الأحد، 27 مايو 2012

بسفلورا





حين يتساقط الحب مثل أوراق الخريف على الطريق،حين تتسلق أشجار البسفلورا حوائط البيوت وتمتد إلى الشارع حتى لتظن للحظة انها تنتوي ابتلاعك كما في أفلام الرّعب،راقب سلوك الشارع وافرض عليه غرامة ضبط الوقت، لسوف تلحظ الأشباح وهم يمسدون بنظراتهم المرعبة أعشاش العصافير ويجمعون التوت الساقط أسفل الشجر،لم يعبِّورا كما لم يعلنوا عن كل ما دار في أذهانهم،بينما يلعنون الشارع في تحسسهم،

حين يغتسل الشارع فتتصاعد من التراب رائحة أول المطر،حين ينفتق الضوء من بين أغصان الشجر،ويغدو الشوق غذاء للطيور الجارحة،حين يدفعك الجهل بالحب وبالبرد إلى زقاق مدلهم يعطّل الوعي،

تأمل الشارع على ضوء مصباح عجوز شاخ وهرم،تهجأ تعابير المصباح وتوقف عند تعابير الشارع قليلا،حينها تزداد الصورة ترددا بغير انقطاع وتعابير وجه الشارع لم تبتر من ذاكرتي،ولسوف تحس إحساسا أقوى بما تقوم به أشجار البسفلورا،ولتعلم أنني حينها والآن أحبك أكثر....

هل عرفت الآن كم أحبك؟
ربما لن تعرف أبدا.

الجمعة، 25 مايو 2012

شوق ..و..عتاب..



شوق ..و..عتاب..
عندما يسقط جواز السفر أخُونني إذ أعاهدُ  نفسي على  الغياب فأخلفُ وعدي ذهابةً  بنفسي أن الغياب جريمة ساقطة،وما هذه الجريمة ولا تلك السقطة إلا من صنعة يدي وجريرة القروي، ولولاي ما كنت مجرمة ولا قاسية ولا ارتكبتُ الغياب،فقد دافعته جهدي حتى عييت بأمره فسقطت بين يديه  سقوط الطفل الصغير بين يدي أبويه وأجدبت المودة بيننا بعدما اخصبت.


سرقَ عفّة الصمت  فأصبحت شحيحة البوح،حزينة الحرف،استثقل المحبرة وأستبطئ مدّ الكحل في جفن  سطر،وأي لذة في عيش لامرأة لا تستطيع أن تلوك حروفها او أن تعطيه شواءً لرجل صحراوي،
 إلا وهي خافضة رأسها مسبلة جفن الرّغبة واضعة خدها على كفّه،ترتعد أوصالها وتذوب في أحشاء كف متهكم يمدّ انتظارا ويجزر شوقا.

الأربعاء، 23 مايو 2012

...... welcome home


...... welcome home

جاءت التعليمات بتوصيات تشير إلى ضرورة رفع وتيرة الصراع الذاتي حتى تطور تجربتك النضالية.

تعبر رأسك الأجوف مفارقات كثيرة في ثانية واحدة من الزمن الغابر،كل ما عليك فعله التقاطها ووضعها في علبة أو كيس حافظ يمنع عنها دخول الهواء حتى لا يتسبب في أكسدة المحتوى،ثم وضعها في ثلاجة بدرجة تبريد ألف ميل تحت الصّفر.

لا مجال للمقارنة مابين البقاء والرحيل،لا توجد فسحة تحمل وجه المقارنة،لا مجال محال.
مللتُ النهوض بعد كل انكسار ،مللتُ شرب الارتباك مع قهوة معتّقة ببديهيات الغياب،مللتُ، فلن أتفق ولو كان الإتفاق مع ذاتي بأن أكبر دافع للرحيل هو الطريق إلى النهوض،أنظر إلى أسباب الرّجوع إنها تتسربل دون عناء مثل خيوط الضوء.

قلت باقتضاب شديد ولم أتخلّص بعد من انزعاجي ...... welcome home



الأحد، 20 مايو 2012

نهاية ما انتهت !






إن الساعات الخشبية  المصلوبة بالجدار تثير جنوني فإما أن تنزلها أو فلينسف الجدار نسفا.
هاهي ذي سنون تمرّ ومازال يقطن في أقصى اليسار مستسلما لحزن مرضه الذي ليس إلا جنون انصهار لِاستبقاء المودّة،لا يلوي على شيء كلما وجد نبضة قلّبها ونظر إليها مباشرة ثم الصقها بصدره العاري مثل أم ترضع طفلها.

إن هذا أعذب استبقاء وأعذب انتظار أشبه بموسيقى ترافق يوما جميلا في حياتك ثم لاحقا تتحول إلى حافز مستفز للذاكرة تتمخض عنه صور قديمة تذكرك بتلك الأيام فتؤلمك أكثر،ولأن الذكرى التي لا تؤلمنا حين نتذكرها لا تساو قيمة التّذكر والوقت الذي ننفقه في سبيلها،فلترافقنا أكثر الأغنيات إيلاما،لأنني لا أريد لنفسي من بعدك راحة بال،وليست لدي رغبة في تعبئة الذاكرة بلقاءات عابرة.
تلفّت يمينا وشمالا لعلك تخرج مني إذا وجدت ياقة أو ربطة عنق لقاء أنيقة فكّها وفكّ أزرار الذكرى ثم أخرج من صدرها وأوصده خلفك جيدا،إذا دخل الدخلاء من بعدك أتلفوا كل الأماكن.

ولنحفر لنا تمثالا  في قلب جبل صخري،ولنجعله مزارا إذا مرّ العشاق به قالوا :من هنا عبروا الأولين،هنا تقاطرت اللقاءات الحزينة المتأخرة المبتورة،هنا استيقظت الساعة وما نامت،هنا بدأت نهاية وما انتهت.




كان لك في ذمتي موعد وها قد أديت الأمانة فهلا تركتني وشأني أصلح ما أفسدت  لتنبت أرضي عشبا أخضرا،فحقولي منذ مات جدي لا تنبت إلا عشبا أصفرا وأنت جئت أفسدتَ التربة.

إن عدت ذات يوم في ظلام المدينة الدامس سوف تجد امرأة كانت تشبهني،فابتكر لك عطرا جديدا وسر في شوارعها بخطى حذرة صغيرة في وجل حتى إذا ما تعثّرت بدمي لا تسقطك أرض انتحاري ولا ينتقم لي دمي.

السبت، 19 مايو 2012

قدّيسي!!!



قديسي المنتصب بقامته عاليا متسنّما مكانته لدي مثل سحابة تسنّمت قمم الجبال،زرّر أكمال الذكرى علقها على مشجب في سكون الصمت الجنوني ورحل.
تصل إلى مسامعي موسيقى آتية من شرفات البحر البعيدة مرافقة صوته" أين أنت يا دفئ حيفا..مؤلم هو الشوق أكثر مما كنت أتصور..كأني أتوق إلى ضمك ...تأخر ردك و آمل أن تكوني بخير ."

هبط الغسق سريعا،فهرعت الذكريات إلى مآويها قبل أن ينتشر عطره في ظلام الليل ليزداد الليل وحشة فتضمر الأحلام منها خوفا.
ظلّ الخوف يكمم أفواه اشتهائنا إلى حين لم يعد بمقدورنا السيطرة عليه،وها هي تفتح من تلقاء نفسها تبلل بريقها لحى الصباحات الدافئة،وها صار حجم الصراع بيننا أضخم وأكبر، حين لا تعانق يديه شيئا كما تعانق عينيه المسافة بيننا،يتهامسن دقيقة دقيقتين،يسكبن العطر فوق الجرح ويعُدن هاربات إلى عمق الوجه خوفا من احتراق.


كم مرة عليّ أن أرسل إليك بطاقات الدعوة المنمّقة .
هكذا أرغب فيك أن تكون،بكامل نزعتك الرجولية بجودة عالية،تماما مثل لفافة تبغ فاخرة يرافقك عطرك كما ترافق نكهة الهال قهوة صباحية رافقت لفافة تّبغ،نعم هكذا أشتهيك أكثر حين أرى اشتهاء النساء لك ينفجّر من عيونهن وتكاد كل واحدة منهن تقطّع أصابعها،تبا لهنّ إن لم يفعلن،وتبا لك إن لم تقترف غواية النظر لتؤول كل الوقائع ضد امتناعي.
مثل درّاقة أينعت،قضمة واحدة كافية لتفجّر ينابيع عسل الجليل كله على لساني.
هنالك قُبل تطبع وقُبل تحفر،وقُبل تنحت،وحده فنّ النحت من يستحق أن نهبه الشفاه هدية جزيةً بما صنع.

نجتاز أفنية الطرقات بخطى متأهبة في جو مهيب،نعبر الوحدة تلو الوحدة نلوك الساعات الهاربة نحو العدم،والوعد قصم عقْرَبَ الدقيقة الشاردة.
 تنبجس  الأشباح من الضباب  فجأة وتغيب فيه،فأوقِد لي قنديل البحر أنيسا يؤسس ويؤنس طاولة انتظاري قبالة شاطئ جحظ العينين وفغر فاه،طال وقوفي يا عمر،أيها الصدى شقّ أسماعي أستقبل منه همس الأطفال الصغار،
مدلّلي انهض،انهض أيها الغجري،باعد ذراعيك وخذني إليك أخذة رابية زاخرة بمطر هادئ ،اصعد بي تارة وأهبط أخرى،أثقلني بظلالك التصق بي التصاق الجليد بالصخر وأترك مساحة للضوء، للضوء فقط.
هأنذا ..هأنذا أفعل.....هأنذا أفعل...
الثمرة الجيدة هي آخر ثمرة على الشجرة.

الجمعة، 18 مايو 2012

هذان وجهان،وجه مفتون وآخر تصنّع الافتتان.



إذا لم يكن الهدف حاملا محمولا كليا فأي الأبعاد نضع نصب اعيننا،وأي المقاصد نعدو خلفها؟

متى نتمم الحجة على المقصرين الذين ولوا هربا،ومتى نكمل رسم المنهج الثقافي الوطني؟

يقول البعض إن الثقافة أمر والسياسية أمر آخر مختلف تماما عن الثقافة ولايجوز طرح مشروع ثقافي والتطرق من خلالها لنقاط تمت للسياسة بأي صلة.

ولكن كيف تخوض حوارا سياسيا وأنت لست مثقفا سياسيا ولا تفقه لغة السياسة ومفرداتها وألاعيبها؟ ثم كيف تخوض نقاشا ثقافيا يعالج مشكلات اجتماعية دون التطرق إلى الجانب السياسي والذي له التأثير الكبير على حياة الفرد في ذلك المجتمع؟

مش خارطة مشطي، مش عابرة مخي يا جماعة.







هذان وجهان،وجه مفتون وآخر تصنّع الافتتان.

هل يتذكر أحدكم كيفية افتتاحية لوحة؟ حين يماط الستار عن الرسم وفجأة ترى الجميع واقفين مشدوهين ذاهلين من هول ما رأوا؟ هكذا بالضبط،يبتلع الريق،تفتح الأفواه يد على الصدر وشهقة مكتومة الصوت.

من الطبيعي جداً أن نرى ما سبق ذكره،وليس من الطبيعي أن يرى أي منكم ما وراء الوجوه الواقفة ووجه اللوحة الكاشف عن سر ذهول الواقفين،وحدها اللوحة من يعلم سر ذاك الذهول،وحدها تغربل وتحفظ وجوه المذهولين افتتانا أو تصنّعا يسرقون عفّتها فتصبح ذليلة النفس حزينة اللون.







منذ 9 ساعات
أنت مدعو"ة"ل
مهرجان القدس لافتتاح أطول مائدة غذاء طبيعي وعضوي والذي سيدخل في كتاب غينيس
26 مايو، 2012
04:00 مساءً
ساحة ملعب المطران/القدس.
.........نهاية الاقتباس...................................

صام السجناء مدة تفوق خيال المنطق والمعقول وعلم الطب من حيث أغلقوا باب الشهيّة ومادخلوا موسوعة غينيس للأمعاء الخاوية،وعليه قررنا صناعة أطول مائدة لنلج الموسوعة بأمعاء مملوءة من حيث فتح الشهيّة وملء البطن بالطين.

كانت جدتي تقول :"أقرب الطرق إلى قلب الرجل بطنه"الله يرحمك يا ستي،لو علمتِ إنها أقرب الطرق إلى النصر والعالمية ونيل مراتب الشرف والكرامة.

يا ستي - ريم بنا grandma - rim banna

الخميس، 17 مايو 2012

وطن من الحلوى!!


وطن مصنوع من الحلوى الطريقة الوحيدة للتأكد من حلاوته هي قضم قضمة مضغها ثم الهضم،لكني أحذركم وأخشى عليكم من الأكل حد الشبع،فخُمس لك وخُمس للهواء وخُمس للماء وخُمس للتراب وخُمس للرّب.

تدثّر أيها الصنم بلحاف الخوف واعلن للملأ الهزيمة،وليردّد من القاع الشعب القابع تحت طبقة تيارات البؤس والفسق وبلادة التكرار الشعارات القومية والثورية والوطنية العبقرية ،تلك هي حرفة الضعفاء،إذا سقط الصوت قالوا له تدبّر أمرك بنفسك،إما أن تجري عليك لعنة ساحرة تحولك إلى خروف يرع خلف قطيع التيار أو إلى مقعد تحت الطبقة،وواظب على ترديد الشعارات مـــــاع مــــــــــاع مــــــــــــــع.

لا وقت لديّ للمثابرة والنحيب سآخذ إلاهي وأضم وطني إليّ ونرحل بعيدا،فأنا لا أحب شركاء المعابد كما أكره أن تمنح فرصة لفاسق أن يُقَبِّلَ ذراع حلم صغير يتهدج بتلاوة آيات الشجب والتنديد.

"
اللهم اجعلني خيرًا مما يظن الظانُّون، واغفر لي مالا يعلمون، ولا تؤاخذني بما يقولون"

كثّر خيرك يا وطن رغم كل القصم والقضم والمضغ باقٍ على ما أنت عليه،كثّر خيرك،مسرى الرسول أكلوه يا جدي أكلوه،فلنجعل لنا إله نأكله كما صنعنا وطنا من الحلوى وأكلناه.

هكذا تصنع قهوة الحمقى.

الجمعة، 11 مايو 2012

خربشة






إن الإنتماء الواقعي إليه ضيّق والبعد الوطني فيه عطاء بربري النزعة،فإذا بلغا العطاء والإنتماء منك مبلغا،وإذا انفقت كل الكلمات،لتجد أن وراء ما هدرت من أجله كل الحروف ضربا من فوضى عبثية وجنون،حينها مارس الصمت احتراما للذات فإن في الصمت قداسة.




أشعر بالأسى لكثرة ما حاولت افهامهم بأن لا جدوى من محاولة منعي من عطف إليه،وكأني أضمر لي حزنا حين أرى القردة تقفز فوق كل سطر.




أيها الغريب عن أرض لا تعترف بخطى سادر لا يهمه إلا ما في حدود غيّه،إذا أصبحت فجأة مؤمنا أفرك أنفك بالتراب وتمرّغ فيه،وجد لك فتوى تخرجك من الزمن العاقل إلى طهارة الجنون.
كلما خرج مناد ينادي كلٌ ذهب إلى حال ما يرنو إليه.

لا أدري لماذا نتجاهل دائماً بأن الحقيقة في النهاية هي التي سوف تجلس معنا إلى المائدة لتحدد القرار النهائي.
نسرف العمر ونحن نحاور الأوهام والأكاذيب والمراوغات،ثم في النهاية ننتظر الحقيقة فتصل متأخرة غالبا لتسطر نهاية كل شيء حتى تقع الحقيقة الواقعة علينا أو نسقط عليها،فنجدها ليست بتلك المعضلة التي كانت بالبال قبل وقوعها .

إذا مضت الحقيقة وانقطع دابر التكهنات لا هدف لنا سوى عيش الواقع الذي خلّفته الحقيقة ومضت.

الثلاثاء، 8 مايو 2012

مذأبة!




أكثر ما أخشاه أن يصبح جسدي ذاكرة مثل عيدان الجبائر تشدّ عليه لتجبره على الاستواء.

إنه الإنكسار،أي ردٍّ عليه أو عوضه لن يردّ عليه ما ذهب منه،وإن ثبات القلوب على ما فطرت عليه شقاء،فثبّت عقلك المعاصر واللاحق على الأشياء التي سوف تقود الأمة إلى علياء.

روجوا تلك الشائعات والخرافات للتقليل من شأن العبير،أفكار مغلّفة جاهزة للاستهلاك الخارجي،مثل منتج لترطيب البشرة فعّال إلى أن يطأه الماء.

قم قم توضأ،وامسح عن ظهرك آثار أظافري،جرب أن تزيل أحمر الشفاه عن ياقة قميصك يا خطيئتي اللذيذة،إن ذكرياتنا جعلت لتطهرنا تارة وتارة أخرى تثيرنا.

أبيت بارتجاف هستيري من أحمق طائش يراني،ومن حيث لا أراه يخرق جدار الليل، يباغتني في الحلم ليروي ظمأ النعاس.
ألم تتعلم يا رفيقي أن الأحلام ما هي إلا فراغ هادئ يفصل مذبحة عن ملحمة ليوصل بعد ذلك القطب بالقطب والدّم بالدّم،وننتهي بألف كفن محمول على أكتاف الأحلام التي نجت بأعجوبة من مذبحة،بحثا عن منتهى،وإذا خبطت ظلماء الحلم أفضت بنا إلى مكروه الواقع الحقيقي.

لماذا تصمت كصنم،ألم أقل أنّ للصمت بقية؟أكمل...

مَرَّ من هنا على حد سكين كادت تقطع حبل الوصل من الوريد إلى الوريد لولا أن رأى برهان قلبي لأصرف عنه الحزن والأسى إنه حبيبي الوحيد،لمّا جاءه رسول مني قال :"إرجع إلي فإن الأرض واقفة كأنما الأرض فرّت من ثوانيها".

تأكل المدينة قلبي ،تتسع مساحة الرمال فيها فتقتل السكينة فينا،
ثلاثة كنا سكرنا وصدق النصف.
سنين عمر مطوية في صندوق أحكم ربطه بخيط أمل حد الوجع،فيه هلع وعربدة مواعيد مؤجلة،أصابه الطحلب.
استحضرت صعلكاتي وحماقاتي خصوما للنصيحة إذا ما ارتميت فوق صدرك العاري إلا من
سافرتَ بي إلى طيّات عطرك تراودني عن نفسي فأنساق وراءك أمزق الأستار،أخترق كل جدار علني أصل إلى قرار أعماقك،غير أنك وبعد جهد كبير فتحت الصندوق حاملا بين طيات ذاكرتك شظايا،مافتئت تنغل في الرأس ليل نهار لتجدني هناك.

ما وجدتُ في صندوقك إلا درراً كعين النبع الوحيد، لم أجد إلا تراتيل من أحمق تداعت الكلمات بين يديه،كلي منساق إليه كــسيمفونية تعزفها القلوب لايعرفها إلا الراسخون في البؤس والحاملون لجين التعاسة على امتداد أرض مذأبة،كيف لك أن تحاول بعد أن هجرت أرض الذئبة،تاركا لي صورة أنيقة بلون الفقد لتذهب بحثا عن خيبة أخرى تضاف لقائمة الإنكسار،كيف يا أنت تبحث عن قبر بعدما كفّنت الوطن.

فقؤوا أعيننا فكيف أكافئهم؟!وكيف لا أخشى الصحو إن أنا أيقنت رحيلك!
لعلّ الصعوبة لن تكون في ايجاد البديل،بل في البحث عن شبيهك.