الأربعاء، 28 يناير 2015

توا صحونا فجأة كبرنا



توا صحونا

فجأة كبرنا




-ما بك.؟

- لا أدري كيف أبدأ، ولكنني مصدومة من نفسي، لم أكن أعتقد بأن الأحلام تكبر لتعجز كما نشيخ.

- غريب، وأنا الذي ظننتك لا تملكين أحلامًا مؤجّلة.يبدو أنك نمتِ ساعات إضافية.

-لا شيء يعحبني،يا رفيقي، كلّ الأشياء الّتي كنّا ننتظرها صارت تكرهنا،

حتّى هذه الأبواب الّتي كانت مفتوحة على غفلة من حرس الحظ السيء صفقت مصراعيها على آخر اِلتياع.

-كانت جدّتي تقول لا تأمن لباب معلّق بالرّيح فلست تدري وجهة الريح إلى أين ولا تأمن لمصراع باب مزلاجه خشبيّ.

- جدتك فيلسوفة ككلّ الجدات، ولكن ذرة الغباء السوداوية داخل جماجمهنّ جعلتهنّ يحتفظن بالحكمة بعيدًا عن متناول حرصنا على الفوز، لذلك كثيرًا ما أشعر بالحقد تجاههن.

-ما رأيك بكأس نبيذ.؟

-دعنا من النبيذ، أرغب بشيء يخرجني كلّي من وحل المرحلة ولا أظن النبيذ قدار على ذلك.

-حسنًا، هاكِ سيجارة ستفتح قحفة رأسك لتخرجي أدعية غير مألوفة إلى السّماء واشربي معها كأسًا من هذا المارتيني ثم يمكنك أن ترسلي لعناتك مغلّفة بسلفانا إلى السوء إلى الحظ ....

-حشيش حشيش، وليكن، لن يكون أسوأ من الآن بعد.

- الأسوأ كان بالأمس، أما بعد الآن، فلكِ أن تبقي أو تنفقي المتبقي في سوق الإنكسار.










كلّ شيء يعجبني إلا ما أتوقعه ويخذلني.




_تقول الخرافة بأن العرب يشبهون قابلة تولد جميع النساء إلا نفسها.!

_علی ماذا استند العلماء في تفسير وفهم اسم الشجرة التي أخرج ثمرها آدم من الجنة،؟







-الوطن مسألة شخصيّة تتشكّل بمآسينا وتنكسر بأوجاعنا.

-الغيرة معضلة شائكة، جميع مناطقها ضبابيّة، أكثر التائهين فيها لم يعرفوا جوهر الحب.

-الأختان، الأخت الأخت وأخت الزوج كلتاهما ريحان يعطّر النّفس، إن قصّرت معهنّ غادرت البركة الدار.

-أسوأ الأمور فقدك،وأسوأ الإحتمالات صمود أمامك.







تهدّدني ذاكرة رفيقي بالطّرد من زقاقها الذي بات ضيّقًا حتّى التّذمّر من أسمائنا، صارت تكرهنا الأماكن وتلعننا الطاولات المكويّة بسجائرنا المنسية أرض الإنتظار، وذاكرة آخر تحرّضه على طلب المغفرة،

تفاصيلهم كافرة وأنا إثم قديم وهم لا يعقلون.!







حتی الطاغية أب له أبناء إن توفاه الرب لبستهم صغة الأيتام.







ياه،

لو فيني لملمهم بضمّة ورد.!







هناك فوق الأدراج حيث شقوق الحجر ينبت العشب أثر خطاهم،

هناك حيث الوسائد تنمو أحلامهم،

هناك حيث دخنا سجائر الصباح وقهوتها تركنا الأحاديث تخضب الذكريات،

هناك حيث لعبنا،حيث ضحكنا،حيث شقاواتنا تماما حيث ظننا أن غدا بعيد بعيد.!

صباح الخير أيها العالم اللئيم.




لماذا صار البحر مثل إمرأة جميلة مصابة بالإيدز.؟

كأني لا أحب البحر.!




نودّ لو أن الله خلقنا ملائكة في الأرض،ننكر جميع خطايانا ونستنكر زلّة الآخرين،ونعتقد أن الأفعال الّتي نمارسها تحت تأثر بحال المجتمع الأكبر والأصغر لا تعد آثامًا،إنما زلّات نقترفها متأثرين بالحال مستضعفين من لؤم السجان وجمال "الولد".

هنالك من مارسوا الشذوذ كذلك مارسن السحاق في السجون،في السجون يحدث كلّ شيء،كلّ شيء إلا الطهارة.










عم فتّش عن أثرهم بين ورد الدار،

على الحيطان

على حفاف الشبابيك

على حبل الغسيل المنسي صارله سنين

عم فتّش عن

حجاب تركته ستي معلّق بالباب

عم فتّش

عن المشاوير

نشبك أصابعهن بايدينا ونطير

ننسى الخريف ونلعب بالشتي والريح

صغار..صغار...وشموع طفاها الوقت المرتاح فوق رفّ الحمام










رزم الشهور المنغلقة علی المواعيد،

أسماؤهم، زواريب الخوف، دفاتر الرسم المتروكة للبياض ينهش شهوتها للألوان،







كوشان الأرض،مفتاح الباب العالي، عطرهم، ملابسهم القديمة، العقال المجدول، الحطة البيضاء المقصّبة، محجانة الخشب، سبحة الصدف، سراويلهن القصيرة المزمومة بمطاط ناعم عند الفخذين، فساتينهنّ المزركشة، أحذيتهنّ البلاستيكيّة، حزم الحطب خلف الدار قرب"الفرنية"ملقط النّار ، أكوام الغسيل عند العتبة، واللّبن الخاثر في القرب المطاطية، رفّ النملية، بابور الكاز في الحمام يعلوه سّخان ماء يغلي التّعب كما يغلى الحنان على جمر القلوب الدافئة.تلكم أشياؤهم الّتي تحتلّ مساحة كبرى من الذاكرة.

نودّ لو أننا نشبههم، بسطاء مثلهم.










أراه ولا يراني كالقرط في المرآة.!







العهر ليس وسيلة للنضال كذلك لن يكون مصدرا للعيش،فلا تلبسوا النضال للعهر ولا للرزق.




أسوأ الأمور أن تمتهن الحب وأنت لاتملك إلا الغياب.!







حسبي أنني حيث كان يجب أن أكون كنتُ

وحسبك والغياب الدائم عني يخاتله عزائي

أني عنك ما تخليت

لكن الأسی بيننا مثل شرك لا يغتفر













-لا تغرك الجعجعة فليس كل ضجيج رعد وليست كل السحب ماطرة.

-نافخ البوق لا يعنيه أين تسقط شظايا الكلمات،ليس له هم سوی أن يصل الصوت.

الطلق الفشق ما بيعمل شي غير شوية ميمعة و"اللي بده يزعل ينفلق"







دقيقة في عزلة الساعة على ضوء الّلوكس، وقهوة تعدّها لي في المساء على "البريموس"في الصالة الصغيرة، فوق سجادة عتيقة غبّرتها السهرات القديمة وحكايا الجدات حول كانون الحطب، وصدى أدعية أمي يجيء من هناك..هناك...هناك حيث كنّا ندّعي مقت الطفولة وأننا نريد لو أن العمر ينقضي ههنا بينما كنّا بحمقٍ نفرفط العمر ونتركه يتساقط كزمرّد الرّمان في وعاء خرّمه الإنشغال.

الآن الآن.. دقيقة مثل حديقة شابهت في الجمال حضورك.








السبت، 17 يناير 2015



ما يسمّى بالأعمال الدنيونية هي في الحقيقة أسمى الأعمال،ولكن،من يقومون بها هم من يقدَّمون كأكباش فداء لمن يجلس خلف المكاتب.

من لم ينزل إلى الشارع ولم يرَ كيف يلملم العامل قاذوراتهم وقلّة أخلاقهم ورقة ورقة لن يدرك معنى السمو أبدًا.كذلك هي الحال مع القاتل المأجور يغرقونه بثأرهم وأحقادهم،يقضي عمره في تلميع سمعتهم وفي النهاية يختفي كأي قتيل لا أهل يطالبون بدمه ويسجّل موته ضدّ مجهول وقد يقول أحدهم تلك حرب عصابات وتصفية حسابات،وأصحاب الصّيت يأخذون العزاء.

هبوا الموتى لقبورهم كي تقرّ أعين الأمهات.!

صغار..صغار



عم فتّش عن أثرهم بين ورد الدار،
على الحيطان
على حفاف الشبابيك
على حبل الغسيل المنسي صارله سنين
عم فتّش عن
حجاب تركته ستي معلّق بالباب


عم فتّش
عن المشاوير
نشبك أصابعهن بايدينا ونطير
ننسى الخريف ونلعب بالشتي والريح
صغار..صغار...وشموع طفاها الوقت المرتاح فوق رفّ الحمام

السبت، 3 يناير 2015









تغني لنا فيروز"في قهوة عالمفرق،في موقد وفي نار"

غرباء،والليْل ساحة افتراض تنمّي علاقتنا بالصّقيع،وبصوبة الكاز،القهوة تبرد سريعًا قبل أن يلفحنا الدّفء ولو قليلًا.




والذكريات كتائب نمل تمشي ببطء فوق منابت الشّعر كأنما تشتل العطر في الأماكن.

تبًا منذ متى يخرج النّمل في الشّتاء.؟!