ملحمة وجدانية...خالد أبو حمدية.
هنالك نصوص "شعرية"تدخلك في حالة
فوضى حسيّة بحيث تنسيك ما تقرأ،ولمن تقرأ،بعض تلك الفوضى مرغوبة إذا ارتقت بك إلى
حالة وجدانية،وهنا يحضرني قاله تعالى في سورة الرعد :"
فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ
فِي الْأَرْضِ " آية 17
1_
مُرٌّ
- على طرف اللسان –
مَسيلُها عين الحقيقة
والثّمارُ المُدّعاةُ
أمَرُّ
- على طرف اللسان –
مَسيلُها عين الحقيقة
والثّمارُ المُدّعاةُ
أمَرُّ
يسحبك
النص من ياقة قميصك بعنفوان ماتع،للغوص في بحوره،مشحونًا بحالة وجدانية زرعت عنوة
في العمق.وتكمن خطورة قراءة النص الأدبي لأي جنس كان في أن
الكاتب يجنّد لغته وفكره ومعلوماته إلى النص،فيدسها ضمن وجبات ينقلها إلى
القارئ،وذلك يمنحه فضاءً واسعًا زمانًا ومكانًا ليتألق بمفرداته الّتي تخترق عقل
القارئ الحر،فالقارئ الأسير فكر دونما غيره لا يمكن اعتقاله.
1_حين تَرُدُّنا لخطيئةِ أولى
اكتوى بحروفها التّفاحُ
واكتفت الجوارحُ بانزياحاتِ الكلام
على الظلالِ
بفتنةِ الذنبِ المُعّلق
لَحْظَ ينقشهُ الخيالُ
ولا يلاقي همّةً
تجدُ الجسارةَ
في الجمالِ
والاقترافْ
شاعر يمتلك أدوات اللغة،يتقن توظيفها
وتساوقها،وهذه خطوة هامة تمنح النص شكله الخاص المتميز،ومن خلال هذه الخطوات يمنح
الشاعر انتماءه للنص، واستشفاف الروح الشعرية
المبثوثة في ثنايا النص،فقد نجد نصًا سليم الأدوات إلا أنه خالٍ من
الروح ،
ندخله ونخرج منه فلا يهتز لنا عطف ولا يضطرب لنا عقل.
ندخله ونخرج منه فلا يهتز لنا عطف ولا يضطرب لنا عقل.
2_
لأنّك تسكنين بماء عــيني
أراكِ على المدى بيني وبيني
وأمعنُ في العناق فلا أرانـا
وألمَحَ تحت جفنيَ آخَرَيــن
سوانا لـم تطاوعهم خطاهم
ومــا مـلكوا لتــوديع يــدينِ
وما ادّخروا لذي لهفٍ شغافاً
فباتوا دمعةً في مـقـلـتينِ
أرى قسَماتي السوداءَ تسطوا
أراكِ على المدى بيني وبيني
وأمعنُ في العناق فلا أرانـا
وألمَحَ تحت جفنيَ آخَرَيــن
سوانا لـم تطاوعهم خطاهم
ومــا مـلكوا لتــوديع يــدينِ
وما ادّخروا لذي لهفٍ شغافاً
فباتوا دمعةً في مـقـلـتينِ
أرى قسَماتي السوداءَ تسطوا
عندما
ندخل بوابة النص لنجول عبر فضاء عالم القصيدة
ننظر إلى المقاييس الجمالية الخاصة بنا،وننسى أخذ المفتاح بعد ولوج
النص،بعض البوابات تجعلك أسير بيئة ضيّقة أشبه بسجن عالي الأسوار وبعض السجون فنادق ترفيهية.ففي الكتابة ما لم
يكن الكاتب ذا قدرة على الإبداع، تشمل سمات وخصائص متباينة يودعها في القصيدة
عوضًا عن مجرد "رصف كلام" فلن يكون قادرًا على خلق روح تحريكية للنص.
3_أنثى
من الثلج
إشراقٌ يذوّبها
وشهوة الطين
لا تبقي لها رسما
فكن كما أنت
صفراً
لاشريك له
ولا تكن بحواشي عمرها رقما .
إشراقٌ يذوّبها
وشهوة الطين
لا تبقي لها رسما
فكن كما أنت
صفراً
لاشريك له
ولا تكن بحواشي عمرها رقما .
في النهاية يجب على الكاتب أن يدرك تمامًا
أن الشروع في الكاتبة يعني أن يضع نفسه أمام محاكمة أدبية إبداعية،والإبداع بكلمة هو
إضافة الجديد ،فعلى الشاعر أن يسأل نفسه:هل أضاف شيئًا إلى ما كتبه الشعراء في
الشعر القديم،وهل سيترك نصه أثرًا في الأدب المعاصر.؟
1_
نشر في صفحته الفيسبوكية بتاريخ 5 سبتمبر، 2009
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق