السبت، 6 يوليو 2013

غرناطية.!

اللوحة المرفقة للفنان العربي العراقي عدي حاتم صليوة


غرناطية
لم يعد ثمّة سلطان يحكم الّلواعج،استيقظ المارد وهو لصيق أشدّ الالتصاق  بحبه الأفلاطوني،عمّ ضجيج الشواهق المأهولة بالخراب،فمضت ألسنة اللّهب تلتهم الأعواد اليابسة وتستوطن عروقي ظلال الزيزفون مستغيثة، بينما تمرّد البخور وذاع حتّى بلغ دخانه صرخة الشرق الأبدية.

سأعلّق في عنقي مكحلة تعويذة من كلّ الصَباحات الّتي تشرق على يُتم عناق وتشهقني،فلا تقرأ السرّ في عيني الغرناطية الّتي تسكنني إذا ما انتفضت فجأة بأسئلتها وحزن السنين،ففِرّ ببصرك إلى الوادي حيث جثم الصّبر،أو فلتحجب بكفّيك الخشنتين فزّ الجرح الجائر قبل أن تصرخ القصيدة الأخيرة واهمة بالّلحن المتكسّر على أعتاب دارك الأولى.

ستسألك شياطين الغابات عن علّيق الفرحة الوردية وملايين الأحزان الشّوكية فيمَ أحرقتَ الأرواح الخائفة،وفيمَ  بالإثم والعدوان أيقظتَ الهلع بين محنة غرناطة وسكينة المدن الملائكية.؟

بسطت ثمالة الوجع الجائع كفّيها،فكيف أجعل لك موعدًا لا تدنّسه امرأة من المدينة،موعدنا إذًا عند دار  جفرا العتيقة،لا فردوس اليوم فاركع على ركبتيك واخفِ وجهك،أدركه قبل أن تدركك عِللُ أهل السّعير،فلسوف تنقر الطير رأس الرّجاء لأعصر العنب في شفتيك المطبقتين،ألا ترى.؟!من سارت حافية على صرحك المُمرّد قبلي مثل آنية عطر نبيذيّ الميل.

من أمركَ  لِتقسو عليّ.؟
من برّأك من دمي اليوسفي.؟
يا ابن أحلامي ما كان قميصي  أسودًا  ولكنّ دمي بغى على الألوان،وشهد عليك الطّيف منذ ألف وأربع مائة غواية،الآن الآن حقّت رغبة وزهقت أخرى  سألقي عليهنّ عطرك،قد أعددتُ لهنّ متّكأً ،وبعض أشواقي عصًا أهش بها نبضك ولي فيها مآربُ مجيئُك،مآربٌ أولها وآخرها تشذيب سريرك، فمن عصاني سلّطت عليه إناث الأرض على ما يليق بزهوي.

 فامض من أعلى عنقي حتّى مستقرّ الدّم،ولا تنتظر أيامًا أخر،تفقّد قبائل الجنوب وقوافلًا  عبرت شمالًا،تهيّأ،فلم تؤت هبة التأويل ولن تجد بالقرب من يقرأ لك وجه الخلاء الباهت. فأنا لستُ أحبك،إنما النّبض تهجّد ليزفّه إلى مأواه الأخير.



         




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق