بيانوو ..
حب تنشأ فيه الحبّ و اللبّ ، و حان أن يحصد ،
كــشدو طائر حزين على شاطئ نهر هجره المحبين ،
تحز رقبة الحنين برؤوس أصابعها عند انكسار موج لفظ لجامه قبل أن تقصم الخيبة آمال الأذرع الممتدة إلى المدى ، و للهواجس زاوية أخرى خاصة بهن بأحاديثهن ، لن أذكر ما دار بينهن فليس بذات أهمية تذكر ، ولا يمكن أن تقاس بمدى قربها أو بُعدها ولا بمدى العمر ،
يثرثرون في الفضاء ثرثرة تزعج شدو البيانوو يرقبون البساتين من بعيد كرهبان المعبد لا يريدون القبائح و لا يقربون الفواحش ، الطائر الحزين لا يمل الشدو ...و أنت باق كــنظرية الأثير عقدة الفلاسفة ،
صباح أدْغَمَه عطرك الأكدي ، تسللت خيوط الشمس كما يتسلل إرهابي عبر نفق مختنق ، تسلّقت جدران المنازل القريبة ،لا أستبعد أن تكون قد مرّت بقميصك الأبيض ( المشلوح ) على حبل الصباح بلا عناية ملقى للريح ، خائنة من فكرت أن تمر بقمصانك على غفلة من الندى العبق بملوحة البحر ، بعطرك الأكدي ، خانت نفسها وهي تعلم علم اليقين أن المرور بعطرك يعني أن العودة إلى حيث كانت مستحيلة ، أدغمها عطرك وملأها مسافة ألف وعد و تتمظهر كأن لم تمر بك أبدا ، يا طعم الخرّوب يراودني عن قهوتي و يُخلّ اتزاني ،
وهن الكدح و امتدت فروعه إلى أطراف الأرض ، لم يبق ما نسدُّ به رمق الأوقات ، أغلقت المقاهي أبوابها ، و شرّعتها بوجه العاطلين العاجزين عن حلم ، هيّا انهض .... انهض لتنام من جديد إلى سرير غيمة ، انهض لتنام من جديد على وسادة تقطّرت شوقا تمدد وتنهّد ، أردفني وراءك و هُزّ الأحلام و هدهد قبائلها بالغ إن ترنَّحت لك و تمايلت من السُّكر ، ولنكتفي بهذا القدر من التنقل بين المحطّات و الحافلات ،
انتعلوا رأسي و تفرّقوا ...
تضاعفت مخاوفي ، فاستهولت حبي لمّا رأيت حالي ، فوضى تشكّل فوضى حول فضائي تركبها هواجس ،
جعلتُ أقنع نفسي بضرورة التّماسك و الصبر بعدما تبين لي أنّي لاجئة إلى رحمة العينين ،
تنازعني الخطى ما بين الإقدام والإحجام ، لا شك أنّي في حاجة إلى قهوة كي يستقر في قرارة النفس أن ما بيني و بين العينين لن ينقضي حتى موعد الحشر ثم يُنظر فيما قدمت عيناه و عيني ،
لمّا رآني احمر وجهه ، صافحني بحرارة و قدمني إلى الغابة ،.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق