الخميس، 9 يونيو 2011

أميرة الرافدين !


إلى أميرة  الرافدين الواثبة فوق الشواهد ، و  سيّافٌ  من الحيرة 






مع الصّياح و الجلبة و زلزلة  متناغمة مع أصداء الصبح  الهادر   هاجمتني  مشاعري  كافة  وزجت بالذكريات    فرادى   و جماعة ، تتقدم  سيرورة  الصور  كــسيل جارف كــبركان لا يذر ،
يَحْتضِرُ  في طريقه الأمل   ، ذهابا و إيابا  تمر  الأوجاع  على الوتر  و  يغيب عني كلما اشتدت ويستزيد   شقحا  ،  كيف يصير الحبيب عدوا و يحشد جنودي  ضدي و يصيرون أعدائي  و أنا عنه  أُلادُّ ،،
يرقص رقّاص الساعة المشنوق  بين الثانية و الدقيقة  كلما مني دنا   و بنار حقدهِ  اكتويت  ، يزْدادُ   بالوقت تعلقا ، ليت أحدا يكرّر على مسمعي  تلك الكلمات الجائرة  ،
و هو  يسير عِرض الوقت  ينصب نصبا منصبه    ، و نَضا  سيف السيف نَضواً  و في خاصرة  الأوغاد أبلاه  ، فأبْلاه  الله  إبلاءً حسناً ، و يكر  ضجيج الهمس على مقربة من شتيت الفجر  شُنقَ  حمزة ، على مرمى شهقة من الفقدان  جلس  ببرودة أعصابه المعهودة  دون أن  يقتلني ، بين أصابعه سيجارة يشعلها و يمتص  بنهم دمي   و ينضج الموت بين أضلعي ، على مرمى اشتعال   لا تهتكن  سرّ  الدخان   ، على مرمى لمسة مني لا ترسل   يدك إليّ تسومني الرجس ، يكفي نظراتكَ اغتصاباً  لحرمة امتناعي ، و أترك لي المساحة المندوحة  بالوجع أنفرد فيها  عن سائر البشر ، جعلوا  من جسدي مطيّة لهم في العالم المجنون  ،  في  قفصه المسكون بالمطرقة  ، أيا غاصبي تبختر  في المشي  و مُدَّ اليدين مهما تعاليت و   تمكنت لن يطول القعود بين  الأصائل ، مهما تراصت الجراح في القلب فإني أعدك بالسّدم  حتى تضع البأساءُ أثقالها ، ثم أني سأحشد الآثام كلها و أحملك وِزر أنفاسها ، مسوم بالخطايا وجهك و جرمك المشهود عليّه
ستذكرني هلعا أيها المغبون إذ تهاوى حصنك الورقي أمام  لهب  الليوث  و بأساء الأسود ،

و إليكم حكايتي :



 أنا من   الحيرة في العراق ، توفيت والدتي قبل الحرب وعشنا مع أبي و كنا عائلة تحت مستوى خط الفقر  و  مازلنا و لله الحمد.  في سنة  2009 قامت قوات الحكومة ( ميليشيات) باخطاف اثنين من إخوتي  و تم تعذيبهم حتى الموت ،
وفي عام 2010 هاجمت القوات الأمريكية على منزلنا لأخذ أخي الكبير (حمزة )  حاولت منعهم من  أخذه فضربوني و شدوني من شعري و أخذوني إلى الهمر أمام أهل الحيرة ،  لم يفعل أحدا  شيئا  و أخذوني و أخي  و بعد يوم أعدموه في قاعدتهم و علمت أن  سبب إعدامه  أن  كان يعمل مع المجاهدين و أنا رموني في السجن ستة  أشهر   و كان كل يوم بعشرة  سنين و التعذيب كل يوم ،  أذكر بعض أساليب التعذيب ( كانوا يربطون سلكا  كهربائيا  بصدري و برأسي ثم يكهربونني حتى أقع  أرضا ،  و كان هناك ضابط حقير أذكر تفاصيل وجهه  الشيطانية إلى الآن حيث كان كل يوم يحضرني إلى مكتبة في السجن و ........) وحدثت  أشياء كثيرة  هناك   لا أستطيع ذكرها و لكني أذكر أن  إحدى الأخوات كانت تدعى  ( أم عمر )  كان يتم اغتصابها في اليوم خمسة  مرات و توفيت بعد شهر كانت تهمتها أن زوجها كما يدعون إرهابي ( و زوجها توفاه الله  قبل الحرب) و كان ذلك السجن قمة في الانحطاط الأخلاقي و الفسق حيث كانوا يحضرون النساء من محافظات العراق و يقومون باغتصابهن  بشكل جماعي و أمام أعيننا و كل يوم يأتي الدور على واحدة أخرى ،
 و في يوم أذكره  بكل تفاصيله  أتت مجموعة شيطانية من قوات الاحتلال وقاموا بإخراج جميع العساكر العراقيين ثم أجبرونا على خلع ملابسنا و اعتدوا علينا وحدة تلو  الأخرى و ................) و بعد ذلك بشهر خرجت من السجن ولا أعرف كيف مازلت على قيد الحياة      .





الأسماء الواردة مستعارة ، و هل تهم الأسماء ..؟
للعلم  فقط هذه الصغيرة تبلغ من العمر عشرين فقط !




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق