضي نحو الغابات لقاتلي تاركا روحي ينهشها الأنين،/ على رصيف الرمال حقائب سفر فارغة إلا من بقاياي،/ لو كان لأرصفة الحكاية لسان لأخبرتك عني ما لن تعرفه أبداً،/ ومازالت أبواب المقهى مشرعة متسعة على مقاس الجرح //

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق