أزمة السير جعلت الشوارع أضيق من وطن وأوسع من مزبلة،الأغنية المنبعثة عبر الراديو المثبت في بطن مقدّمة السيارة لا أفهم نصف كلماتها والنصف الآخر يستفزنا جنسيًا،حمدت الرّب أنني لم أفهم النصف الضائع وحمدته ثانية لأنني لا أفهم الجنس الرّخيص أو لنقل ما يجيء باستفزاز أرخص.
الصيدلية تبدو من الخارج وهي تعرض في "الفيترينات"مواد للتجميل وأخرى لإطالة الشعر وصبغات غلّفت بعلب زاهية وزيّنت بأسماء لشركات عالمية،الصيدلي لا يعنيه إن كان فعل المادة المذكور في النشرة صحيحًا أم غير صحيح،ما يهمه أن يسوّق البضاعة كي ينال حصّته الشهريّة من نسبة المبيعات"المرتفعة"تماما كما تفعل وزارة الصحة. الشاري مضحوك عليه دومًا حين يكون فقيرًا ثقافيًا ومعرفيًا، المحتاج يتعلّق بالوصفة السحرية"القشّة" الجيب وحده يدرك معنى الفراغ حين تهجره الأيدي وتتوقف الأصابع عن فركِه بحثًا عن"فكّة".
هنا فقط بدأت موسيقى التانجو تعبث برأسي وتحرّض خاصرتي،ثم تمادت نفسي فاستحضرتُ أغنية "سكّر يا بنات" من فيلم"كراميل"من حسن حظي أنني كنت أرتدي بنطال قماش وسترة بكمّين طويلين،إلا أنني لم أستطع إكمال المشهد لأنني كنت بحاجة إلى حذاء أسود. تركت يدي ترتاح خلف أسفل عنقه ورحت أرتّل تعويذة خبيثة وأخاتل عطره،
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق