باعتبار الثقافة من العناصر الهامة في تأسيس المجتمعات ،فالأحرى
جعلها مركز الثقل التوجيهي في انتقاد المشروع الوطني في ظلّ النزوع إلى تجنّب
المسألة الوطنيّة لدى العديد من "المثقفين"،وكي تعين وتسهل المرحلة
الانتقاليّة،ودون مغالاة يغدو المثقف أنموذجًا يفضي حتمًا إلى توسيع مفهوم النضال
وتسعيره وتعزيزه لدرجة تجعل امكانية تأمين وتوكيد مصالح الشعوب المنظومة الأساسية
حتى تظهر وتتحقق دولة، ووحدة،متوحدة في قيادة
الجماهير.
فالمثقف اليوم يقف موقف عدم الاكتراث من شكل الدولة ولا
يحاول أن يحلل أو يوجّه،وانحسر في الانتقاليّة كي يحدد في كل حال موقعه حسبما
تقتتضيه مصالحه الشخصيّة انتقالًا من شيء إلى أيّ شيء يمنحه
المكانة"المرموقة" ويؤمّن له المادة والحماية على حساب مصالح
الجماهير،في حين يجب أن يكون العكس،أي المثقف من أجل الجماهير،البديهي أنه ليس
هنالك مثقف من أجل الجماهير وإنما الجماهير من أجل مثقف.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق