إلى أميرة الرافدين الواثبة فوق الشواهد ، و سيّافٌ من الحيرة
مع الصّياح و الجلبة و زلزلة متناغمة مع أصداء الصبح الهادر هاجمتني مشاعري كافة وزجت بالذكريات فرادى و جماعة ، تتقدم سيرورة الصور كــسيل جارف كــبركان لا يذر ،
يَحْتضِرُ في طريقه الأمل ، ذهابا و إيابا تمر الأوجاع على الوتر و يغيب عني كلما اشتدت ويستزيد شقحا ، كيف يصير الحبيب عدوا و يحشد جنودي ضدي و يصيرون أعدائي و أنا عنه أُلادُّ ،،
يرقص رقّاص الساعة المشنوق بين الثانية و الدقيقة كلما مني دنا و بنار حقدهِ اكتويت ، يزْدادُ بالوقت تعلقا ، ليت أحدا يكرّر على مسمعي تلك الكلمات الجائرة ،
و هو يسير عِرض الوقت ينصب نصبا منصبه ، و نَضا سيف السيف نَضواً و في خاصرة الأوغاد أبلاه ، فأبْلاه الله إبلاءً حسناً ، و يكر ضجيج الهمس على مقربة من شتيت الفجر شُنقَ حمزة ، على مرمى شهقة من الفقدان جلس ببرودة أعصابه المعهودة دون أن يقتلني ، بين أصابعه سيجارة يشعلها و يمتص بنهم دمي و ينضج الموت بين أضلعي ، على مرمى اشتعال لا تهتكن سرّ الدخان ، على مرمى لمسة مني لا ترسل يدك إليّ تسومني الرجس ، يكفي نظراتكَ اغتصاباً لحرمة امتناعي ، و أترك لي المساحة المندوحة بالوجع أنفرد فيها عن سائر البشر ، جعلوا من جسدي مطيّة لهم في العالم المجنون ، في قفصه المسكون بالمطرقة ، أيا غاصبي تبختر في المشي و مُدَّ اليدين مهما تعاليت و تمكنت لن يطول القعود بين الأصائل ، مهما تراصت الجراح في القلب فإني أعدك بالسّدم حتى تضع البأساءُ أثقالها ، ثم أني سأحشد الآثام كلها و أحملك وِزر أنفاسها ، مسوم بالخطايا وجهك و جرمك المشهود عليّه
ستذكرني هلعا أيها المغبون إذ تهاوى حصنك الورقي أمام لهب الليوث و بأساء الأسود ،
و إليكم حكايتي :
أنا من الحيرة في العراق ، توفيت والدتي قبل الحرب وعشنا مع أبي و كنا عائلة تحت مستوى خط الفقر و مازلنا و لله الحمد. في سنة 2009 قامت قوات الحكومة ( ميليشيات) باخطاف اثنين من إخوتي و تم تعذيبهم حتى الموت ،
وفي عام 2010 هاجمت القوات الأمريكية على منزلنا لأخذ أخي الكبير (حمزة ) حاولت منعهم من أخذه فضربوني و شدوني من شعري و أخذوني إلى الهمر أمام أهل الحيرة ، لم يفعل أحدا شيئا و أخذوني و أخي و بعد يوم أعدموه في قاعدتهم و علمت أن سبب إعدامه أن كان يعمل مع المجاهدين و أنا رموني في السجن ستة أشهر و كان كل يوم بعشرة سنين و التعذيب كل يوم ، أذكر بعض أساليب التعذيب ( كانوا يربطون سلكا كهربائيا بصدري و برأسي ثم يكهربونني حتى أقع أرضا ، و كان هناك ضابط حقير أذكر تفاصيل وجهه الشيطانية إلى الآن حيث كان كل يوم يحضرني إلى مكتبة في السجن و ........) وحدثت أشياء كثيرة هناك لا أستطيع ذكرها و لكني أذكر أن إحدى الأخوات كانت تدعى ( أم عمر ) كان يتم اغتصابها في اليوم خمسة مرات و توفيت بعد شهر كانت تهمتها أن زوجها كما يدعون إرهابي ( و زوجها توفاه الله قبل الحرب) و كان ذلك السجن قمة في الانحطاط الأخلاقي و الفسق حيث كانوا يحضرون النساء من محافظات العراق و يقومون باغتصابهن بشكل جماعي و أمام أعيننا و كل يوم يأتي الدور على واحدة أخرى ،
و في يوم أذكره بكل تفاصيله أتت مجموعة شيطانية من قوات الاحتلال وقاموا بإخراج جميع العساكر العراقيين ثم أجبرونا على خلع ملابسنا و اعتدوا علينا وحدة تلو الأخرى و ................) و بعد ذلك بشهر خرجت من السجن ولا أعرف كيف مازلت على قيد الحياة .الأسماء الواردة مستعارة ، و هل تهم الأسماء ..؟
للعلم فقط هذه الصغيرة تبلغ من العمر عشرين فقط !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق