http://www.youtube.com/watch?v=86mV4aPF8Z0&feature=related
ما عدتُ أذكرك ، جلّ ما أذكره أو يخطر ببالي هو أن تمر من أمامي كــــمرور طيف ،
كــــمرور أي من البشر ، ما عدتُ أميز عطرك من بين العطور وما عادت تغريني تلك القُبَلْ ،
خلاص ..سيورق الزهر الأسود في حديقتي و سأجعل بوابة الدار في الخلف و أواريها بظلال النخيل الوارفات المثقلات بالتمر ،
في غيابك لحظت سحابة شاردة فوق سطح داري أمسكتها وحشوتها الوسائد ، فصار النوم ألذ و أعذب ،
هيئ لي صباحا أني أغرف من مجد الذي كان و يسقي أمنيتي ، كي يلبس نيسان جسدا على مقاس الوجع ونقوش الورود بلون أوردتي ، لم يتعد الفترة المشروطة لأننا في الأصل لم نجعل لنا واحدة و مازلتُ أنتظر فاتورة الأيام ،
في عينيه لا مخالب لا رصاص لا سهام ، و تخليتُ عن الطيران في فضاء سُمرته ، لم أك مجنونة و لا عاقلة جدا ،
كل ما في الأمر أني أكره الفقد في حين أرجو اللقاء ، فأسارع إلى الرحيل أسابق الأقدار ، فالفرق كبير بين أن تُحرِقكَ نار الفقد وما بين أن تحترق بفعل يديك ،
لم نترك للشناشيل فرصة تكتبنا قصة للأطفال تحكيها الذاكرة ، كيف أجيئك يا طفلي المدلل يا زهرة عمري وكل كلمات الشوق و الحنين قرأتها عليك ، و أعلنت بأن قربك هو سعادتي ،و في بعدك عاث الحزن في كبدي فكيف بعد كل هذا أجيء إليك ..!
و أقف بابك مبتهلة أرتل من معين الشوق جراحي وأترنم حنينا إليك ، و أشواقي الحرى يقبلن عليك ، يتسارعن ويسابقن ينادين هلمِ إليه ، و ينهملُ منك الراح كأنك ملاك حفني بجناحيه ، وتصلبني الساعة التاسعة من كل صباح على مقعدي بعد أن تهندمت و غلوتُ قهوتي ، وحضرتُ الفناجين و قطع الشكولا و بعض التمر ، فيُلزمني الصمت على احترام اللحظة ويُجلسني في هدوء أتأمل بخار الدلّة كيف في فضاء الديوان يُقْتَلُ بمجرد أن مر اسمك في أقبية المكان ، وتتثاءب الفناجين الحزينة ،
وبعد...
عاصف ممطر هذا المساء يوشي ببعض الخوف، لأشي بي إليك و أعترف لك بأني مارست عليك بعض كيدي و دهاء فطرتي ،عندما كنت أتلذذ بقطع الشكولا و ألعق أطراف أصابعي على مرأى وبُعد منك ، كنت أختطف على غفلة منك وفي اللحظة ما قبل الأخيرة أشهى و ألذ القبل ، وفي اللحظة الأخيرة و هي لحظة القبض عليك كنتُ أفلتك .! و أصبح كسولة كـــالمـــــــــيم و أنـــــــــدس بين أضلعي أعانقني وأذوب و أختفي عن أعيني و أنا أردد اسمك يحركني فأتمايل كما السنابل ،
أوتصدق ..؟!
يزورني كل مساء طيفك بغير ميعاد يلتقط أفكاري الشاردة ويتماها بتفاصيل الحاضر و الماضي ،
وعلى مرمى النظر تتوالد كل اللقاءات و الصور و تتعارك على حافة سريري في صمت يشبه ومضة إدراك ،لتبدو الأشياء براقة أكثر حتى إذا ما اقتربت منك كشفتُ عن ذنوبي و أسلمت،
لستُ بحاجة لتقتلني كن أسمى من الفيروسات ، كن أنقى و أطهر ، كن بعيدا بقدر يمكنك من الهرب من كيدي و ذنوبي ،
و إن شئت خذني ببردي و روابيَّ و أضئ دروب قافلتي ، و أنا الذاوية نبت على وجهيّ العشب ،لا تنس ..لا تمض بأمواج الليل في صمت فإني طالما اعتقدت بأن الندى ماء تتوضأ به النجوم ، و إني أخشى عليك ألا تسمع معي تسابيح النجوم التي تحرسنا من مراوغة الذكرى و ضرّتُها ، كي لا تنزلق في الوهمِ تمام الإنزلاق أيها المنهوب حتى آخر رقعة ضوء ،
أوتصدق ..؟
فاطمة صار وجهها خشبي و حسن لعبة ورقية بيد الأطفال ، جدتي قاعدة بباب الدار كــعادتها تحاكي حجارة الطريق و تلقف الحصى بين كفيها ، جدي يلف سيجارة تبغ عربي ويلعق وريقاتها بطرف لسانه ، ويردد اللهم صلي صل صل صل صل صل صل حتى يَقرُطَ نصف الحرف الواقف على طرف لسانه كــعادته ،
كُف عن مراوغتي.....

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق