الاثنين، 30 يونيو 2014



كل واحد منا يمتلك وجهًا آخر للحقيقة ولكل فرد وجهة أخرى إلى الحقيقة،

في بلادي يمنع الواحد منا عن التقبيل قبل سماع دوي القذيفة،

بعد سقوطها مباشرة يصير التقبيل حلالًا،تمامًا كالإفطار بعد سماع دوي ضرب المدفع معلنًا عن كل الطعام مباح حتى يتبين لنا الدّم من الماء.

لدي كمية كافية من عرق السحر،تكفيني حتى أصحو من هذا الضياع

والشيطان يلعق عنق المدينة،يلعقها عن آخر رصيف،عن آخر صخرة بحريّة،عن آخر عناق،عن قبلة ضاعت وسط الطريق

شمعتي شارفت على الإنطفاء وكذلك قلبي قارب إلى التّوقف

أعلم أنك صعلوك وأنك قاتل وأنت سارق وأنت أميّ وأنك وأنك وأنك

إلا أنني تورّطت بحبك ولم أعد أشتهي من الرجال غيرك.

دعنا الآن من الحديث عن عدد الأرواح المعلّقة بياقة قميصك المشتهاة،وقل لي ما رأيك بموسيقى الصاج hang drum duo.




تم القاء القبض على مرمر القاسم متلبسة في جيب حبيبها.

الأحد، 29 يونيو 2014

وجب التنويه.



وجب التنويه.

كالعادة أغلق صفحتي عندما أنشغل في انجاز عمل،وقبل ايام قمت بإغلاقها كي تتسنى لي فرصة الهدوء والابتعاد عن"الفيس بوك"حتّى اتمكن من إنجاز الرواية الّتي أعمل عليها "أروى و..."وعليّ تسليمها لدار النشر خلال فترة قصيرة،ولكن،بناء على رسائل تصلني عبر الجوال من العديد من الزملاء والرفقاء كان لزام عليّ الدخول اليوم وترك هذه الملاحظة.

أولًا أنا لم ولن أرسل إلى أحد تهديدات ،كما لم أتواصل مع الأخت الّتي زعمت أن هنالك تهديدات تصلها عن طريقي،كما وأني لا أعرفها ولم يسبق لي أن التقيتها ولست أعرف من أي بلد هي.

وأنا هنا أبرئ نفسي من أي اساءة تصلها.

السبت، 28 يونيو 2014

كاف فر

كاف فر
ضربتُ كفّ السّخف بكفّ الحمق فكان لابد من غبار.
حين كنّا نطرح أسئلتنا ببراءة عندما كنا صغارًا لطم الكبار خدّنا الأيمن وأثنوا لطمة للأيسر ،ومن الأمهات من لطمت الفم لتسدد صفعة تطبق الفم على الأسنان كصفعة مضاعفة الإيلام،وأردف البعض صفعاتهم بتلك المقولات"اللي بيسب الرّب بيكويه الله بسيخ من نار."وكأن أسئلتنا شتائم شنعاء نصّب الكبار أنفسهم أوصياء وأولياء الله في الأرض ومحامو دفاع يأخذون حقّ الله وهو القائل"إنه على كلّ شيء لقدير"

أنا كاف فر وأضرب سفالة بسفالة
أنا كاف فر بكلّ من سوّلت له نفسه وأقتنع أنه جلّاد الرّب،كاف فر بالمجتمعات العربيّة كلّها والعادات والتّقاليد قاطبة،وإن كنتُ بنظر الآخر زانية فالواحد الأحد قال"قل هو الله أحد"له الحق وحده في القصاص.

اتهمنا في المنطقة الموبوءة بالرّقم 48 بالخيانة ،ومن منّا لم يخوّن ولو صحّ قولهم فكيف نعمل ما يزيد عن 12 ساعة يوميًا وبالكاد نأمّن ثمن سجائر الإنتحار.!
أليس الأحرى أن يسألوا أنفسهم عمّن يلتقون بهم –هن على الدوام وفي فترات قصيرات لا تتجاوز المدة  ما بين اللقاء وآخر الأسبوع؟!
أليس الأجدر أن تلتفتوا إلى أموركم وحال أوطانكم الّتي تباكون عليها في المحافل ولا توفّرون فرصة للشحادة على حسابها؟أليس الأولى أن تنظروا إلى أحوالكم من العبث بتصرفات الآخرين المبنيّة على حريات شخصيّة تنادون بضرورة تطبيقها وأنتم أكثر أناس يحتجزونها.؟

لم يتخلّص الفرد في المجتمع العربيّ من الإزدواجيّة ،وهذا يظهر جليًا لدى الأوساط"الثقافية  والأدبيّة"لنجد العديد منهم-هن يجيز لنفسه تصرفًا ولا يكتفي أن يعيبه على غيره إنما يكيل له الإتهامات والنعت والطعن وأقل ما يذهب إليه التّخوين،فماذا نتوقّع من الفرد في المجتمع،أن يكون حياديًا مثلًا.
إضرب حمقًا بحمق.

ماذا يعني أن تصارع مرضًا وأنت غير قادر على احتمال مناوشات خفيفة وسط مشاجرة صغيرة.؟من هو البطل المحتمل الساعي لتحقق قراراته ورغباته أم ذاك الذي يدّعي أنه يصارع  الموت في حرب دونكيشوتيّة.؟

أن تعمل ليل نهار بكفاءة ونزاهة من أجل قضيّة وتدعو منظمات العفو الدوليّة والفدراليّة وحقوق الإنسان ومنظمة الخط الأمامي والخط الخلفي وفي النهاية يتبيّن لك أنك محجوز الحرية محجور على عقلك.؟!

أنا كاف فر وأضرب غباءً بغباء.
حين تحقن اوردتنا منذ الصغر بهم أكبر وفسق أكبر ومبادئ مشوّهة وقاذورات إجتماعيّة بائدة نكبر لنتناول جرعات مركّزة من الصدمات فكيف نصوم عن الكفر وعن الخمر.؟!

أيّها الوطن السافل،أنا بك كاف فر ومنك براء .


الثلاثاء، 24 يونيو 2014

لي من هذا البلد

لي من هذا البلد أنت،
ولك فيه كلّ شبابيك الشّجن،
لي منكَ خضرة دهر ودندنة بطول جديلتي
لك مني إثم الفاكهة وأبناء الوهم
أتراكم بك حلاوة
يمتلئ فمك بالكلام
أتكاثف قصيدة من شطر،
فتكبر بي،
ويشتدّ ساعد النثر

دم خفاش حار






الصفحة التالية الّتي كتبها المرحوم مواطن تشبه سردابًا جنائزيًا له ثغرات عديدة مفتوحة على حرارة صامتة كالّتي نشعرها في تمام أولى لحظات الغفوة،وتمتدّ بظلمتها إلى ما وراء كل شيء صامت،

عادة نتعثر بالأشياء الّتي تعنينا بالدرجة الأولى،والمصيبة أننا ننفق الكثير من الوقت بحثًا عنها، إلا أننا مصابون بالعمى،لا نراها،وإبهامنا دون عقل.

تذكرت، لماذا لم أفكر بشراء جراب داكن بامكانه تأمين حماية لطلاء أظافري حين أتعثّر كما يفعل الوقت الداكن لحماية الذكريات.

اعتدنا تدليك رؤوس أصابعنا حين نتعثّر،وقتئذ نشعر بنشوة ولذّة عميقة تلحقها رعشة تترنّح على أثرها أنفاسنا ويلفظ الصحو نفسه الأخير،فمن يدلّك رأس عقلي كلّما تعثّر،علّه ينام قليلًا.؟

"مش مهم"

المهم الآن أنني سكبت لنفس كأس عرق من نوع آخر،لم أكسره بماء ولم أقطّع الليمون،لكنني أحضرت قطعة كبيرة من الشكولاتة المحشوّة بعسل من النوع الذي تحبه الدّببة،حقيقة لم أجتهد في معرفة ما إذا كانت تلك المعلومة عن حب الدب للعسل حقيقة أم خرافة دسّوها في مسلسلات الكرتون.

لو أن لي أن أسافر الآن إلى أقرب شاطئ،أو إلى جبال الكرمل القريبة،كانت لتكون سهرتي حتّى آخر خرافة،كم تمنيت التأكد من حكايات أمي الّتي كانت تحكيها لنا ويا سلام قبل النوم،عن الغول وأبو رجل مسلوخة والشاطر حسن،يا إلهي،حتّى أمي لم تسلم من الكذب الآثم.

مستعدة أن أدفع عمري ثمنًا لمقطوعة موسيقيّة تليق بكأسي وبغيابك،تنسيني الغول الآتي من الضباب وشجارات حسن الشاطر مع زوجة أبيه الغولة ذات حوافر كحوافر حمار،كنت سأكتفي وربي بآلة واحدة ،تشيلّلو ،أو بيانو،أو جيتار أو بعض كمنجا مخمورة بأطراف أصابع ساحرة.وتلك الساحرة شبيهة بخفافيش الليل،بالمناسبة سمعت عن جدّتي أن من تنجب بنتًا وتريد لها أن تبقى بشرتها ناعمة كالآس خالية من الزّغب عليها أن تمرّغها بدم خفاش حار.

الاثنين، 23 يونيو 2014

من روايتي القادمة إن شاء الله"أروى و.......

من روايتي القادمة إن شاء الله"أروى و.......

-ماذا ،أجننتَ.!!

-لم أكن أبحث عن مغامرة،أو عن شامة تائهة في محيط خاصرة لعقها الشيطان قبل وصولي إليها،كنتُ في حاجة إلى شخص يزرع في قلبي بريقه ويطرح في روحي بركة.

-يؤسفني أنك جئت بعد أن غرقتُ في تأمل وغار وجهي في صدى الأحلام المسحورة.

-وليكن،وإن كان ما أقوله مجرد رغبات يستحيل تطبيقها،،دعيني أحاول مرة دون أن تقاطعيني.

-أسمعني أغنية افتراضيّة إذا قبل بدء العرض،أو ألقِ على سمعي تعويذة تميت الضجيج وتجعلني لا أسمع غيرك،كما تسمع أو ترى،

-صدّقيني لا أدري ما الذي يجعلني أعتقد أن خاصرتك بحيرة كلّما وطئتُ شواطئها،سحبني ماؤها إلى عمق داكن الشهوة فأعض شفتي السفلى،لأنني في الحقيقة لست أريد منكِ في هذه المرحلة على الأقل سوى أن أغفو على صدرك حتّى يجيء الصباح.

-أيّها الأحمق،تقول في هذه المرحلة،هل ملأت جيوبك بأجندة لمراحل آتية.؟

-شقيّة،ومستفزّة،وأنا رجل يخشاه الناس ولا يجرؤ أحد على ذكري بطرق ساخرة حتى ولو من باب المزاح،ولو سمعك أحد رجالي لقتلوك،ورغم ذلك أحبك.

-تعلم أنك لا تخيفني،وكذلك رجالك،بالكاد أراك كيف أراهم.؟
-حسنًا،سأتوقف الآن وهنا.
-توقف ،وليكن وقوفك الأخير.
-صرتِ تعرفين،لا أستطيع الانسحاب من حياتك ولا نسيانك بتلك السهولة،وتصرين على التّحرش بي.
-تحرّش،يا إلهي،متى تحرّشت بك أيّها الأبله.؟
-حبيبتي،التّحرش ليس جنسيًا في كلّ الحالات،وأنتِ امرأة تتحرّش بإبليس لو سنحت لها فرصة.
-لو كنتَ إبليس سوف أضيّع الفرصة ولن أتحرّش بك.
-في الغالب نقول أشياء وفي دواخلنا نتمنى مخالفتها،أكرهكِ.
- وأنا أحبك.


الجمعة، 20 يونيو 2014

رنّة فنجان



سأعود بذاكرتي إلى مقهى التسعينيات،التسعينيات الّتي وقفَت على بعد مرمى من عصبيتي،وكنت على مرمى وعي بأبعد متعب من ذاكرة.



وحيدة في مقهى، ليس فيه سواي والنادل المتأهب لإيماءة بفنجان آخر يجتهد اختيار الأغنيات ويزيد من نكهة الهال في كل فنجان كي يبقيني أكبر كميّة من القهوة،هذا الشاب الثلاثينيّ النحيل لا يتعب من الوقوف قبالة طاولتي خلف البار مباشرة، يلمّع الكؤوس تارة ويبدّل الأغنية تارة أخرى كلّما لحظ امتعاضي وأدرك تقطيبتي العدائية،وقتئذ يدرك أن عليه كسب بقائي باختيار أفضل.


كلّ ذكرى والمقهى بخير،

المقاهي الأثمن تلك الّتي حفظت لنا مقعدًا في أول لقاء،لأنها دومًا ستحتفظ لنا بمقعد لاحقًا وحين نعود لزيارة ذكرياتنا.



صغيرة كنتُ حين بدأت بشرب القهوة،أتعبت أمي تقنعني بتركها حتّى استعانت بصديقتها جميلة،وجميلة صبيّة جميلة حقًا،كنتُ أحبها لذا اختارتها أمي وسيطًا بيني وبينها،إلا أن جميلة كانت تمتلك نوعًا لذيذًا من الغباء حاولت به اقناعي بترك القهوة قائلة"لا تشربي قهوة بيطلعلك شوارب"يا إلهي كم ضحكت في ذاك اليوم على أمي فشربت القهوة سرًا،وضحكت من جميلة وتركتها تعتقد بأنها نجحت في اقناعي.


وفي الثالثة عشرة عدت لشرب القهوة علنًا بجدارة وبنهم حين اشتريت أول علبة سجائر بالنعناع.

سحقًا،كنتُ أود العودة إلى التسعينيات،ما الذي جاء بي مقهى الثمانينيات إلى هنا ثم كيف بدّل مقهى الثمانين مقاعده بمقهى الألفين.!



كان أبي كلّما عاد من العراق يستيقظ مبكرًا ويصطحبني معه إلى السوق،هناك كان يقابلنا القهوجي برنّة فناجينه المطربة،يسكب لي فنجانًا ولأبتي ثانٍ،لم تكن أمي على علم بفعلتنا،وراقت لنا فكرة أن يكون لنا سرٌ خاصٌ بنا وبعيدًا عن متناول انتقادات أمي وتوبيخاتها المستفزّة و"رطنها"يا ربّ قدس سرّ الصباحات الّتي رافقت فيها أبتي

أتساءل كيف لصباح أن يجيء دونه،دون رنّة الفنجان.؟

















الخميس، 19 يونيو 2014

دخان وغياب



لا أحب آلات النّفخ،وتروقني كثيرًا الآلات الوتريّة وآلات النّقر،تنقر برقّة تفوق حدّ الخيال رأس الذكرى،فتثقب رأسي كما يفعل نقّار الخشب،كيف يخرق هذا الملعون الخشب ويصل إلى لبّه وأعجز أنا عن نقر رأسي واخراجك منه.؟!

هذي هي الساعة القاتلة،حلّ الغياب مرة أخرى،ولا أحد غيري يلحظ أنكَ لستَ هنا،لو أن السيجارة لا تنتهي وتدوم وتدوم،كما يدوم دخان غيابك،وليتني حسبت حساب المقتل،وادّخرت سجائرًا ونبيذًا وعرقًا وقليلًا من الصّور،

قوّة الذكرى وشدّتها ضروريّتان لتأمين ضربات إيقاعيّة قويّة لرأسي،لذا كان عليّ أن أحسن اختيار العطر.

الجميع رحلوا بمظاهرهم البائسة وأرواحهم الرّثة إلى مكان يقف فيه إبليس وأتباعه،ليشيّدوا كذبة لذيذة وقبلة طريّة تصلح للنيء من العمر،للتساؤلات المعقدة،وكي تلغي مسافة حفرت عميقًا بيننا.

لستُ أدري ما الذي جعلني أعتقد بوجود جسم غريب على مدار الخاصرة، هذا الوجود الأزليّ وهو يغرز مخالبه فيّ سيظل كذلك إلى الأبد، حين أقارن عمر حضورك بعمر الغياب الأزليّ أو الأبد، أجده بحجم ندبة فيروسية ملتهبة، ورغم ذلك أظل مصرة على خلود تلك الندبة.

هكذا يبدو الوطن قبرًا مفتوحًا على الجور والعدم،كم منا سيلتهم قبل أن يمنح أصغرنا طريقًا آمنًا إلى المدرسة،أو جنازة وجل تليق بفضيلة كبيرنا.؟

الثلاثاء، 17 يونيو 2014

مشبك شعر،ودبّوس لشالي الرامي أحمر حَنّون
قنينة عطر ومكحلة نحاس،
حفنة حبق ووسادة مطرّزة
خيطانها حرير وإسمك عكل زاوية بأخضر مجنون

علّيْة ونمليّة ومرتبانات جبنة، زيت وزيتون،والدالية غطت المشربية،
وإمي كل صبحية تقلي"وَلِك لسا ما حوّشتي من هالمجنون.؟"
نصل إلى حد من العمر يصعب معه ادخال آخرين إلى تفاصيل حياتنا،ومكاشفتهم على خصوصيّاتنا،وأن نقاسمهم أو يقاسمونا الأوقات،
نسيت أن أخبرك،
مازال فيّ جين ينتمي إلى فصيلة الآدميين.

مازلتُ أمارس التّعب كعقوبة إلاهية،أملُّ وتفرفط روحي ،طبيعي جدًا فتلك من سمات البشر الضيّقة أوقاتهم،ولعلّي معقّدة نوعًا ما،وأذهب إلى أقصى الأمور وأقساها،لكنني أكثر ما أقدّس في حياتي خصوصيتي ورفاقي.

أحتاج الآن إلى كأس عرق مثلّج وعلبة سجائر اضافيّة كي أتمكن من جلب النّعاس وطرد الأشباح الرّماديّة من قبّة غرفتي.

يفتّشون بين الخراب





اليابانيون ينظفون بين مقاعدهم بعد انتهاء اللعبة،وأطفال فلسطين يعيدون ترتيب الخراب الذي أحدثه جنود الخزي والعار،أي اللّوحات أخلق وأحق أن تتصدّر واجهات صفحاتنا.!!!

يا قلبي
يفتّشون بين الخراب عن لعب حطّمها البسطار،عن دفاتر مؤجّلة مزّقها صوت الرّصاص،عن حلم فرّ هاربًا قبل فزع النّعاس من رائحة البارود وهيل الغبار بعد انفجار.
أيّها السّفلة أما علمتم أن الأحلام البريئة شأنها شأن ذوي الاحتياجات الخاصة،مرفوعة عنها قوانين التّتفتيش والاعتقال.؟

الاثنين، 16 يونيو 2014



الاعتراف بالواقع بداية الانتصار،والبطولة أن لا تقف على ما لا تقدر عليه وأن لا تبحث عن شمّاعة لنعلّق عليها جرائمنا.

نحن الذين لا قدرة لنا على رغباتنا،وأحلامنا صارت أكبر منا،نحن لستَ وحدك،ولست أنا،بل نحن.



الحقيقة هي أنني أريد أن أتصل بك بين حين وآخر وأن نتناول بين فترة وأخرى فنجان قهوة في المقهى،
كذلك أريد في الحقيقة ولا شيء أكثر،

الأحد، 15 يونيو 2014

دهاء



أعتقدت لفترة طويلة أن الدروب تحدث حين يمرّ الموت يسحل جثة لحسناء من شعرها،وأن حصى الطريق غير الممهّد ما هي سوى أمنيات جنّيات عجزن عن تحققها فتصخّرت ،وأن ملاريا الأحلام بوغيات تنتشر في المنام عن طريق لدغة بعوضة مصابة بعدوى السهر،وأن الحب حمّى تفتك بالمصابين بفقر الدّم ونقص حاد في الضّم.

ماذا لو لم تكن في حياتي ولم تكن هنالك حاجة في انتظارك،كيف كنت سأنفق أوقاتي وبماذا أبدّد الضّجر وأطرد الساحرات من على غصن النّعاس،مع من أشرب قهوة الصباح والمساء،من يرافقني للسينما لنقضي بعض الوقت في السير بين أزقة وطرقات المدينة العتيقة،

أظن أن الظلام كائنات تحتفظ بأسرارنا،والموسيقى ساحرات خبيثات يبتسمن في وجوهنا بشماتة ووقار كلّما كسرَ العمر عصا سنة فوق رؤوس مخرّبي الأوقات،

اللّعنة عليك،واعدني في فندق رخيص،لا بأس بذلك فقيمة الأماكن من قدر ساكنيها وليس العكس،تعال وأترك كلّ الأشياء مفتوحة لنطبخ حجارة الطريق وجبة عشاء نطعمها للأمس،الأمس الذي شرّدنا،وبعثرنا،ولعب بنا لعبة الشيطان والمعصية، تعال نلقمه حجرًا ونرميه بحجر،

نسيت أن أخبرك بمدى سعادتي وأمي تتذاكى عليّ،اليوم مثلًا بدأت تعد طبخة فلسطينيّة لذيذة لكنها شتائية على الأغلب،وتعدها بكمية تكفي لعشرة أشخاص على الأقل،فسألتها لمن تطبخين ؟
-لنا.
-أليست الكمية كبيرة.؟
-لأ، كلهم تسع ترغفه.
قلت في عقلي لابد أن وراء طبخة أمي اليوم طبخة أعظم،ولكنني صمتُّ عن البقية كي تشعر أنها نالت مني هذه المرة،كنوع من البِرّ.

المهم ،موسيقى التشيللو مازالت هي سيّدة أوقاتي،قهوتي وسجائري ورائحة البصل المقلي تفسد عليّ التركيز،أحاول إنجاز عملٍ مسرحيّ أريد له أن يكون الأفضل،لكن رائحة الدجاج المغلي تسببت في تعرّق كلماتي بزناخة.

أمي محترمة وخجولة جدًا،لا تتفوّه بمفردات"بذيئة"،تلومني كلّما شتمت أحدهم بدهاء ولعنت شرفه أو هتكت عرضه بالكلمات،ومع ذلك ورغم توبيخها أجد متعة عظيمة في تفريغ طاقات الغضب عن طريق الشتائم،

يلعن شرفك حبيبي صار لابد أن نقول لبعضنا حين التوادع بدلًا من كن بخير،مت بخير.



السبت، 14 يونيو 2014

إذا ما

إذا ما تذكّرتني يومًا
اجعل النبيذ يتوسط  مائدة العشاء ،
وتوقع أن أجيء يا حبيبي
أمر على نكبتنا
بشيء من الصّدق أقبّل يد الكذبة البيضاء
وأتأرجح في كأس إغماء
كقطعة ثلج ذابت بحرارة الشفاه  
والذي فرّق القبائل جميعها
 وجمع شتات القلوب بعد فراق
أكذب وجعًا للمرة الألف
وانحدر بحبي صدقًا،
لرجل يقتلني كلّما غنّيت
هزيمتي أو القبل


نحن على حلم منذ الهزيمة ،
فأين ينتصر السّيف
والدّمع فكر تغسل أظافرنا الطويلة
من فقاعات الأمل
شربنا نخب الحرب
ونخب النكبة
ونخب النكسة
ونخب الهزيمة
وريفر
وشرخ الشيخ
ونخب أوسلو
لا مقاومة
لا نضال
اطلب من الرّب قائدًا لا يخون
 ورمحًا لا يُخطئ
وقرارًا لا يجور

أكتب على  الشاهدة الأخيرة
 سأظل
أقاوم
سأظل.... أقاوم

الجمعة، 13 يونيو 2014

مجرد نظرية

سقف التوقعات هو المسؤول عن تحديد نسبة النجاح،إلا في الحب وفي الحرب،فإن المدة الزمنية المحددة لردة الفعل والّتي قد تكون"انتصارات أو خطوة أو درجة في المحبة"هي الّتي من شأنها تحديد نسبة النجاح،وإذا انقضت المدة الزمنية دون حدوث أية شيء وجاءت ردود الأفعال والنتائج بعد انقضاء المدة الزمنية بفترة قصيرة كانت أم كبيرة فحسابها يكون كفائق لزمن التوقع ولا يعود الناتج على التوقع الأول.

مجرد نظرية ربّما أخطأت.

الأربعاء، 11 يونيو 2014

تتن

 جدي اللّئم  كان  يحترف سرقة التتن،
كانوا قديمًا"أيام لبلاد"يفرّدون ورق الدّخان الأخضر فوق سطوح "الخشش" كي تجف فتصبح جاهزة للفرك وتباع ،وكان جدّي اللّئيم يربّي قطة خبثها على مقاس لؤمه،يربط ساقها بخيط متين وطويل،يرميها إلى أعلى فتسقط فوق أوراق التّتن،يتركها هناك لحظات،ثم يبدأ بسحبها فتتشبّث القطة بالدخان خشية السقوط وتسحب معها الكثير من الدخان،يلمّ جدّي ما جنته مخالب قطته المدلّلــة ،يداعبها برفق،يقبّل أظافرها امتنانًا،ثم يعد الكرّة

الثلاثاء، 10 يونيو 2014

تأبطي بعض الشرور



قلقتُ عليك،

فارق كبير ما بين المحاسبة وما بين القلق،

من فضلك لا تسل لمَ قلقت،ذاك شأني ككلِ الأشياء الموجعة في حياتي،

غريب ،مع أنني لا أحب جدّتي ودومًا حقدتُ عليها بسبب معتقداتها السخيفة إلا أن الملعونة لقنتني أمثالًا صدقت نهاياتها"قديش بتتقلي عليه قديش بيحبك أكتر،وخلّي عندك كرامة،لا تروحي له،خليه هو يجيك"

لا تقضي حاجتك مع حبيب وإياكِ أن تخبريه كم تحبينه وكم تشتهينه،وأقضي حاجتك مع العابرين غواية في أحلامك،داعبي ما تشائين من جسدك ، لا تبالي بالمحب إن اعترض أو تأفف أو ملّ تعففك،ذاك خير لكِ من جميلٍ يحمّله لك،أو معيار أثقل من جبل يريحه على فخذيك.



تأبطي بعض الشرور،كأن تنهي حلمًا بعد قضاء حاجة،أو كأن تأكلي لحم فريسة نيئًا فالزواج في زماننا بضاعة مزيّفة في بلاد مستعرة،لا ترتكبي الجرائم المسائية وداعبي الموصول بأحلام الأمهات الخبيثات على أطراف الليل كي يقطر الماء حلالًا ناعمًا،ويدك على قلبك الذي تسارعت دقّاته تسبيحًا يخزّ ضمير القبائل،

لا تقلقي على أحد،لا تنتظري أحد،لا تلقي بالًا لأحد،دعي الغرباء يتكاثرون في أحلامك،يؤثثون غرفتك، يبدّدون الضّجر ويستبدّون بملذاتك،شكّليهم على الهيئة الّتي ترغبين بها،وأمنحيهم الأسماء الّتي تغري فمك،قبّلي من شئتِ منهم،وأجعلي روحك بين فكّي أشجعهم،فلن يقصم ظهرك شجاع ولن يخذلك.

ثم حين تفيقين اتفلي على يسارك ألفًا وألعني السنين الغابرة.

عجبت كيف يحلمن به ويحقدن على شهواتهنّ،

ويل لمن أدرك الحب ولم يمسسه قط،

الاثنين، 9 يونيو 2014

قراءة في نص نائل العدوان


مرمر القاسم - فلسطين


تحت بيت الدرج رواية تشبه الأرجوحة تطوّح بالمتلقي تارة  إلى الوراء ثم الآن وغدا، أربعون درجة صعدتها بهدوء تام، عزفها المؤلف كما لو كانت حلما بيانيستيًا تاركًا سحنون يتحدث عن نفسه بنفسه، وكما يريد أن يُكتبَ صراعه القائم على حريّة الفكر أولًا واختيار الرحيل إلى عالم آخر أو البقاء متعلقًا بذاكرة الأمس كحبل غسيل أرغم على التّواصل مع الجهة الأخرى خدمة لأغراض الآخرين وليست رغبة منه في البقاء على صلة.

أن تقرأ رواية على نفس واحد شيء عظيم، ولكن أن تكتب رواية على نفس واحد هذا أمر يحتاج إلى براعة كبرى ومقدرة على الجذب  والامساك بالمتلقي مؤسسًا على  الشخصيّة المركزيّة  مفهوم الحقيقة الواحدة الّتي هي حقيقة رؤيته وتأويله لصراعه مع مجتمعه وهي من ستكشف عن أنانيّة ضروريّة كي يحافظ العالم على اتزانه، ليدخلنا في فلسفة الأرادة والتناهي والذنب بأسلوب سلس بسيط،يسهل فهمه دون حاجة القارئ بنظريات الفلسفة الصعبة. و"الشر الأخلاقي"

أحمد، عقلٌ يقيم علاقة متوتّرة بين زمنين وذاكرتين، بين مفهومين ضدّين، العقل واللاعقل وفوبيا اللامكان والحالة الصحيّة الّتي يجب أن تكون عليها الحياة.

وهنا يبدو أن أحمد لم يجن إنما وصل إلى الدرجة الأخيرة في سلّم اجهاد العقل ورفض الواقع، وتلك هي أقصى درجة يمكن له الوصول إليها ومنها يبدأ الهبوط السريع  حيث يقرر العقل تجميد الماضي والبدء من جديد، فيبدو للآخرين كأنه جنّ، فلا يمكن أن يكون غير ذلك، المجنون يفقد العلاقة كاملة بالماضي أما الهارب من الواقع والذي إذا أصاببته متلازمة الانفصام يحفظ الماضي مبعثرا وينسى لفترة زمنيّة بعض التفاصيل والأسماء، ولا ينسى اسمه إنما يهيّء للآخرين أنه كذلك بينما يعيش هو في شخصيّته الأخرى الّتي لا يدركها الآخرون من حوله ظانين بأنها حالة جنون، وحين حدث ذلك أظهر سحنون جرأة أكبر على مواجهة الأخرين والصراخ بالحقيقة دون أن يقيم وزنًا للخسائر.

 

 

يقول الكاتب في صفحة 90

"أحس بنفخ خفيف خلف رأسي، ألتفت للوراء، لا أحد، هل هي لعبة  اختباء؟ لا أحب هذه التصرفات، أشعر بأن الهمس يزداد ويتحول إلى طنين، أذني لا تستطيع احتماله، رأسي صندوق ممتلئ بالقصص المهملة، تفيض منه وتجعله مهرئًا"

هنا يظهر جليًّا اصابة أحمد الشيزوفرانيا والقريبة من التّوحد، فعقل المتوحد عبارة عن غربال يدخله كلّ شيء وأيّ شيء دون رغبة منه بذلك، وكما تدخله الأفكار والأشياء كذلك دون رغبة من المصابتتناسل من ثقوبه.

تدخل الروائي أكثر من مرة في النص، إلا أن حضوره مباغتة وخروجه من حيّز النص إلى سقف المسرح كمن يحرّك الدمى لا يهبط إلا لتبديل الديكور، بحركة خفيفة وسريعة يصعب التقاطها أو القاء القبض عليه، مما يسترعي العودة للبحث عن البداية، متى دخل  وكيف، وما أن تبدأ القراءة من جديد حتى يعتقلك النص ولا تدرك الأمر إلا بعد تخطي نقطة مغادرة الروائي.

بناء نسق  فلسفيّ من خلال أنثروبولوجيا وتركيب المفكّك بعد التحليل في نصّ روائي ليس بالأمر السهل، إلا أن نائل العدوان يقص علينا في روايته الأولى وبتقنيات عالية يشكّل الحالة ويفكّكها درجة درجة. ثم أسدى لسحنون في روايته"مذكرات تحت بيت الدرج" الصادرة عن دار فضاءات عمّان، هدية عظيمة، حيث يصعب على من لم يتخصص في مجال الأمراض النفسية والعقلية أن يكتب بتلك الطريقة عن حالة مصاب بمتلازمة الشيزوفرينيا، وللوهلة الأولى اعتقدت أن أحمد مصاب بمتلازمة التّوحد إلى جانب الانفصام.

نائل العدوان يكشف عن تجربة انسانيّة لا يمكن النفاذ إليها إلا بعبقرية المخاطرة للتوجّه نحو بؤرة  المجتمع مصوّرًا الشخصيات وسلوكياتها الحقيقية وتعسّفاتها، كما سبر في الوقت نفسه شريحة  كبرى من بنى المجتمعات العربية.
لهذه الرواية أفخاخ وهي تكمن في سلّم الانفعال بدرجات الحقد والخوف والهدم الذاتي والإجتماعي حيث نستخدم نحن البشر الأداة اللسانيّة لتنفيذها وللدفع بالآخر إلى صعود ذاك السّلم وللربط ما بين زمن الذاكرة والنسيان، والنفسي الاضطرابي والعقلي، لتقول في النهاية  إن الهوية الثابتة هي المبادئ الّتي لا تتغير بدافع تغيرات الزمن الطبيعية إنما الزمن الكوني.
وفي النهاية نتساءل، كم من سحنون في مجتمعاتنا متّهم بالجنون، أو صار مجنونًا كي يقول الحقيقة كاملة؟

http://www.atheer.om/Article/Index/6550

الأحد، 8 يونيو 2014

لا أريد




تعالَ نمشّط لحية الوطن ونحلق رأسه المزروع بالقمل،أتعبني يحكّ قحفة رأسه ولم يتعلّم كيف يسحّب صئبانه.لا تنسَ،أريد مشبك شعر يليق بفستاني ويلمّ كامل شعري بعناية فائقة،ويحفظه من صئبان الوطن.

ما عاد فضول أمي المتشنّج يزعجني،وهي الملأى هواجسًا ورعبًا،كلّما غادرت الصالة إلى سريرها سرعان ما ترتعش عجزًا عن التّخلص من آثار الحروق ومن همّي.

أحتاج لمقطوعة موسيقيّة أنيقة أليق بهذا المساء،ترافق دويّ القنابل وسيل الدّماء،تعزف سمّا يؤدي بحياة التّكفيريين والسلفيين والمتأسلمين والثورجيين والإخونجية والمعارضين والمؤيدين والمتفلسفين والمنظرين والمفكرين،كي يبقى الانسان فينا.

هل اشتريت الشمعات لنؤآزر الشيطان في محنته الوطنيّة،تعالَ نودّع كل شيء قبل فوات الأوان ويستحسن أن نلعب هذا المساء لعبة صغيرة،على أن نجعل لنا إلهًا من حبر وورق.

بعض الشفاه مصابة بالضحكات وبالقبل،وشفاهنا مصابة بمسلّة صمت.

لا أريد من الحب إلا أنت،ولا أريد من الحياة ومن الفرح ومن السهر ومن الموسيقى إلا أنت، ولا أريد من الحرب إلا أنت،

السبت، 7 يونيو 2014

قهوة للغياب

قهوة للغياب




صباح البارحة حين تشاجرنا تنفّس الكون الصعداء،لم أكن أتخيّل أن ما يعتبره رفاقنا روتينًا ضروريًا لبقاء العلاقات وجعلها حميمية، صار نكتة حامضة ثم تحوّلت إلى ناموسة ليل تستقر على العنق وراء الأذن تمامًا،

هل من الضروري أن أتفق معك في جميع آرائك الّتي تعبر عنها باندفاع ومواقفك المتسرعة وأن تتزامن ساعتي البيولوجية مع ساعتك،؟

تعالَ نشاهد إحدى حلقات النمر الوردي،ولك أن تختار الحلقة،لا مشكلة لدي لطالما تضحكني جميعها،غدًا وبعد الغد،وبعد بعد غدٍ سآخذك في رحلة إلى داخل عينيّ كي ترى حيفا كما أراها،بالمناسبة،وضعت علبة القهوة وعلبة السّكر في صندوق السيارة كي لا أنسى،لا أحب نسيان بهارات الأمور،والقهوة بهار اللقاءات الخالدة.

وأنت تعد إبريق شاي معطّر لهذا الصباح البائس بعدًا،تحسس برفق وريقات النعناع وقبّلها قبل أن تلقيها إلى مصيرها النهائي وحتّى تمنحك مذاقًا كاملًا،كانت أمي تقول"النعناع لا يلقى في المغلي عكس الميرمية الصارمة المتوحّشة حتّى في موتها.

ما رأيك لو قمنا بزيارة الرفقاء هذا المساء،وقبل ذلك تعالَ نمر بعربة الكعك بزعتر،نشتري حاجتنا من الكعك ومناقيش الزعتر،ثم نمر بمحمص السّيّد بجنين نأخذ منه نكهة لآخر الليل،ونعرج على بائعة السكاكر،أعرف أن فكرة وجود أكثر منك معي تزعجك،كما أعرف أنانيتك ورغبتك باحتكار سهري معك،لكنني أعرف أيضًا أنه ربّما كانت الليلة آخر السهر.
تخيّل أن نقفّل عيوننا على سهرة ونفتحها فلا نعثر على رفاقنا،؟
ألا تعلم أن الموت يمازحنا بنكته السمجة فيلطّخ ضمائرنا بالمواعيد الّتي أخلفناها ويبقينا تعساء بذكريات تعكّر مزاج الكون وما تبقّى لنا.؟
تعالَ بكامل قسوتك،وتطفلك،وجبروت صمتك،تعالَ كما لن تجيء أبدًا.















الخميس، 5 يونيو 2014

في الرّقصة الشعبية لكلّ شعب نرى ما لا نعرففه عن تلكم الشعوب،فلا تستهن ولا تسخر،قف احترامًا فالرّقص وإن خرج عن المألوف لعينك يبقى تراثًا عريقًا تتوارثه الأجيال،فنحن أمّة لا نورث الدين واللون واللّغة واللّعنة فقط،إنما أورِثنا حضارة في الخاصرة.

الأربعاء، 4 يونيو 2014

كأس أخرى




أحضرت زجاجة العرق وقنينة الماء،صحنًا مليئًا بقطعة اللّيمون الخالي من العصير،وراء الساعة المسكرة إلا أنت،أتصفّح جرائد اليوم السابق وأبذل جهدًا في التّركيز لوقتٍ طويلٍ في ساعات العمل الّتي أقضيها في حركة تشغلني طوال الوقت عن الذهاب إلى السينماء وزيارة الأصدقاء،أتناول علبة سجائري وأخرج واحدة برفق كما لو كانت قطعة حلوى صنعت من الجبن،أشعلها ثم أمجّها بشهوة لدفء عميق،أضعها في المنفضة فأكتشف أنني تركت منذ لحظات سيجارة أخرى.

تصوّر،كيف كانت  لتبدو الأمور لو ملكنا سلطان الوقت،ماذا لو جئتك الآن في مثل هذه الساعة الميتة من العمر،؟لم أكن يومًا قادرة على قول إذا ما كنت تعجبني أم لا،فمعرفتي بك ضئيلة ولا أحب المغامرة  كما أخشى التّعرض للسطو في شارع لا أعرف مخابئه ولا زقاقه المعتمة.

دعنا من الحديث عنك وعني هذا المساء،ما رأيك لو تواعدنا عند الشاطئ ذات مساء صيفيّ،أتنزل معي بملابسك إلى الماء،؟قد يبدو لك الأمر غير معقول،ويحمل غرابة كبيرة في بلد محتلٍّ كلّ شيء فيه رخيص ومبارح،تريد الحقيقة ،نحن لا نخاف التّعري إنما نخشى التّجرد من جلودنا.

اسكب لي كأسًا للحب،عانقني حتّى ينتهي العمر،سأحتفظ 
بعلب السكاكر،بباقة الزهور،بزجاجة العطر،وبمذاق النبيذ وآخر القبل،
أأخبرك بسر،أخاف فقدك،ترعبني فكرة أن تموت بعيدًا عني،تفزعني في الليالي كلّ رنّة لهاتفي،أخاف أن يجيء صوت لرفيق يخبرني أنني لن أمرّغ أنفي على صدرك مرة أخرى.

اسكب لي كأسًا أخرى،وأدعو الرّب أن لا يجيء غدًا،فلا قيمة للوقت طالما ليس لنا أن نختار


https://www.youtube.com/watch?v=it9I2Vg62rs

غنّ لي

لم يطلب إلي بنيّ شراء لعبة،ولم أملأ حقيبته بالكتب المدرسيّة،ولم تبكِ ابنتي للحصول على لعبة قماشيّة أو حذاء يليق بفستان العيد، وذلك أمر طبيعي،فلا يمكن للغيب أن يطلب إليّ أن أكون أمًّا لأبناء لم ألدهم بعد.
لم تتّسع الدروب لخطانا ولم تتعرّف الأرصفة على أقدامنا،فمن ذا يسوّي لنا وطنًا لا نكون فيه أسرى وقتلى وذكرى...
ما رأيك لو استمعنا إلى أغنية خليعة،وكرعنا الكؤوس مستحضرين الشياطين اللّعينة،هب أننا لن نلتقي مرة أخرى وأن لنا الآن وليس أبدًا،فتعال نرقص حول النار ونمارس الجنون تمام الرّوعة،فلا الوطن بقي لنا ولا حتّى الحديقة.
في الآونة الأخيرة ألقي بأسئلة سخيفة وأسحقها تحت قدمي لمعرفتي عبثيّة السؤال الصعب في زمن تزاحم فيه جوجل على الموسوعات العلمية إلا أسئلتي لم يقوَ عليها،ومن ضمن الأسئلة "لماذا مازالت فلسطين محتلة.؟" لا تجهد عقلك في البحث عن الأسباب اسحق السؤال واسكب لي كأسًا للاسترخاء،لا أليق بك عشيقة،ولا امرأة شرعيّة ترافقك لاحتفالية بعيد الاستقلال،لم أحضر يومًا عيد المرأة ولم تعني لي شيئًا المجاملات لتلك المناسبات المنافقة،كلّ ما في الأمر أنني لست أشبههن وليست لدي رغبة بالاختناق بضيق الصّفة الاجتماعيّة،دعني كما أنا،حمقاء كنتُ وهب يقينًا أنني سوف أموت كما أنا.
أما الآن فغنّ لي "عم بحلم برفيقة تئلي مشي نطلع صوب الشمس،آخدها ونطير نعلي،مطرح لا جن ولا إنس،ونلاعب نجمات الكون،نركض هون ونلعب هون،وئلها بحبك بتحبيني،تئلي بحبك انت وبس"



http://www.youtube.com/watch?v=uZpsAgC80wo

الثلاثاء، 3 يونيو 2014

بقعة






تعالَ نتجاوز بقعة الدّم تلك قبل أن نتعثّر بروحها،فالدّم القاتم يحتفظ بأرواحه وإن جفّ.ترعبني فكرة القفز عن روحٍ مسجّاة تحت جثّة أيّ كان قاتلها،

هل اشتريت لي بيتًا،وهل حرصت على أن تكون له حديقة أماميّة وأخرى خلفيّة،هل قلّمت أظافر اللّعنات ،أحب أن تكون لي أرجوحة معلّقة بسواعد خرّوبة طاعن،تحكي لي الحكايات كلّما تأخرت بالعودة،وتخبرني بخلطتها السحريّة الّتي ترغمك على العودة دومًا.

هل تذكر،حين أشعلت من أجلي شمعة في أسفل جذع شجرة مصلوبة على جانب الطريق،ما نسيتُ،كانت أجمل ليلة في حياتي.

ليست لدي رغبة في أن أبدو كمن يشعل أعقاب سجائر مدخّنة،فلم أتسوّل الحب قديمًا فما بالك اليوم.؟

قل لي،كيف أقبّلك اليوم،ورائحة الموت تشبه عفن المواخير ورخيص العطر،ثم كيف أأمن على قلبي في مكان من خشب والقصف وصل المشافي وسلب أرواح المتعبين.

الاثنين، 2 يونيو 2014

!!!!!



تلمّس هذه العتمة الناعمة،هب أنها أنثى وداعبها مطولًا،أوتعرف،دعك من الإناث قليلًا،فكرّ فيما لو كانت كأس عرق.

ما رأيك في الحب حين لا يملك المحبون ثمن استبقائه،وليس بمقدورهما العيش معًا لأسباب مادية وعائلية.؟كم من روح أزهقت،كم من قلب كسرت،وكم من موعد أخلفت.؟


لا تقف كثيرًا عند أسئلتي البلهاء، تلك مجرد ذريعة أخرى للهرب،لسحبك إلى الحديث عن نهارك،أخبرني، كيف كان يومك،هل تعطّرت،هل شربت قهوة العربة بعد منتصف الليل في شوارع رام الله،كم امرأة غازلتك،هل خطرت على بالك وأنت تعدّ قهوتك،وقبل أن تغفو كطفل في وكرك هل ضممتني إليك؟


أوتعلم، روحي دخلت في حداد عليك .؟ هذا ما كنت أود أن أخبرك به قبل أيام،حين تذكّرت في المنام حلمك بي الذي أخبرتني،ناولني سيجارة من سجائرك،وتعالَ نقتسم الوجع،لقمة لك وأربعة من أجلي،أعلم أنك تأكل بشراهة ولكنك في الوجع لستَ مثلي.



ماذا لو كنتَ تعلم أن لقاءنا الأخير كان أخيرًا،وماذا لو عرفت أنك تقرأُني الآن للمرة الأخيرة.؟


هل لي أن أستريح على ساعديك.؟

أنف الملح والماء وجاع الوطن


إلى محمود عبّاس




صديقة من عمّان،تسألني "هل تصومين رمضان.؟"

لا،ولسبب بسيط قد يراه البعض ذريعة قبيحة،دعنا لا نتحدث الآن عن صوم رمضان الممهور بالحسنات ومحو السيّئات،وتخسيس الوزن وكثرة اللقاءات العائلية الماتعة لمن يحب ضجيج أوعية المطبخ وسقوط الصحون بين الأقدام،واندلاق الشوربة على فخذ إحداهن لحظات قبل ضرب المدفع.

ماذا لو شعرت بالجوع طيلة نهار كامل،ولم تعثر على سيجارة حقيرة تدخّنها بلهفة الأمعاء لقطعة خبز مبتلّة بنتانة ريق،وشهيّ الطعام وهم يوزّع على المنام.

ماذا لو داهمك ألم المفاصل خلف الأبواب المغلّقة والهواء البارد يتدلّى من شقوق النافذة وينغرز في أسفل ظهرك،تمامًا في الفقرات القطنيّة ويهبط ليستقر في مؤخرتك،أوتقول للوجع حينها ما قالته هيفاء وهبي لكارهي هيفاء"Kiss my ass"

اخلع الصّبر كما لو كان قماطًا وأمكث حيث الوجع مقص يقصّ ظلك المتمدّد فوق مسطبة آسنة ورائحة الطعام تخترق سياج السّجن وتشقق سقف الزنزانة،سيراودك سؤال لطالما أرّقني في الآونة الأخيرة،هل يبول الجائع.؟

لا تكترث لما أقول ما رأيك لو تواعدنا في اليوم الأول من رمضان،والتقينا في إحدى الحانات أو المقاهي،نطلب طبقًا من شهيّ الملح والماء،نصغي إلى الموسيقى وندخّن بشراهة صائم.؟!


تخيّل،ماذا لو كان الجرح ثدي عاهرة مكتنز عليه نفائس نقش غجريّ كتمثال من ماء وملح،ألن تراودك غريزتك الحيوانيّة عن التّعفف.؟!


أنف الملح والماء وجاع الوطن

الأحد، 1 يونيو 2014

إذا مررت بالقدس،تأخر،
مر بالأحياء العتيقة،تناول عشاءك في إحدى المطاعم الشعبية،وليكن عشاؤك فول وحمص،وهب أن يهوديا دخل المطعم وراءك واتخذ لنفسه طاولة مجاورة لطاولتك حيث تتيح لك رؤية وسماع سﻻم عامل المطعم عليه بحرارة"أهللللا ديفيد"دخن بنهم العاشقين والمسحوقين والملعون أهاليهم، جرب أن تكون فلسطينيا مرة.
يصعب عليّ اتخاذ قرار بشأنك،فما ضرّك لو جئت الآن،أو عانقتني الآن،أوتخفّ الأرض ويرتفع وزن الماء.!

لماذا علينا التّفكير مليًا في فكرة العيش أو اللاعيش،لماذا نبيح الوقت في معالجة تجاعيد لم تحفر بعد،.؟!

يستهويني فعل الأشياء بجرأة إلا الرّقيع منها،فتعال لا ننتظر قهقهة الوقت الخليعة كلّما هبط الليل بثقله ونحن لسنا معًا.

لا يمكن لأحد أن يعيش قدرَ إرادة دون رغبة،
ما نسيت أن أخبرك،بعد منتصف الليل،حين نام الجيران وأفاق البوم،أحسستُ بالاحتقان والتّشوش،لم أكن أعرف أن رجلًا مثلك لن يكون عابرًا في حياتي،حاولتُ تخيّل الحياة معك،والتّنازلات الّتي عليّ تقديمها كي أخرج من اضطرابي كلّما أقنعت نفسي أنك الأجدر.

أظلّ مؤرقةً لوقتٍ طويلٍ أخمّن كوابيسًا تتخلّلها فرشاة أسنان حديديّة تنغرز في عنقي حتّى المنتهى،ويد تأتي من خلف الضّباب كالكلّاب تعلّقني من خاصرتي.

أشعر بالأسى حتى النخاع وأنا أفكر بما كانت عليه حياتي لو كنتُ معك،

بعد منتصف الليل،وبعد أن أتخلّص من الأشباح ذوي اللّحى الشّعث.
وقتئذ تذكر ،كم تمنيتُ الاستغراق في النوم بين ذراعيك،وكم وددتُ لو أزرع أحلامي بين عشب غاباتك،لأقول لك،لك وحدك"خبّئني هنا،هنا،لا شيء لي سواك،ولتنبت لي ألف روح بين أصابعك."