الصورة للأستاذ من العراق
للاحتلال مذاق الفراق ، ولوجنتيّ نكهة الفرات ،
في زوايا ذاكرتي ملحمة أودت بمهجتي ، سقت مواجعي و نبت العشب بين مفاصلي ، يستفز قلمي الجوع و الطفل الموجوع ، فوق الحلم تبختروا صعاليك البلادِ ، غوغائيون شنقوا الوفاء فوضويون يعرفون من أين تُؤكل الكتف ، تُحدِّثُ أقدامي عن تاريخ ، و وجه طفولة أسَنّ دقه الذُّلُ دقا ،
أرادوا تغيب الضمير ، فراودهم عن إرادتهم و حضر قبل الجميع يقدم لي زادي ،فصَّلوا بلادي ثلاثة أثواب ما جاء منها ولا واحد على مقاسي ..
فواحد يعري رأسي و آخر يكشف عن ساقي ،
و ثالثهما كاشف رأسي و يشمر عن ساقيّ ،
فأي الأثواب يستر مرقدي و عواء الجوع ينقُض مضجعي محاصر من كل الجهات تهتكه البصائر ،
هيئنا لهم أضلعا تُكأَة يتكؤون عليها ، زورا محووا عروبتي من دفاتري ، بغتة قتلوا قوميتي فوق الأسطر ، و لووا أعناقهم تجاه ضفتيّ بحثا عن جدارية عليها يعلقون شَّوْرَة الخزي ، تنكر الوطن لشوارعه آمن بالسقم و اعتمد سر المغيب ، ولتأكلوا من لحمي و تشربوا من دمي كالقطعان الضالة ،
فحياتي صارت كمشكاة جديرة بأن تعاش حين تعاطفت الضحية مع الجلاد ولتعلموا أن وراء الاعترافات ما وراءها و أن الجوع فخ المواجع ،
جريمتي و أعترف أني :
عاشقة القلم أراوده عن حبره صباح مساء
و يضاجع أوراقي كلما شاء
و حامل أنا بحرف ،
يَضَعُ سره في أضعف خلقه سبحانه ، ألا تعقلون كرامتكم وسادة تحت رأسها ، أوليس لكم فيها آية تتفكرون ،؟!
كان الله في عونك يا أمتي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق