السبت، 31 مايو 2014

في البال



في البال،


أن نركض تحت المطر بأحذيتنا البلاستيكية القديمة، وأن نُغرِق في ذاك الوحل حقائبنا المدرسيّة،ثم نكمل طريقنا إلى جبل الحنّية كي نشرب من ماء الضحضاح قبل أن تخرج الغولة من كهفها،أخبرتني أمي أنهم أطلقوا على الجبل اسم الحنيّة نسبة للغولة المقيمة في الكهف،تمنيت لقاءها،هربت وتسلّقت ظهر الكهف لعلها تخرج من وكرها لترعبني فلا أعود إلى الجبل،خانني حدسي ولم التقها،كانت امرأة وحيدة نحيلة،تخرج من المغارة بثوبها الأسود الطويل،صامتة،تضمّ ذراعيها إلى صدرها كمن تضمّ طفلها الوحيد،تخبّئه عن لعاب الضّبع المتربّص بجهال الجبل.



شبحها لا يفارقني،صمتها البارد كمقبرة ليلة عيد،على فكرة،أذكر آخر رغيف فطير أكلته في مقبرة كنت آنذاك في التاسعة من عمري وكانت امرأة ضخمة أرخت أردافها عند شاهدة قبر،حين جلست ظننتها ستهدم القبر بمؤخرتها،أمسكت سبحتها الطويلة ذات حبات ملوّنة تصلح لعقد يليق بفستاني وراحت تسبّح للرّب دمعًا،ناحت طويلًا وأنا أراقبها عن كثب، حين تعبت، شهقت ثم أرخت عنقها حتّى تدلّى إلى الأمام قليلًا، ظننتها ماتت،لم تمت، لحظات ثم عادت إلى الحياة وفتحت الكيس الأسود الكبير،أخرجت منه الفطير وكعك العيد،كأن البكاء والنواح ملح الحلوى.



عدني إن مررت بقبري،مرّ بحلوى ،وسكاكر ملوّنة، واجعل قربه أرجوحة للأطفال، كلّما مرّوا هازئين بالموت أغاظوه فتمرجحوا،تقول جدّتي إن الفطائر تذهب سيّئات الموتى،وتكسبنا الحسنة، لا تنسَ الفطائر، فأنا أحبها.


































الجمعة، 30 مايو 2014

خذني للقهوجي واتركني هناك،







خذني للقهوجي واتركني هناك، سوف أحتسي فناجين الغياب كلّها جرعة واحدة، فهذه الأبواب المتصدّعة لا تروقني،وذاكرة المكان لا تكفّ عن التّشدّق أمامي بأسماء القرويين الذين عبروا من هنا هاربين من الموت إلى موت، وهذا الشاطئ الّلعين لا ينفكّ يقهقه كلّما عثرت على أثر قدم لغريق،ما عدتُ أحب مقاهي الميناء،خذني لمقهى وسط مدينة غريبة،فنحن لا نتحدث إلى الغرباء،والمدن كثيرًا ما تشبهنا،لا تفضفض بذاكرتها للغريب. دعني أتذمّر مرة من العيش إلى الأربعين،وألعن وأشتم الفاشيين والساديين،وأحتفظ بكامل السّخط والتّململ،ما ضرّك لو تدحرج رأسي الآن فوق الطاولة أو فوق عشب الملعب الأخضر وسقط في سلّة المهملات التاريخيّة.؟!


نعم أنا مليئة بالخرافات والحماقات تلفّ كل تفاصيلي الصغيرات،وقوانين الطبيعة ونظرية الأبله نيوتن حول الجاذبيّة لا تعجبني،لا أؤمن إلا بالهبل وبفطرة عفويّة تدفعني لضمك وتقبيلك وسط الطريق ،نعم لا أعبأ بأعراف القبيلة ولا تعني لي شيئًا وصايا أمي العتيقة،


لابد أنك تظنني فقدت اتزاني،وليكن،ماذا يهمّك لو جننت حقًا.؟ألم أتهم بالجنون ونعتُّ بالحماقة في العديد من المرات السابقة، وكلّما وجدوا اصراري على قراراتي والاحتفاظ برفاقي .؟


لو سمحت،لا تتلو عليّ نظم الإنسانيّة،فلا أحد يدرك جوهرها الحقيقي سوى الحمقى وصعاليك الليل،آهٍ تذكّرت،لدي رغبة شديدة في زيارة إحدى الحانات واحتساء نبيذ أحمر ككرز أمي،والتدخين بنهم،بنهم،حتّى الموت.


ماذا لو مارسنا الحب كطفلين،ثم ماذا لو تأخرنا إلى ما بعد منتصف الليل،أتعود البلاد،وتلغى نكبتنا،أويعود الفدائي من الجبهة مغبّر الوجه رثّ الثياب يحمل إليّ الهدايا وذخيرة لحرب محتملة.؟


مرة،مرتان،صنعت لي القهوة،ما رأيك لو تعدها لي للمرة الأخيرة.


خذني للكهوجي، أو فلتحقن وريدي بفائض حضور.
بناء نسق فلسفيّ من خلال أنثروبولوجيا وتركيب المفكّك بعد التحليل في نصّ روائي ليس بالأمر السهل،وأن يقص علينا كاتب في روايته الأولى وبتقنيات عالية يشكّل الحالة ويفكّكها درجة درجة ،تلك هدية عظيمة،حيث من الصعب على من لم يتخصص في مجال الأمراض النفسية والعقلية أن يكتب بتلك الطريقة عن حالة مصاب بمتلازمة الشيزوفرانيا وعن لسان المصاب.

قراءة في مجموعة فتحي الضمور "أبعد من ذلك"



قراءة في مجموعة فتحي الضمور "أبعد من ذلك"

مرمر القاسم - فلسطين

 

القصة القصيرة جنس أدبيّ عريق وتليد في التراث العربي والإنساني. ومنذ وعى الإنسان ذاته ومنذ أن اكتشف قدراته على الابتكار الأدبي اختلق القصة، وأبدع الحكايات، وافترى الأحداث وأحكم نسجها، متفننًا في حوار الناس الذين صنعوها، واقعيين كانوا أم وهميين.

 

وقد تفاوت الناس في حذقهم لفن السرد وطرائق القص. ومن هنا كان لكل فرد سردياته، ونصيبها من الجذب أو الإملال، ومن الإيحاء أو المباشرة، ومن الإيجاز أو الإطناب،وقد كان للقص سلطان قوي على الإنسان، فهو يستهوي الناس في كافة الأعمار.

 

النص مثل  كائن حيّ له وجود وحياة اعتباريّة،كما وله ماهيته الّتي تعرّفه وتقدمه وتعبر عن سماته وخواصه ولأنه إبداع في الوجود الكتابيّ، من يفترض أن يختص بالتكثيف والاكتفاء،طاردًا ما يعلق به من حشو لاحاجة لها ولا دور لها في التعبير،ولا بأس في ابتكار تقنيات جديدة تعين الكاتب على السّرد.

مجموعة فتحي الضمور تلك اللّوحات  الناتجة عن كل ما خبره وشاهده من زاويته الخاصة، وزاد وخرج عن نطاق الاستعمال الشخصي إلى الإنتاج والحاجة إلى التّعبير الأدبي،تظهر لدى الكاتب دراية لغويّة في الدلالة والمدلول علت بموهبة فطريّة وأفكار إنسانيّة عظيمة.

العديد من النصوص الأدبيّة تبدو وكأنها تراكمت وترهّلت في قالب  ذي مساحة ضيّقة،إلا أن نصوص الضمور بدت  مساحتها نقديّة قادرة على استيعاب الفكرة ورأي الكاتب دون الخروج عن شروط الانتماء لجنس القصة أو تداخل أجناس أخرى في عملية السّرد ممثلًا بذلك نضج التّجربة وامتلاك الميسم الفنيّ الخاص للمؤلف.

امتلاء النصوص بالجمل النصيّة المنتقاة بعناية كشفت عن هواجس ورؤى الكاتب الفكريّة والاجتماعيّة نائياً بتحليله خارج المضمون الفنيّ،مبتعدًا عن التنظير الاجتماعيّ والمفاهيم على حد سواء.

هناك تناسب طرديّ وعكسيّ بين فكرة النص ومواد بناء النص،

مما أظهر في القصّة جماليّة من خلال مجموعة مسائل، كالإيقاع والشخصية القصصيّة الإشكاليّة، والحركة السرديّة في السياق الحواري،فهي ظاهرة أسلوبيّة يختلف التعويل عليها بين كاتب وآخر، وهي من أسباب الجذب في أية قصة تتوافر فيها، وكلما اختصر عدد المفردات المفضية للمعنى المكثف تجنب الكاتب كمية المخلفات بين  الاستهلاك والإنتاج.

لم يدعني الكاتب أتخلى عن التريث عند البنى الفنيّة للقصة ذات الطبيعة المرنة، أو بوقفة متأنية عند كل قصة للتحليل والتفكيك والإضاءة، نجد أن المؤلف يدرك تمامًا خطته ويرسم بوصلته بوضوح تام.

وبعد، فإن هذه المجموعة القصصيّة  قد تمثّل إضافة من الإضافات الأدبيّة في عالم القصة العربيّة، تكمل ما سبقَها من جهود أدباء وقاصين آخرين، وتصنع حلقة من حلقات تطوُّر القصة  الّتي راح كتابها يتزايدون، مما يرتب على النّقاد متابعته بروح من المسؤولية والجدية المتوخَّاة.

 

مجموعة "أبعد من ذلك" للكاتب فتحي الضمور الصادرة عن دار فضاءات عمّان الأردن من أجمل النصوص الأدبية الّتي تستوقفك في المنتصف تاركة لك فرصة تضع النهايات الّتي تعرفها أو مررتَ بها،والاجمل بعد أن تتابع القراءة تعتقلك دهشة النهاية الأنيقة الّتي لم تمر بها من قبل.

 

 


http://www.atheer.om/Article/Index/6512

الخميس، 29 مايو 2014

حقيقة

الحقيقة أشياء لابد منها،الموسيقى الرطبة ضروريّة جدًا كي أمارس جنوني بهدوء،اغلاق الجوال لأسبوع آخر حاجة باتت ملحّة كرغبة الناعس بمتّكئ أيّ كان،
تعطيل ساعة الحائط لعام آخر،احراق جميع الملابس الّتي ارتديتها من أجلك ذات مواعيد، اتلاف أشرطة الأغاني العتيقة،الوقوف على رؤوس أصابعي بعد منتصف الليل كي أراقص الجدار البارد،قهوتي المنسيّة في وسط الطاولة،فنجاني المشروب نصفه.
يثير جنوني صوت الحفر الذي يحدثه جاري في جدار منزله،تراه سيعلّق صورة لغائب أم لحبيبة مماحكة بزوجته البشعة،ألم يخبرونا بأن تعليق صور الميتين حرام،فلماذا يكثر العرب من الصور المعلقة وهل صور الأحياء حلال.؟
نسيت أن أخبرك،
قررت رسم وجهك على الجدار خلف سريري الحديديّ ووشم عنقي بمذاق آخر قبلة،وبالمناسبة ،ما رأيك لو أعنتني على اختيار جملة أطلب أن تنحت على شاهدة قبري،على أن تحوي الجملة حروف اسمك كاملة،فكما شهدت أن لا إله إلا الله وأن محمدًأ عبده ورسوله،أشهد أن لا حبيب لي إلاك وأن لا أحد يحتمل جنوني غيرك،ولم يحبني رجل كما أحببتني أنت.
هنالك من يثرثر خلف أذني،محدثًا ضجّة كبيرة،لا أفهم منه شيئًا،ومما يزعجني جدًا أنني لم أتمكن من التقاط اسمه ولم أفهم ما يريده مني،عزائي الوحيد الآن أنه يذكرني بجرائمك،يتلوها عليّ بملل،يعيد الجملة خمسين مرة دون مبالغة،إلا أنني لا أحفظ منها شيئًا.
تذكّر،
التّقبيل وجهًا لوجه،يجب أن يكون بعينين مفتوحتين،مثل أي مهمة يلزمها جرأة وشجاعة عالية،كي نلتقط فجور النظرة في لحظتها الحاسمة،لحظة ترغمنا على التّمرد والخروج عن طور المألوف،ألم تقل لي ذات مرة"لا تغمضي عينيك عند تقبيلي"،حدّق فيّ مباشرة كقاتل شجاع ومقتول لا يهاب الموت.
دعنا من الثرثرة الآن،معي آخر قطعة شكولاتة.
طلبت منك قتلي،فما الذي يمنعك ولماذا تأخرت حتّى الآن.؟!!
اشتقت لك.



https://www.youtube.com/watch?v=RY3xZi93eZU&list=PLb5TDVWqtdWlEW7AZXNBL3U1PygHC-1-C&index=4

الأربعاء، 28 مايو 2014

ما عاد حبي لك سرًا

ما عاد حبي لك سرًّا،ولابد أنك تلعن الساعة الّتي دثّرتني فيها بأغطية ورقيّة ،ما الذي جعلك تحتفظ بالصور وتنقل كلماتي،هذا أكثر مما أتوقعه وأكثر مما يكفي لأعدّ عند المساء حقيبة المغادرة.
أتذكر،حين تلعثم السهر بشيطنة تراخت على فمك لتقول شيئًا جميلًا،حين انكمش قلبي على بعضه،على حبك،كضحكة تدلّت بين طفلين..
لا عرق،لا سعف،يبدو صحيحًا لم تعد تحبني،

أفضل هذه الإغماءات المتكرّرة على أن تقول لي بتكشيرة عبارات منكلّفة،كنذالة الموت.
إنها النكبة الثانية لهذه الليلة فتعال نلعب الدامة معًا،

قل لي،

هل حشوت بندقيّتك بخيبات تتّسق تمامًا مع صكّ إرسالي إلى الجحيم.؟

إنني أنتظر رصاصك بفارغ الأمل وبكامل أناقة الحب،وإنني أدفعك،هلّا فعلت،فلن أبعثَ من الموت.!


كل أسفل ابتداء وجانبه خاصرة،ولهذا الوطن أربع خواصر اثنتان باركهما سايكس وبيكو والثانيتان الأخريان باركهما البابا.

قدّس الرّب سرّ الشيطنية.




كل شيء يستهلك فوق العادة يفقد قيمته وكذلك حدث مع الكوفية حتى صارت والممسحة سواء.







ماذا يعني وطن الرموز سوى قطعة شطرنج إذا مات الجند وكش الملك
بقيت قطعة ﻻ قيمة لها.
الوطن الحقيقي مكحلة وامرأة جميلة ،فارس وِسيف الوطن يا عالم شعب بأكمله،لم يكن شخوصا تتبدل ولا هو لباس للمناسبات والأمسيات.




قد أكون أسخف مخلوقة على وجه هذه الأرض،لكنني قلت لن أتغير،أموت ولن أتغير،
أيها العالم كم أتمنى أن تصبح بدوني.


كنتَ لي،كنتُ لك،كان يمكنني الارتباط معك بعلاقة مفخخة بمفاجآت تسير على نحو يليق بصعلوكة مثلي كرقصة فلامينكو،لم تكن تضايقني الوشوم في جسدك ولا أثر الرصاص الطائش عليه،ولا حروف عشيقاتك المبعثرة في كافة أنحاء جسدك الموبوء بعطر رخيص،وكنتُ على علم بسخط التوجيهات وتقويض علاقتنا.

وكنتُ متأكدة هذه المرة من أنني لن أعود لمعرفة شيء عنك،وكما في المرات السابقة عقدت النيّة الحاسمة،وأقسمتُ بعمر رفيقتي المرحومة وبعمر جدتي وكبير الحمقى،حسمت أمري وجمعت أمتعتي ثم خرجت للبحث عنك.




أتعرف،

رغبتي بك كرغبة المدمن ،ملحّة كحاجة مريض يعاني ألمًا شديدًا في ضرسه،تصوّر كذلك حاجتي بك الآن.

الاثنين، 26 مايو 2014

على فكرة،
استخدام القوة الــــ الجسدية أو البدنية  physically للتأديب والتهذيب لها دور هام في حياة أطفالنا إلى جانب القوة الكلاميّة،ومن يدّعي غير ذلك يتوجب عليه الالتحاق فورًا بدورة لإعادة تأهيله شخصيًا كي يتمكن من تربية أطفاله.

"مبحبش" التّبجح،والتأديب بهذه الأساليب لا يعد رجعيًا ولا تحجرًّا،وأولئك  الذين يرفضون هذه الطرق سوف يصلون إلى مرحلة  مع أولادهم يبولون عليهم في الطريق.

مخي عتيق

كل أسفل ابتداء وجانبه خاصرة،ولهذا الوطن أربع خواصر اثنتان باركهما سايكس وبيكو والثانيتان الأخريان باركهما البابا.

قدّس الرّب سرّ الشيطنية.

قال موقف قال.














العربي حين يقرأ الخبر يفعل ما تفعله المرأة إذا شاهدت رجلا وامرأة،أو سمعت جلبة في بيت الجار،للوهلة الأولى والمؤكدة لديها كقناعة أن ذاك الرجل على علاقة غير شرعية بالمرأة وذاك الجار يضرب زوجته.


قال موقف قال.
وش جاب الغراب لإمه!!سﻻمة قيمته الغراب ﻷني بحبه.
بالمناسبة حيث وقف"البابا" وحيث ترك لمسته سوف نجد مغفلين وأغبياء حولوا المكان لمقدس وبالتالي نشكر الله صار الجدار الصهيوني مقدس.
بركاتك يا فيفي عبدو

الأحد، 25 مايو 2014



دلني على شيء في هذه الدنيا لا يميت.؟




مشربية فاخرة للقهوة،والعصافير كما دوما أفاقت قبل مجيء الفجر،الكل نائم وسائق التاكسي فظ الذوق كريه السمع يستمع بصوت عال لأغنية بكائية "مخاوي الليل بغيابك مخاوي الليل"
مدينة تشبه قسوة شهوته المملوحة،ومشاكساته المؤلمة ،
وأمي في الفراش نائمة.




يا أنت،
ممكن تنزل للجهاد في ثورة فاجرة يقوم بها أفراد من شياطيني وتشعلها كلما هدأت غواية خبيثة تحرضني على تقبيلك؟




أسوأ ما في الأماكن حين تعود إليها بمفردك،تجدها قد حفظت للغائب مقعده. والقهوة ليست أقل منها لؤما،إذ مع كل رشفة تشرق بنكهته.










الوطن هو أن أجدك حيث أكون وأن أكون حيث أوجدت لي وطنا من خروب.




في مقهى أريحا كلّ شيء على مقاس اشتياقي وعلى ما يروم ذاكرة اللقاءات، إلا مسطبة الطاولة الزجاجية،لا أحبها،فهي لا تحفظ أثر السجائر المنسيّة،

لستَ هنا،وهذي المدينة أقسمت أن تشنق روحي،وأن تعلّقني ما بين الجبال والجبال،وكلّ ذاك ما همّني وما أرجف نبضي كما فعلت لعنتها،

هل تعرف أبعد درجات الرّعب.؟
إلى هناك اشتقت إليك.

نكبر كما كل الأشياء هبوطًا إلا الحزن يكبر عمقًا واتساعًا ،

هل تعرف معنى السير على حافة أشدّ درجات الخطورة .؟
إلى هناك،حين أصل أحبك.










لم يكمل الفجر تنهيدة الصباح حتى ضاع الحنين الغائر تحت أزيز عجلات السيارات المسرعة نحو كل الاتجاهات الّتي لا أعرفها، يشبه ضجيج غيابك المزمن،اطفال يلعبون الكرة مستغلين لطافة الجو،على خجل تحلق العصافير شقوة وطائر السنونو يغرد حزنا على فرخه الذي سرق من عشه ليلة أمس،
فلاح يحرث قصيدة الزرع ويودّع عامًا أزهق عرقه وراع يقلّد مشية الغنم،
تعوّدت أن أرسم وجوه الغائبين بقلم رصاص برّاق ثم أحدّد التّجاعيد بقلم كحلة وأفرّده في اتجاه علو.
في الصباح،ضعني على حافة الانفلات أو اتركني في ذات المكان الذي شكّلتني فيه.
وكنت ذات يوم هنا،










الكرم أن تقدّم إليك وجبة أليق مع الجميع أو قبلهم،أما ما يجيء بعد انتهاء العشاء سيان بينه وبين ما تلقيه الكلاب للكلاب،فلا تأكليه،إنما الكرائم لا يأكلن إلا وجبات أولى.











































الثلاثاء، 20 مايو 2014

وليكن






وليكن،

أحتاج نبضًا ثابتًا وصورًا لا تغادر أحلامي،وأكثر ما أحتاج للتّسكّع ليلًا في أزقّة المدن والمخيمات،وأواقعها كما تواقع الحشرات بقعة الضّوء،

صعلوكة أنا كغجريّة لا يروّضها إلا الجيتار،فكن طائشًا متهوّرًا واجعلني معزوقة توجعني بارتعاش أوتاري،وأجعل لي صندوقًا بفتحة في أعلاه يمتدّ منها ذراع طويل إن لم ينتشلك من مسافة ضئيلة رماك تعويذة هلاميّة الخيال،

"بحبك" هي لا تقال هكذا،إما أن تقال همسًا في الأذن ثم تفعل ما يفعله البعوض أو،لا تصدّق،




وليكن،يا ربّ،

تخنقني الحيطان المتّسخة بالشعارات،لو كان لي مصباح سرّي لأمرت المارد نقل المخيّم إلى قبّة السّماء وأن يأتيني بكَ الآن مكبّلًا،ثم سأرينّك كيف أسحق عظام صدري على قلبي.




لن يكن،فقد تأخرت كثيرًا هذه المرة،

وانطفأ قلبي على حشرجة الاعتراف،وعليك،

الاثنين، 19 مايو 2014

أنا لست أحبك،






أنا لست أحبك،
أحتاج إلى ثوب نوم طويلٍ وعصبة عين سوداء كما العتمة،وسرير مكره شهيّة الباب حين يغلق علينا وراء ذاكرة الراحلين وعلى نصف حلم لئيم ومدخل سرّيّ للنّعاس.
هل أخبرتك.؟
كم تؤرّقني فكرة السفر بدونك كمن يجترح الذنوب كي ينبتل وريد الحب عن طين الوجود،
أنا لستُ أحبك،
حين يتّسع الصّمت ويكبر ضجيج التساؤلات المميتة أتساءل،هل الأحلام المرتبكة دونك خطيئة وهل إذا طيّرت نسائم الصباح غطائي عن ساقيّ إثم،أم تراها مشاكسة بسيطة.؟!
دعني أخبرك "بنهفة مضحكة"أول أمس شعرت بأرنبة أنفك تداعب عنقي بشهيّة مفرطة،حين استدرت إليكَ تعثّرت بدبدوبي العملاق،أكاد أجزم لو كانت للدبدوب روح لأرسل لعناته عليّ،فكم من مرة ظننته أنت وأدرك بدوره اللعبة الخفيّة.
أنا لستُ أحبك،
كل ما هنالك أنني متورّطة بك،










https://www.youtube.com/watch?v=oskXAniqU6U

الأحد، 18 مايو 2014




أنا لا أحبك،


كان بوسعي أن أهتف أيّها الأسمر"القرويّ"،تعال نجلس في المقعد الأخير نتابع المشهد،ونحتسي بصمت بقيّة الكؤوس ،

تعال ندخّن سيجارة المساء في المشربيّة،ونراقب عراك الجار مع زوجته بهدوء ماتع،
لعلك ظننت الآن أنني لئيمة وأن شجارات الجيران تسعدني،نعم إنها كذلك ،فحين تغيب وتصمت حتّى الجدارن أتمنّى لو تتاح لي فرصة أتخيّل شجاراتنا الصغيرة لو تكبر...!

دعني أدخل مرة في جيبك،أو بعثرني في دفتر مواعيدك،قل لي،
هل فكرت مرة بشراء قميص نوم من أجلي.؟


ما رأيك لو نلعب لعبة البازل الأخيرة أو نلعب بالطين كما كنا أطفالًا نفعل ،نرسم ملامحنا من جديد ونوشوش للعصافير قبل أن تطير أن زفّي أحلامنا وأمانينا إلى السّماء خلسة.

ثم أوسع لي صدرك كي أمرّغ روحي فيه قبل أن تعلن الشمس المغيب.



أنا لا أحبك،

كلّ ما في الأمر أنني أرتاح بقربك،ولا بأس لو قلت لك طوّقني فما عدت أحتمل عظامي.
قد يكفي احتساء نكهة القهوة،فهي مجرد ذريعة للقاءات والأحاديث،مجرد رفقة لصبيحة ما،

دعوة خالية من الهلوسة ﻻ تشكل عبأ ملتحما مع ما يأتي فيما بعد،
هي رغبة في أن تغمرك حرارة ناجعة،نار تحرق تنهيدة دون سهم،ولذة كبرى تضرم في قلبك حرائق الدنيا.
صباح الخير،ممكن تشرب معي أول فنجان؟

السبت، 17 مايو 2014

لعلي لم أتحدّث يومًا على الملأ عما مررت به في حياتي من مآس ولحظات يأس وقهر والخ،ولكنني ما سألت يومًا ذاك السؤال الحقير الذي قرأته على بعض الصفحات"أين الله"تبًا لكم،من يطرح ذاك السؤال حتمًا وقطعًا وصلت نفسه حدّ الفجور.كما للإيمان درجات عليا كذلك للفجور درجات سفلى.


تؤرّقني قصّة الأميرة النائمة،وبتطرف عنصريّ دومًا تساءلت،ماذا لو لم تسقط سندريلا فردة حذائها و نام الأمير في أحضان ساحرة،.!

دعنا مرة نضع شروطًا للّعبة ،ونبدأ ببرستيج يشترط على كلينا الفضفضة،وسأبدأ بسرّ صغير ،فأنا حذرة من الوقوع بحبك أكثر من خوفي عليكَ،أخشى أن لا أستيطع البقاء بقربك،وأشدّ ما أخشاه ألا تستيطع صبرًا مع جنوني.

والآن حاول أن تتذكّر،هل سبق وأخبرتك أنني أرغب منك بدزينة صبيان وبنات؟كم مرة سنلعب معهم وأهرب منك كي تلاحقني كلّ مساء.؟


دعني أخبرك قليلًا عن أمي وجاراتها،فبالأمس عدت من عملي لأجدها وإحداهن ،جلسن في الصالة في حالة بكائيّة رمّلتهن الأحزان،وصباحًا كانت تجلس وحيدة في الصالة وقد أعدّت لي القهوة،

-عندك شغل الصبح.؟
-لا دوامي ليل .
-طيب،سأعد لك قهوة حين أعود.
عدت إلى فراشي هربًا من فضفضتها ومن رسائل ابنة خالتي المقيمة في الإمارات،وسجّلت خروجًا من مجموعة العائلة على الواتساب،وأغلقت جوالي قبل أن أشّد عليّ غطائي،فالحر لا يعني أنني توقفت عن الارتعاش رعبًا من الفقد الآتي.


 لا تعشق قلبًا قبل أن تتأكّد من نبضه،

اقترب قليلًا،ودعني ألتصق بأرنبة أذنك كثيرًا،

ألقمت قهوة الصّباح الآن وفهد يكن مازال يغني
 "تخيّلي كيف ألاقيه في وطن أطهر ما فيه عيناك والأحزان"


ليس في البال إلا أنت،

الجمعة، 16 مايو 2014


كبُرنا يا رفيقي ولم نحص حرائق وثقوب قلوبنا،
لا مقهى يلمّنا ولا حديقة مباحة لجنون الغرباء،
فكن بالقرب حين تدقّ المدن وجه الأصدقاء،
وحين تخلع الصناديق أقفالها، 
لا تناطح الوقت فما انتهينا بعد...

ماذا لو جئت الآن وطرقت بابي.!
تعال نتقاسم الفرح ،ضحكة ضحكة،ونلعب الورق،وإن حالفنا الوقت لعبنا بالأمل إلى المنتهى،
أما البكاء لنبكي معًا،فلا، 
كلّ شيء يقبل القسمة إلا الدّمعة لا تسقط إلا من عين رمّل بريقها الأسى،

 هيّا بنا إلى المقهى أو خذني نتمشّى فوق الرّمال ،
ونتأخر،
نتأخر،
ونتأخر،
حتّى أتظاهر بالنّعاس كي أحظى بإضمامة وأتنازل عن قبل نيّئة الميعاد،

ماذا لو نسيت جوالي في حقيبة أمي والعكس،

لا أكتب في هذه الفترة سوى الثّرثرة،فلا شيء يسترعي اهتمامي ،

إلا عطرك،

بالمناسبة نسيت أن أخبرك كم أحبك



دعني أتظاهر مرة أنني لست أكترث لوجودك،ولا يهمني ذقنك إن طالت أو قصرت،وأنسى مواعيد عودتك،تخيّل أنني سافلة إلى أبعد حدّ ممكن،وأنني لفافة تبغ أو كأس عرق مثلّج،

ما ضرّك.!
طالما تدهشني عودتك وعندما يسقط المطر أموت زمهريرًا دونك.!


الخميس، 15 مايو 2014


عندما تُعد قهوة الصباح احرص على أن تحضر فنجانين وﻻ تنس عبِّئ الصحن الخزفيّ بقطع الشكوﻻتة المحشوّة بمزق اللّوز والكرز،
وعندما تذهب إلى النوم تذكر،في وسادتك حشوت القليل من أحلامي وشددت اللّحاف على أمنية وحيدة.أن ذات يوم ستكون غطائي

مدلّلتي.!





ما عدنا أشقياء كما كنّا،
كبُرنا يا إخوتي،وتلك الحزينة مازالت تحلم بليلة ليلاء تحكي لنا  قصة عن الغول وعن الشاطر حسن وعن أبو رجل مسلوخة.

أبوكمُ الذي عبّأ صدرها بالغبار وبالتّعب،كبر هو الآخر.

تذكّر حين كانت تذرع الجبال والأحراش وحيدة والضّبع يتربّص بتنورتها .....

تذكّر،
رعشة أصابعها فوق الطّين تحت المطر،بين البرد والشقاء.

تذكّر،
كم من حذاءٍ  وكم من حقيبة شرت لك براحتها.

كم مرة طردت من البيت وكم مرة هربت ..
هل تراجعت،هل خافت من الوحوش حين كانت تلج الغابات بحثًا عن رمقٍ تسدّ به حلقك.؟
أنا لا أطلب منكَ شيئًا،ولا أستعطفك،
فقط تذكّر،
فأنت في كلّ عام تستحضر ذاكرتك كي تحتفل بأول مرة قابلت فيها حبيبة وأول مرة قبّلتها،وأول مرة تركت ذراعك ممدودة لتنام وتأمن من خوف.؟
"ولست أبرئ نفسي."

تذكّر،
كم مرة عادت غارقة لا تدري أيّ البلل عرقها وأيّه المطر.
وكم  مرة تسمّرت خوفًا من الرّصاص ومن الجند وغادرت راكضة وراء أحلامنا تحت الحصار فرارًا بنا من حظر التّجوال ومن الخطر.

كم مرة صحوت بعد منتصف الليل تفقدت قدميها المتشقّقة.
كم مرة.
حدّثتني ذات مرة حين كانت تهمّ بقطف بيت الزّعتر تحوّل إلى أفعى كادت تعضّ سبابتها،تضع يدها اليمنى على أقصى اليسار "يمّا يا حبيبتي"كذلك كانت تفزع.

كم  مرة فردت صدرك وقلت هاكِ قلبي،هنا هاهنا في أقصى اليسار تربّعي.
أنا لا أطلب منكَ شيئًا،
هذه الحزينة بلغت من التّعب عتيًّا ومن عمرها بعمر النّكبة ما رأيتها تضحك من قلبها ولو مرة.

أنا لا أطلب منكَ شيئًا،
كل ما أتمنّاه أن تتذكّر...
فغدًا سوف تغرب أمكمُ تحت التّراب ولن تكون لنا فرصة أخرى.


تذكّر.

الأربعاء، 14 مايو 2014

ما الذي يفعله عطرك هنا وديتول السجن يردّد الخوف،ما الذي أفعله بقميصك الأسود،وكيف أقول أحبك بلساني المقطوع،ومع من أتقاسم هذا الوجع وهذه المدفأة القابعة في جدار رأسي.؟!

ذات يوم،سوف يحكى أنّ عاشقين كرههما الحب وهرب من تشابك أصابعهما، ثم تخاصما وتنازعا على أطراف الدنيا،كورقة عنب تتشابك مع لذّة الخمر على أثداء لهفتي وهي ترضعني الحنين إليك.

من غيرك يدفعني إلى التّهور ويصنع المصادفة بكامل النّبل،كبرنا يا رفيقي وتلك اللّعب الشّقيّة ما عادت تبدّد الضّجر ولا هي تعيد إلينا وجه الأرض.

حين يظهر رقمه على شاشة جوالي،كرقّاص يعلن الوقوف على ثانية الحسم،أصير كمن يغيب في ساعة حائط.!
ماذا أفعل بسلال التّوت وماؤه صبغ أصابعي،من يلعق دمنا المسفوك في غبائنا وشفاهنا جفّفها الصّمت.؟!

ما الذي يفعله الحب هنا؟!

الاثنين، 12 مايو 2014


المسألة لم تعد مجرد لهفة طارئة،ولا هي مجموع أحاسيس لم تترجم لفعل يوحدها،
ياللفضيحة حين تكون القبل مبتورة،


سنغدو يومًا سرًّا مستورًا،






النهار مليء بالنجوم لكنها ﻻ ترى،وليست ترتفع لها الأبصار،
ونجمة واحدة تعلو في الليل ببريق أعمامها تعادل كل النجوم وإن شابهوا نور القمر.







عاطلون عن اللقاءات،عاطلون عن الإنسانية،
عاطلون عن كل شيء كالحب.







مهمة الأدب والفن الأولى هي البحث عن الحقيقة،والحقيقة ﻻ يمكن اخضاعها لمبدأ الديموقراطية ﻷن لكل فرد حقيقة.

الأحد، 11 مايو 2014

وائل،
أحدهم بالأمس سألني عنك،أخبرته أنك تحضر عادة بعد الغسل وقيام الصلاة،وأنك تتأخر في العادة بالقدوم إلى المقهى لتلقى المقهى على ناصية تعب وتلوذ بزاوية كالعادة.


كنتُ سأهديك أغنية"شكثر مشتاق يا عمري شكثر مشتاق لو تدري"
وكنتُ أعلمُ ما لم تلقّني أمي،ولا ألف قبيلة كانت تدري،


كساحل الذنوب لاحقتك صبرًا أشواقي،واستمتاعًا بحبك الرّمليّ يا ابن القمر،لكن،
حمقك يعادل حمق جدي،إلا أنني لست بلهاء كفاطمة والذنوب غير الآثمة ليست تكفي،

أشياء فقدت جوهرها


عندما كنا صغارًا لم يكن يعني لنا الوطن أكثر من مساحة نركل فيها الكرة لتعيدها إلينا قدم أخرى،

كذلك لم تكن تعني لنا الأخوة أكثر من رحم واحد نخرج منه تترى،اليوم صار للوطن مقاييس الزراعة  البلاستيكيّة وللأخوة صارت مقاييس خاصة تشبه مطاطًا واقيًا من الصدمات.

كذلك الحب،كان يعني لنا شيئًا ما،صار أشبه بأشياء أخرى لا علاقة لها بالحب.

الجمعة، 9 مايو 2014











عطرك أستطيع تمييزه على اختلاف العطور وصوتك كأنه للتّو سقط من السّماء إلى قاع قلبي،




من العبث أن أعدّ عمري تسبيحًا على أصابعك،ما رأيك لو نعد العمر تقبيلًا بالأماني؟!




معًا،




مازلتُ وغدة ولست ابنة بارّة بأحلامي أمي،

يا ذنوبي الطاهرة لا تراهن عليّ وقد ترسّب الوجع في قاع انتظاري.


الأربعاء، 7 مايو 2014

حاوية!!



المشهد الثالث.

صوت امرأة يخرج من  حاوية فاضت بالجرائد،
-حل عني يا زلمه بكفيش عر الجوعانين اللي عندك وبدك كمان أفتح رجلي لكمان جوعان،يا ابن الكلب بطلع يسع.

يخرج رأسه من الحاوية ثم جسده ،يدخل يده في سرواله في حركة سريعة ليعيد عضوه إلى قواعده،ثم يخرج مشطًا مسكّر الأسنان ،ليعيد تصفيف شعره القذر ثم يقول وهو يتمختر كديك،
-يا مرا ألف مرة قلتلك الأرزاق على الله.

تتخنصر بيد  وتثبّت فكّيها باليد الأخرى ،تزمّ  فمها وتنقل عقدته من جهة إلى أخرى في حركة هازئة،
-إيوا الأرزاق على الله والزبالة على المصخمطين أمثالي.
يلتفت إليها وينحني باتجاههابكامل جسده ثم يصرخ قائلًا،
-إنت نكديّة،أبتعرفيش مرة وحدة بهالعمر تنبسطي وتكيفي برجولة جوزك.

تترك فكّها وتلوّح بيدها عاليًا ،
-هذا اللي إنت فالح فيه.ثم تدير ظهرها وتختفي في عمق الحاوية.
   
-إذا مش عاجبك،روحي لأهلك وخليهم يشخولي بالطريق.
صمت مرعب وجلبة ،أحدهم يحاول ضبط المذياع على صوت نشرة الأخبار.
-قال الناطق باسم مكتب الرئيس إنه من المقرر مساء اليوم  عودة الرئيس إلى الوطن مرفوع الرأس،هذا وقد نظّم الشعب مسيرات ترحيبيّة بعودة سيادته منتصرًا على الصهاينة الخنازير.وقد نهق حمار من المعارضة منتقدًا سيادته وواصفًا الرئيس بابن العاهرة،ولكن يا جبل ما يهزّك ريح.

يتبع...... 

وغدة.!



-أعلم أنني وغدة جدًّا،لكنني لا أخطئ أهدافي أبدًا ولا أخطئ رفقائي مطلقًا،

-أعلم أن السيجارة تعويض رخيص عن الكرز المذاب بفمك،

-كنتَ غبيًّا جدًا،ألم تلحظ كيف كنتُ هائمة في فمك كمن سقطت عنقه بين فكّي مقصلة رخوة،

-بالمناسبة،كنتَ شهيًّا كزنبقة شقّت التّراب الخضل،لكني ما اشتهيتكَ بالأمس،


-صحيح،نسيت أن أخبرك،عدد المرات الّتي غسلت فيها النار كي أبرد أشواقي قبل المجيء إليك،خوفًا من طيشي،
-ومازلتُ وغدة وجدًا وأكثر اصرارًا على حمل الحمق الطائش.
https://www.youtube.com/watch?v=VJ_YgxBsc_I&list=PLQUYVRUnFWDx0DMqG--Oq6j5OWB1v-hjk

جزء من حاوية









المشهد الأول

صوت المذياع من الخلف يبث نشرة الأخبار.
 المذيع يقرأ تقريرًا اخباريًا مفاده،
"قال الناطق باسم الحكومة ،إن الرئيس غادر البلاد متوجّهًا إلى الولايات المتخمجة بعزيمة وبنيّة دحض المحاولات الشنعاء لدعم الاستيطان في الأراضي المحتلة.

المشهد الثاني.
بائع عربة متجوّل يقف ليس ببعيد عن حاوية زبالة ويدلّل على بضاعته كما تفعل العاهرة،فيقول:"بشيكلين ونص المتعة،والمتعتين بخمسة"على هون على دوي،بشيكلين ونص المتعة،اللي على باله يطفي ناره.
يخرس فجأة حين يسمع جلبة أطفال صغار يخرجون من الحاوية بيد أحدهم رغيف خبز نهشه العفن،يتراشقون الضحكات كمن أدخل كولًا في أم عدوه.
ثم يصرخ مناديًا على أحد الصغار
-يا ولد يا ولد.
فيلبي النداء أصغرهم،ينتصب أمامه كصنم،يسأله البائع:
-ما اسمك ،لماذا لست في مدرستك.؟
-مليش إسم،بس بينادوا علي ابن المزبلة الجديدة،شو يعني مدرسة.؟
يفرك البائع جبينه بسبابته والوسطى ثم يقول:مثل البيت،يجيء إليه الزوار كل زائر يحمل هدية يقدمها للأطفال.
-آه فهمت،يعني مثل بيت أنيسة.؟
-مين أنيسة.؟
-البيت اللي في الحي الثاني بيدخلوه رجال كثير حاملين هدايا ،اشي صاحي واشي نايم بالمقلوب.
- يا ابني هي مش مدرسة هي بيت دعارة.
-بيت دعارة بس صغيرة مش متل دولتنا المعهّرة.
-اسكت،اسكت بلاش يسمعوك.
-يسمعوا شو يعني رح يخسفوني وصير بيوم وزير مثلًا.؟!
-لع،بس ممكن جدًا تصير إمك أنيسة.

المشهد الثالث.
يتبع....





أزمة إبداع.!








نحن العرب كثيرًا ما نصنع من القاذورات إبداعًا، لذا تبدو العديد من اﻷعمال "الابداعية" مجرد عملية تكرير لمادة سبق استخدامها،




http://www.atheer.om/Article/Index/6446
ساحل أسمر الرمال يردّني كبحر يقلّب عليه ماءه موجة موجة،ويرميني إثمًا إثمًا،

الاثنين، 5 مايو 2014

أروى و....



في هذا الوقت تحديدًا أشتهي أغنية أتلهّى بسماعها،أرتّلها وحين أصل نقطة البداية،أستمر إلى أن أصل النقطة التالية،وهكذا حتى تنتهي كل البدايات،وينتهي علوّ الأسوار  والتشيللو يذبح الأماني تحت عتمة الحيطان.
اشتهي الاتكاء على كتف رجل يشاطرني رغيف الحب وحلاوة القُبل.!
أنت غني جدًا حين تمتلك شيئًا ﻻ يمكن شراؤه،وفقير جدًا عندما تملك مالًا ﻻ يمكنه شراء ما ترغب به.

الأحد، 4 مايو 2014

إلى وائل






لما بقينا صامتين تفصلنا طاولة ومسافةٌ قلبية مقهورة،وأنت تعلم ،حتّى سيجارتي لا يمكنني أن أخونك معها،ودونك يكتنفني إحساسٌ جارفٌ بالوحشة والرّعب،




سأتعثّر كثيرًا بديتول يدحرجني إلى صدرك،

أيّها الموشوم بحب يعادل عندي الدنيا بمن فيها وبما عليها،لا طاقة لي عليها بدونك،

ردّني عليك،أحتاجك الآن أكثر.فأكبر اكبر


وحدك وأنت تعلم أنك وحدك لا ثان لك ولا بديل عنك

أحبك وجدا
https://www.youtube.com/watch?v=pYRHXQFfCPk&list=PLQUYVRUnFWDzCw9w6HD5aq8BHycQH-dC9
أن تتحدث العربية ليس يعني ذلك أن تنطق بحروف عربية،إنما أن تتحدّث بأحلام عربيّة وقومية عربية،وبما يرغب في سماعه المواطن العربي تلك هي العربية

السبت، 3 مايو 2014

ليس هناك  شيء اسمه المنطق،تلك خرافة بشريّة مبنيّة على نقطة قدّرها العقل البشريّ للتوقع،وهو ما يمكن للعقل تصوّره وتقديره وتوقع حدوثه فقط.

أروى و...

 أروى و.....

أن أحبه كان أحبه أبدًا،وأن أشتهيه كأن يكون لي الآن ولن يكون غدًا،أن أرغبه كأنها الرّغبة الأخيرة وكأن سأموت غدًا.
https://www.youtube.com/watch?v=3T6sHWfewh4

طيف


طيفه ،لا ينفكّ عن طرح أسئلة عابرة طيلة أوقات احتساء قهوتي الصباحية أو المسائية،و بين الرّشفة والأخرى، وإن رآني شديدة الانشغال بوجه الفنجان اكتفى بحشر بعض العطر الصامت بين نظراته الّتي تسابقني إلى عدّ الصفحات وخنق الوقت بديتول السجن.

الخميس، 1 مايو 2014

أعرفك.!


الحوادث الصغيرة حين تقع محدثة فرقعة خافتة على امتداد حرب يكون لها وقع لؤم لا نفهم أسبابها لكنّنا نستعذبها بلذّة مفخّخة فخ ابتلاع.

في طفولتي عندما كنّا نلعب لعبة الغميضة كنّا في الحقيقة نعرف أماكن الاختباء كلّها،لكننا كذلك كنّا ندّعي  بخبث طفولة أننا لا نعرف كي تستطيل الّلعبة فنتأخر في العودة إلى منازلنا.

كذلك الآن،أعرف أقصر الطرق إليك،كلّ ما عليّ فعله هو أن أدير محرّك سيارتي وأتجه إلى وكر الذّئاب،وإن حاصرتني كلّ البنادق ورشقني حرّاسك بكلّ الرّصاص الممكن أن يخرّم جسدي لن أفارق الحياة قبل أن أطبع قبلة على ظهر كفّ فكّت جديلتي ذات شوق.

أعرف أين أنت،كما أعرف أسماءك جميعها،الّتي تراقبني والّتي تزورني في الأحلام،والّتي تنهرني عن وسادتي مذ خبرتُ الدّفء بين يديك.

ذاك ليس من اخطائي الآثمة،تبًّا لك،
أعرفك،يا رجل يشاطرني الكأس تلو الكأس،ويلتي،فيكَ تورّطت.

https://www.youtube.com/watch?v=i8tRI8l6UKk