الأربعاء، 30 نوفمبر 2011

تراتيل !!



اللوحة لـــ     zaid Alobayde


شاخ الفرح  يا شيخي و ما أنِفنا انتظاره نغتسل بالفراق ، نمني النفس أن غدا لنا موعدا لن نخلفه و إن تبلى السرائر و تكثر الأنصاب ،  و إن يسألونك عن الشوق قل هو أذى لكم  فيه منافع للمحبين و أذاه أكبر ،و لسوف نكتبه بيننا  و نُشهِدُ علينا أحدا  ، و حين  تأمن  إليّ ردَّ لي ما ائتمنتَ عليه ،  

هل حدث لك أن مشيت في طريق و كان الدرب يسبقك..؟ هكذا السير في أول الخطو   نحو عتبة اللقاء، هكذا تسبقنا الفرحة إلى حيث الموعد متأنقة ، حين نصل فقط ندرك أن أحدهم وشى بنا للأماكن ، و الحقيقة هي فرحتنا ليس غيرها ، هي التي تغوينا ، كل يوم في حلة و كل آن تقلبنا و تسقطنا في شأن ،

 راقبه ليل نهار بدقة لا مزيد عليها ، و في نهاية اليوم  الألف بعد نهاية القرن  أعِد مركبك  للرحيل ،و لتعلم  انه ليس بإمكان احدنا الوقوف على بينة تساعدنا في بحثنا ، و مع ذلك فقد كنت واثقة تمام الثقة بأن المركب كان قد حفظ تضاريس الطريق ، حمّلَ الحجارة المهرّبة كــالعادة ...و اغرق في قيعان دمي و أمعن في الغرق حتى بدايات التاريخ ،

 أخبرني ، هل تصدق أن بإمكان الفرد أن يمارس الحب حد الجنون بـــ ودرة ، بأجنحة وهمية بصبابة و غرام تشجي  أعذب الأنغام  ، نغم يذكرك بأوائل الأشياء ،  حين  تعشق الورود حتما سوف تحترف عشق امرأة ،و تدفن وجهك بين يديها  منصتا إلى صوت أثار فيك كل كوامن الغرام ، ضربا من أثقال جأش لا  تتضعضع  شجاعته أمام الذعر و الهلع ، و لئلا تخشى منه الخوف اقبض على عنقها و أضغط بكل ما أوتيت من قوة حتى آخر قرع للساعة ، تنفسها حتى آخر الهواء،

لطفا بهذه اللحظات و ما فيها ،   حتام عليها أن تفضي إليك بكل عبيرها و أفصح لي بما أكشف عن النوى المسهد ،و  أرجوك لا تكونن رجلا دهينا بالكاد يُرى  ، حيثما الفرح كن كــ لهيب السياط أوقظ كل المواسم  كمن يوقظ النائم للصلاة ، و أجعل لها حِرزا على مقاسها  يقيها شر السحرة ،  إذ ذاك سوف تقابلني فَأَفْهِمْكَ أنني دفعتُ بي إليك  بطيب خاطر ،


إياك أن  تفزع الفرح المتضام بعضه إلى بعض كأنما لؤلؤ مرصوف كما زهرة الأوركيد ،  أرأب شروخ الناي كاد عزفه يفصلني عني ، و اقطع بحد  السيف دابر الخوف فاحشة كانت آلامه ، فإن من الغباء أن تقول و لا تستمع إلى أقوالك المصقولة في آذان الغير ، لتعلم حينها إن كنت قد قلت الصدق أم دون أدنى من ذلك ، اترك لي أثرا يؤثر في نفس الناظرين تأثيرا  لائقا بمن توجته و نقشته نقشا بديعا على قلبي ، و تذكر ، ليست المأساة مقدّرة علينا ، إنما لنا من الفرح حصة و إن لم تلحظ زورقه ، أعلم أن ستكون في القلب غصة على من فارق و ليس بمقدورهم أن يكونوا معنا لكني واثقة تماما أنهم في الجوار  يجتهدون الفرح من أجلنا ،   
                          
تُزاحمني في ساعات الملل ، و تترك مساحة للتحرّش ينفقها البرد ، كما لو كان قطا مشردا يصدح مواءه في أزقة الليل مثيرا للرعب ، كذا البرد يُقرِّص أطرافي،  يذكرني كم أنا بحاجة إليك ، لا تنهره ، دعه يستعيد وجه المغامرة الطائشة لئلا يمر مرورا عابرا ، يا شوق كن بردا و سلاما على روحه العابرة على المدى ،

مثلنا يشعر بصقيع الرصاصة ولا يدرك إحراقها لمواطن الصقيع ، ليت مدامعي و منازعني  و مباسمي تمهد أرض اللقاء  ، و ليت بمقدوري أن أشيع أحزانك إلى مثواها الأخير.. ليت باستطاعتي أن أمد أذرعي نحوك ... ليتني ....


شيخي ، هل تعلم أنك الشاهد الوحيد ....؟ أرجوك لا تمت و انتظرني قليلا  ،  أعلم أنك لا تركن إلى النصح  ، مثلك أشبهك لا أرضى بــ أنصاف الذاكرة المطهَّرة ، ولا أقْبَلُ بأنصاف التوابين ، كما لم أبقِ ذرة في قلبي إلا و استهلكت  لعلَّهم يتذكرون ،
شيخي ، أما زال   السرير المعلق بسقف الأوضة العتيقة أمازال الطلاء البرتقالي يغطيه ... انتظرني قليلا ، يوما ما ... بقي بحوزتي حفنة ذكريات و رزمة مواعيد ، و لن يؤكد أقوالي إلا أنت ..




السبت، 26 نوفمبر 2011

ترف !!




أخبرني ، كم سيمرُّ  علينا من الوقت قبل أن ننكر سبعين ألف عام من الصقيع ....                                                غير أن للحب هذه المرة وجه الدروب ، شكل آخر و أسى لسوف ننفقه على أعتاب المحطات ، و نجوب الحزن ذهابا و إيابا نستجديها أن أخبرينا على أيّ الأقدار سوف يرسو تلاقينا ...فتجيب في خبث و لؤم رهيب : أليس الفراق يخرج لهيب الشوق ، كما النار إن أخرجت خبث الحديد ..؟!!


ترف امرأة تظهره في أشياء كثيرة  - أناقة قلب - أناقة همس - أناقة التغني و مراقصة المطر - أناقة الهندام - و أشياء أخرى ، لكن من لا تجيد لمس تقاطر المطر كأن يكون حبيبات ندى أو أثر عطر فإنها لن تكون أنثى بالكامل ، فـــ للأنوثة ثقافة بعضها بالفطرة و الكثير منها ثقافة تكتسب ، كذلك الرجل إن لم ينتقِ مفرداته بعناية فائقة  حين تكون محدّثته امرأة فإنه يفتقر لجزء كبير من الرجولة و بالتالي يغتال أنوثة .

أخبرني ، هل جربتَ الموت تحت سياط التعذيب و هل غفوتَ  على وسائد دلال الأنوثة  بعد أن قبَّلتك ألف قبلة حارة ، و الخوف و التعذيب سعيدين  هادئين يتجاذبان أطرافك بكل هدوء ،   و هل عشت حالات البدون .؟
بدون بطاقة ، بدون ذاكرة للهمس  ، بدون مأوى من سلطوية الشبق ، بدون قصة حب عظيم ، و هل جربت الرقص ترفا  على أطراف أصابعك العارية تماما كأنما ترقص بخطى رشيقة خفيفة فوق مسرح من الإسفنج تحت المطر ..

راقصني و أشعل حريق المدفئة  ، رافق عزف الطريق و أرقب الخطو   خطوة بـــــ  خطوة و إياك أن تفلت منك ساقي ،علي أبصر فيك  طائري الهزار و تقرأ فيّ جنونك ،  فتستفيق و يفسق البرزخ  ، كي نفقد الحاجة في البحث عن وطن و هوية ، فمن عندي قلبك  موطني و  عينيك توثيقي ،  ....


لا تبالي بما يسقط تحت نظراتك إن حياة البدون لا توثق ، لأنك في الأصل لا تُرى و عليه كل فعل لك قُيّدَ ضد مجهول ، لا تفكر في الاقتراب من منطقة  تمكنك من التلصص و التلوث معا ، حافظ على منطقة حيادية ما بينك و بين الترف المجنون المتخم بالوجع فلا تنال منك أنيابه ، إن هذا العمر الحافي منضدة للنعاس فحسبك النوم خارج حدود الغار ، 
أزح عني ما تكدس من تعب ،  أتبين عجزي و أنا أعلم تماما أنك ترى ما أخبئ  تحت وجهي ،و اقطف  من روضِ الخمائل  ما شئت فلّ و ياسمين ، كم يشبهك هذا المغامر الثائر الطائش المتهيئ المتهيب  لعرضك  ،

أخبرني  ، هل من السخافة إن شعرنا بالبهجة لسماع اعترافات أحد  ..و هل بالإمكان فك رموز الصمت و كسر جبروت الخوف ...


أعترف لك لتأكدي أنك لستَ أمامي  الآن و لستُ أدري متى تقرأ اعترافي ، أني ثملة من أشياء كثيرة أحبها أزكمتني فليتك تثمل ولو  بشيء واحد ، عميق ، قوي ...  حين تثمل بمثل ثمالتي  لن يستطيع الاحتمال إيذاءك  بعد الآن ،   إن عرجت علي ذات يوم  لا تنسى إحضار  أزهاري ، و حيث تصل لا تجثو حائرا عند ارتعاش أوصالي في تلك اللحظة القائظة الفاصلة بين الشيئين ، جنوني و قمة التعقل ، هكذا العمر يسلبنا صلابة الشموخ  و يجعلنا مسرحا للمآسي  بوحشة قاتلة تكوي شغاف القلب ،

أخبرني ، هل مررت بالزقاق ، هل ملأتك نتانة الحيطان الملوثة و رائحة الخمور من بقية مشروب رخيص تركه احد المتسولين حبا في الليل السحيق .. هل وخزك وجع الجدار من كثرة ما مر به من عشاق الهوى المحظور في الليالي الظلماء ...


تَبَسّم في وجهي طويلا كي أطمئن إلى نفسي ، تبا لي في كل نوبة حنين عتيق أغرق استحقاقا في  نظراتك تلك المتحرِّشة المتكاتفة  الحريصة على توفير كل ما يسقطني و المطر ،  ويح قلبي صرتما كربلاء في أحشائي تقاتلون  ، و ( الصبوحة لي تغني : آه يا أسمر اللون حياتي الأسماراني  ، قلبي برجوعك موعود و مش عم تقدر تنساني ،  إلا عيونك ما استحليت و إلا بوردك ما تغنيت ،ولا تصدق غيرك حبيت عهدك أغلى الأماني )  .

صاغرا  مثل وجع الــيتم في يتم  الحزن  الأخير و ها أنتَ  تُعلنها جهارا  هزيمة  نكراء ،  لن تسمع دوي السقوط ،   

أنِفَت قبائل الترف  أن تقبل بما تتيحه لها لِتطمئن الصبحُ فيأتي و يقنص غزال البريّة الشارد  قرب السَّواقي ،





قيَّظني وجع عذابات التكهُّن بعد أن قايضني بغصص العمر و  أعتَشَّ الجراح ،
أخبرني أشر  أردتَ  بي  أم  أردتَ بي فرقدا ...

الخميس، 24 نوفمبر 2011

خبايا قميص -2 إلى رجل من الصحراء ، !!


اللوحة لصحراء الجزائر 


خبايا قميص -2 إلى رجل من الصحراء  ، !!
 مازال في البعضين بقية ما تزال تغوص لتخرج الصخرة و تنقش نقوشا أزلية ، إن الوعود من الأرك كالنقش فوق سطح الماء ،  لا تجعل زخرف الأمنيات هشيما ، تراتيلك كما تراتيل الأطفال فيها ما فيها من البراءة و ترف الليل ،و الحب وحده غير كاف كي يغري بالبقاء ، لكن أن تجعل من المحبة سببا كافيا للوفاء فإنك تجعله بالفعل سببا للبقاء ،

فقط لو يجيء ...
لأن مواسم الهجر صامتة كـــــــ صمتِ المغيب ،
ولأن لا شيء معبأ بكل الاحتمالات مثله ،
آلامه كاسدة ولا تجد من يشتريها سوى المعدمين ،
لا أريد أن يُعدم !!

نسيتَ أنه من المفروض أن نكون حبيباً و حبيبة دون أن تهتم بمن يرانا قطعنا المسافات القليلة بيننا بسرعة ولففنا أذرعنا حول الأعناق ،
أطبقت ذراعانا حولنا لحظة و ضممناها إلينا بقوة ذهبية  أثارتها و أخافتها معاً ، حتى اللحظة منكَ تهابُ ،
أي ارتباك يصيب رقّاص الساعة حين تنحني لتضع  لمساتك الأخيرة على وسادتي ، أو لتغلق سحّاب فستاني ..تلتصق بي ثم تدفعني إلى ارتباكي ، فأدرك أنك لستَ من النوع المستغل للفرص  إنما تجيد إشعالي في إتقان و سيطرة ،     مدهش ، كم أحس بالارتفاع  حينما تنظر إليّ كأني أنثى من إرث بابلي فَتُريَني كيف يبدو العالم من نقطة ارتفاعك ، و  أتساءل ، لمَ لا تمكث مزيدا من الوقت للرقص في أوردتي ، أو أن توصلني حد الموت أو أن تتركني على شفا قبلة .؟      لا تصلبني على جدار الليل كــ قطعة حجرية من القمر ، تغادرني ثم تجيء كمن يمرن ساقيه على السير حتى آخر الجدار البحري  الذي يطوق قبائل عشقي ،

أنا لا أريد أن أفيق كي لا أكره  المدن الحالمة ،
و كي لا تغادر قبائل النجوم سمائي ،
تلك التي تهبني الرغيف المخبوز بدقيق اللّذة ،
في حين أن البعض يشكو من وجع لعين ،
إن الوجع شاسع حيث ريح  النكيباء  تقع ،
فإن كنت  تعقل لا تقربنّي رأفة بحالي ،

سوف أنتزع الآن لفافة التبغ و أرتشف قهوتي بلذّة شديدة القسوة وبنهم  ..... أوه خانتني كلماتي ولكن وجهي توهج ، تستحق دزينة قُبل ، فأنت مثل العطر الأكدي تبقي أثرا يبقى عالقا بأردان الليل المخملي ، و يمنحني فرصا عديدة كي أكتشف حواسي الغيبية  ولا يجعلني ناضجة فحسب إنما كــغابات  كستنائية ،

أخبرني ، هل ترغب بالسير حتى آخر ممراتي  إلى أن أصنع القهوة .؟ و هل تفكر بنصب شباك لي على الدوام .؟  أخبرني فإني ما عدت أعرف إن كنت ترغب ،  فأنا مثل الانكسار  مرهونة  بين يديك ،  أرجوك لا تقلق  بهذا الشأن ، فهذا لا يمنعني من الإحساس بأن من لا يُظهر خيبة أمله لعدم تحقيق الرغبة هو عاشق بحّار ،
 
-  سأسابق الزمن .. أعدك .. أتوق إلى قهوة : من يديك

إليك .. تفضل  أول فنجان  و الثاني لك أما الثالث فهو لثالثنا ، وها قطعة إضافية من الشكولاتة  ..أما السيجارة فحال تنتهي من احتساء أول فنجان أكون قد أبقيت لك آخر نفس...

من يراقب النبض إذا غفا ثالثنا ؟
لا يغفو و إن بدا لنا  ...

لأنّا من سنوات اللهب ،فأنا أيضا لم أشترِ  لي يوما مظلة ، ربما لدينا رغبة في الإفراط بتناول جرعات الألم الشديد ، لم تجب عن سؤالي ، سأتصور أنك مشيت ، هل حجارة شوارعها مرصوفة مثل حصى الشاطئ ، هل تلبسها الحيطان كما يلبس جسد نحيل ثوبا فضفاضا ،وهل يترامى فيها الحب كما ترامى الوجع ....

لا تسل لمَ اقتحمت عليك خلوة الشرود ،فأنا لا أعرف و ليست لدي إجابة مقنعة ، لكن اطمئن لم أغتصب أية لحظة طاهرة و لم أعتدِ  على الجنون إنما وددتُ لو أملك الجرأة فأفعل به ما يحلو لحمقاء مثلي فعله ،
لا تخشَ  الوجوه المضمرة المريضة ، ففي كل نوبة حنين ممزقة  أتأرجح ما بين القلق و ما بين طيفك المخملي ،
لا تبقى في حيرة من أمرك ما بين إرث الصحراء و الأرياف ، ففي الذاكرة  التقاطات جديدة للشوارع ونمط بدا يتشكل ، عليك أن  تبتعد عن مثوى الضمائر و تنسى أمر الجيوش الملاح ،و لا تعتكفن حزنا لموت أحدهم ، و أفتعل العجز عن سماع العزف ، هكذا فقط نحمي قلوبنا من التعرض لنوبة قهر مفرطة و ننال قلبا مطمئنا...

لا أدري أَظنّك بحاجة لتسمع  مني هذه العبارات  :


تصبح على فرح و مرح ، و عطر و أمنيات و قوافل من الزهر ، تصبح على حفنة أشواق و رزمة أحداق هدها السهر ، تصبح على رمق ليس أخير للمحبة ، تصبح على غابات حنين و ساحل لم يهجره المحبين ، تصبح على قسيمة مخالفة للمطر ، تصبح على أشياء كثيرة  ، كثيرة من الجنة ،
و قبل أن تغفو  امنحكَ فرصة لاكتشاف حواسك المهمشة  فما زال  في الليل رمق ،

الثلاثاء، 22 نوفمبر 2011

خبايا قميص !!


خبايا قميص

 كلامك  السائغ  لا يبرئك من خطيئة السقوط ، إنما يبرئك من الخطيئة شوق المطر للتراب ،
قال : لا يبرئك من الخطيئة وحسب وإنما يروي الأشياء الضمآى  بين خبايا الحروف والقميص .

تتجلى المآسي حين ترجح كفة  دون أخرى و لطالما رجحت واحدة دون  الأخرى ، فإن كان ثمة حلم فإني أخشى عليك منه  طالما الأمر تعلق بي ،
كانت تُغدقُ عليَّ بالحنان كأم يرفرف قلبها لطفلها الرضيع ، وتمنحني عنب النبيذ و مساحات عشب وزهرات تمتد من عينيها إلى قلبي ، وتقول:هاكَ قلبي ثمل بالحب خامره الشوق إليك فرفقا بي سيّد عمري ,كاد ينال مني الظمأ ،.

هو من أعار الكلمات للصمت ، هو من التحف البرودة كي لا يزيدها تعلقا به ،
هو من توضأ بمائها و أنكر عليها أن تكون أمْ ، بحجة أنه لا يريد أن يستعير الجبن، تبرئ الحب من هذا الإدعاء في كثير من المحافل ،، و أبى كسحابة أبت أن تجود بمائها ، هو من دس الشجاعة و الرجولة في جيبه و تأنق بثوب المنفى.

 أرسلتُ إليه  : لم أشأ أن أغيب عنك ،  ليس لضعفي أمامك إنما لأنك عراقي الدم و كلما تذكرت أنك عراقي عشقتك أكثر ، وكلما تذكرت أنك من أرض النخيل عصفت بي ريح الشوق فهدتني و قادني الحنين إليك، لأتوضأ بمثالية دجلة و أتعمد بالبريق الخرافي للفرات ، فأنا نصفي يحبك و نصفي الآخر يعشق العراق ، .



عقارب الساعة تلدغ أوقاتي يا رفيقي ، و الذكريات الحزينة ما أقساها ، إنّها لا تتغبّر و لا تصاب حتى بالتسوّس ، هي المعافات دوما و السليمة دوما ، و نحن البرابرة و الحمقى و المعطّلون دوما ، نحن من جعلنا من أنفسنا محطة قطار يستريح فيها العابرون مما أصاب أفكارنا بالثرثرة  ، و الخرس الاختياري أصاب النظر بالذهول ، فضاقت ذرعاً بنا العيون ، حتى الصمت صار يثرثر بصوتٍ مسموع ، 


كم تمنيت لو أني تخلصت من الإعتقاد بوجوب البحث عن المختفي من الإشارات  و ما يحاول الجميع اخفاءه في صندوق الأسرة و تحت الشراشف الملونة بألوان إن دلت على شيء فانها تدل على سوء الذائقة ، وكم تمنيت أن أكتب على جبين الياسمينة حكاية الطفولة ،و أن أغزو كل الميادين بجنون ... بيقين ...  بثورة عتاب ،

إن الألم الشديد يقتل أجمل الأشياء ، قد يبقي أثرا لكنه بلا خلايا حسّية ، حتى رأسي أصبح ثقيلا ، ماعدت أستطيع أن أضعك فيه ، أفكر بأن أضعك في أحد  الصناديق و أحتفظ بك هناك في القبو بعيدا عن أفكاري ، 


يا عزيزي اني ممن يتقنون مضغ الوجع قبل الإعدام بساعات ، لذا لا تحدثني عن الأمس فقد نسيت كله ، الم أخبرك بأن العيد لن يأتي لأن الوجع بالغ الفقد وقد سبق و تغيب ذات وعي فكيف يأتي في غاية الفقد ..


صارتَ كــعجوز طاعن في السن بجسده النحيل و ظهره المنحني ، تفتش بين ثنايا الساعات عن ضحكتها ، عن فنجان قهوتها وهي تلعقُ بقايا آخر حبة شكولاتة  قدمتها لها ذاك المساء، تقرأ عليك تراتيل عشقها ، وتسقيك حروف الرهبنة ، وكنتَ تقول لها : أنتِ ملاك . فترد عليك  قائلة : ما أنا إلا مخلوقة تصير بين ذراعيك امرأة تلبسني أنوثة الدنيا ليسيل على وجهي الحياء.

كتبت لك  في تلك القصاصةكم سأفتقد عطرك ، وكم سأشتاق طعم الشكولاتة من على أطراف أصابعك ، وكم من الطيور ستهاجر إلى قمم الجبال ليغيب عن صباحاتي تغريدها ،؟
كنتَ  ترى في عيونها نظرات الاحتجاج و العتب ولم تدرك آن ذاك بأنها انتهت من مراحل التسول على عتبات قلبك ، وبأنها تلملمُ شناشيل الذكرى ، وتمضغ بصمت خيبتها ،و الأنين يأكل حسرتها، غادرت و أخذت معها رائحة الصنوبر وأزهار اللوز ، وغابت في أزقة الريح ،

أنظر إلى الوسائد و كتبها وسل هل بالإمكان إعادتها وهل هنالك عصىً سحرية تلغي سنوات الضياع و تعيدها إليك..؟!
هذه التي عشقت نُخيلات بلادك هذه التي كانت تبوس الأرض تحت قدميك ولم  تبالِ ، من يعيدها إليك و من يخبرها بأنكَ لها مشتاق حد ثمالة الأوردة ، ؟
هي التي كانت تقترب منك حد الالتصاق وتوشوش لك كل مساء بحديث النجوم عنك و كانت تقول :  النجوم تطلب منك إن أنت عدت للعراق يوما قَبّل الأعتاب نيابة عني ،


 هي خسارتي الكبرى في عمري الصعب ، هي مزاري و راهبة الكنائس ، سجادة صلاتي ،  جديلة الحب هي ، .


كم أجل اللقاء فراق .!
و كم كان لنا من اللقاءات الشاردة .؟
شيئاً لم يحدث بينهما ،
لكن الحريق في العيون يُرى ,!
و كم أفتى وليّ الأمر بعدم جواز الفرح لغير عشيقته ..؟!
و نتأمل كي نغرق في أعماقنا و لربما تمكنا ذات عمر من أن نعرفنا أكثر .!
تخيّل معي أن تجف الروح ..و كم من الأشياء سنفعلها و لاتروينا ..!

تلك كانت بعض أحاديث مبتورة بينهما .

الأحد، 20 نوفمبر 2011

خطاً مستقيما ...



خطاً مستقيما ...


لستُ أدري  أثق فيك دوماً عندما لا يتعلق الأمر  بالحب ، و كذلك لا  أريدك أن تبقى خبرا منزويا في ظهر جريدة ،  فعندي يتساوى الحب الأنيق والحب الفظ في  العنفوان شريطة أن يكون لدى  الحبيبين  ثقافة واحدة ، فلا فرق بين رواد الحانات من تربوا  في أزقة الشوارع المعتمة و ما بين رواد القلوب ، ثمة لحظات سريعة العطب تكون فيها مثل صبي حفته أمه بالتعاويذ و الدعوات و رائحة البخور تخنقني كلما عبر جسر الشرود ، إن كنت تحب التسكع  تتبع خطى السكارى المخمورين من  قارورة عطر مغشوشة  رخيصة ، و  إن كنت من محبي الألم اللذيذ واظب على حضور دروس الفقه في بكاء العذارى  ففيهن  بقية  من رمق ، و أنْهَم منهن ما يمكنك من سداد ديونك العاطفية ، فكلما اقترفت إثما تضاعفت ديونك و لن تقبل لك صلاة قبيل المطر ، و كي لا تشقى تطهر و توضأ كي تجلس إلى سجادة الشقاء فتقيم مناسك الحجيج  بغية ـــــ ( تألم ) .

عبق يجز عنق الكلمات التي استوقفت عند الخطوط الحمراء و الحواجز الشاهقة ،
ملأت الفضاء بحرقة يندى لها جبين الغرباء ، حروف حارقة كــسهام نافذة إلى عمق أعماق الضمير النائم ،
أولم ترتعش الأوراق بين يديك ألما .؟ لسوف أصب مداد غضبي فكن على قدر القراءة خطاً مستقيما لا تهاود لا تهادن السطر إنه يرتدي كيدي و مكابدتي و جنوني ، فكن على قدر القراءة ، 
 لا تصدق من أوهمونا أن زمن الانتصارات ولى إلى غير رجعة ، تلك أوهام عبثية ، أحسِن توظيفها و استخدامها و استبشر  تحرر المقدسات ،
شرع ينظر في الكون العجيب و يفكر في الحياة ، معانيها و قيمها ، و أخذ يعبر عن أفكاره و الانطباعات  التي تركتها فيه الحياة و النظر في عجائب الكون ، سلك في تعبيره سبلا  خيالية جهنّمية ، تارة كان ينظر إلى الأشياء نظرة موضوعية فيضع خطته و ما أن يشرع في العمل على تحقيقها حتى يتوقف متأملا الكون ، و تارة  كان ينظر إليها نظرة ساخرة ، أورثنا  أساطير  مثيولوجية  نستهدف من خلالها خصومنا من  المثقفين و السياسيين و ناشطين في حقول النفط ، كما أنها تعمل على تحطيم كل فرد كما لو أنه كان مزهرية ،
شمّرت عن ساعد و كشفت عن ساق ، أفعى تبدل جلدها كلما تبدلت الفصول ، و حين يزاح الستار سنرى عريها بالكامل . تنكفئ على وجهك في تعثرك ، تسقط في  حفرة تلو الأخرى ، تصعد ثم تتابع المسير في خط مستقيم ، تقول لنفسك : على الأقل إني أفعل ذلك من أجلي .
و ماذا تفعل بالضبط عدا السير  الدائم  في خط مستقيم .؟

سجادة خمرية بلون النبيذ ، يمر من خلالها عرق أخضر تماما مثل أوردتنا البارزة بفعل ضغط الدم العالي جدا أو فقر الدم و التصاق الجلد  بالعظام ،عرابها عود ريحان ، عروشها شرفات الشبابيك ، سقفها دالية عنبها أحمر قطوفه دانية  كأنما يدعوها و تدعوه للقاء قبيل الغروب ، هناك حيث يسكن الليل و تصحو الأمنية ، حينها تملأ  جرتها من ماء البئر ، هل تذكرين ...ماء عذب  إبريق الشاي المعطر بالزعتر البريّ  خبز صاج و صحن الزيت و الزيتون و جمعة كل ليلة .....كيف أنسى ( خيطان الصنّارة ) أول حياكة ،  لحاف شدّته جدتي ، في لوحة تجتر عنقي ، كبرنا يا إمي كبرنا ....و شارع المدرسة ما زال صغيرا ضيقا علينا يا أمي كما أضيقت قلوبنا  ،

ليس غيابك وحده ما يزعجني إنما البحث عن بقايا الهمس في جيوب الليل  هو الذي يوسع حجم المسافات ،و يمتد الغياب كأنه دهر ، هنا يصرخ  الشوق بي  صرخة الواثق  كصرخة هود المدوية ،  يسخر مني تارة و طورا من حماقاتنا ، حينها أجمع المشركون أمرهم ، جمعوا حطبهم ، حنين و مكر و أنين و شوق ،  و في تحد أوقدوا نارهم قذفونا إليها ـ أشعلوا فتيلها دهراً و أجتمع الملأ ينظرون ، إن لم  يمتلئ الكون بك حضورا فما معنى أن تكون ،
دعني أقول لك  اشتقت إليك كلمة لا يقولها إلا المؤمن بشوقه ، ولا يلهج بها إلا المتأكد الصادق في الحب ، رغم أنك قد تسمعها كثيرا ، لكن صدقها له مذاق آخر ، كمذاق السّكر المرشوش فوق  الخبز المقلي ،
يأتيك الشوق كالتهديد لا يعدل قط في تنفيذ تهديداته التي  لا يراها مقصورة بالليل البارد ، تتوالى عليك ليل نهار ، فكثيرا ما تجد نفسك جالسا أمام مائدة فترى أمامك ورقة سجل فيها تهديدا آخر ، و بعد أن طردتُ الهواجس غادرت  تاركة لي اسمك المرسوم على الجدران لكي يحرسني و يدافع عن وجوده الساكن في ضواحي عقل يعيش في نبض التهديد و الوعيد ، حين يكون المرء  قد تعود الاعتماد على حدسه لا على عقله فلن يستطيع التميز بدقة  بعد مدة طويلة من اعتماده الحدس ،
 كن واثقا من المرة الأولى كي تتأكد من أنك ستخلص إلى الخطوة الأولى من بداية النهاية الحتمية اللازمة ،هناك حيث تنعقد فوق الشفاه أغنية ، كلمة شبه شرنقة على الرغم من اشتداد الاشتياق حتى الذهول من المشهد ، لاحظ أن الضباب يزداد كثافة و أن المطر يهطل بغزارة و أن الدقائق تلبس ثوب الخرائب  و استحالت شكلا آخر و قد صمت الكون على اكتشاف سر دفء ذراعيه ، و عن العيون  المذهولة بالمطر شاخصة النظر ، ترقب الآتي من بعيد ، تتحرّش بالطريق و لوعة الغياب كي تبكيك ، فإنك حين لا تبكي تبقى تألم دائما ، و لحظة يذهب بك الخيال إلى ضواحي المخيم و أزقته تدرك حجم الإحباط و مذاق الهزيمة ،فتخرج جراحك  من الأجداث تفوق أجناسها و نظائرها  ، لا حزن لا بغضاء لا رثاء ، قد شاعت لدى من يؤمن بفكرة المضي إلى الوراء  المزينة المزخرفة أن  النسيان يقيم في الحدائق الخلفية للذاكرة ،  بينما المضي قدما يجعلك من المقيمين في أمامية الحدائق المنسية ، إذ أنك  تعلم أننا سوف نموت وأن  هذا باب كلٌ داخله ، و في خبث و لؤم شديد  تتحرّش  بعفويتها الصادقة و سلوكها الساذج  فتزداد عليها جمهرة الباحثين عن إرث الإنسان القديم ،
في غمرة إحساس  بالغربة غير مقفى مثل الشعر اليوناني تنقسم الأحاسيس على هيئة رباعيات تتوحد في  المعنى ، على غرار الإحساس المعروف بالمرسل و المرسل إليه ، تفوق ملحمة الأساطير تنقسم الحكاية فيها إلى شطرين  الواحد منهما ضد الثاني و الأول أعم ،   يأخذك  إلى كثبان من الرمال  خلف تواريها في عوالم النسيان ،
و يبقى كــناسك يتعبد في محراب ذاكرته ، تارة يشعل فيها  الحريق و طورا يضمها إلى الصدر كما لو أنها كانت له بنتا أو أماً ، حبا يتآكل من حروف مفرداته ،كما لو كان سريرا خشبيا مهملا وسط صحراء قاحلة ،

أيها الشقي المضاف إلى شقائي كنت أود لو أن بحوزتي لحظات إضافية أنفقها في تفكيك و تركيب الأطياف المصلوبة على جدار ذاتي ، كان بدوي أن أبقى لاهثة وراء الأسماء علي أعيد نشوة الذكرى ،
و وددتُ لو أنك و أني نفقد ما تبقى من صحوة فنبقى ما بقي تحت المطر ، ، ،  

الأربعاء، 9 نوفمبر 2011

جهادية فيروزية !



http://www.youtube.com/watch?v=aFZ7bBaYpcw&feature=BFa&list=WL9F99A37ED730595B&lf=BFp


جهادية فيروزية !

مهداة إلى خلّ وفيّ

تلبسني كــالجلد ، و تسري كما الدم تحت جلدي ، تسكنني كسكنى الأشجار للغابات ، متوحش حبك ، غجري طبعك ،
وقحة هي نظراتك  إليّ ،  و بذيء حنينك المغري الشهي ،  لستَ غريبا عني إنما بيني و بينك فارق تأدُب ،
فتأدب و هذب مشاعرك نحوي ، كن شرقيا بالكامل ، كن (حِشَري) ، كن غيورا كما لم يكن رجلا  من قبل ،
خذ من جدك بعض الحماقات و قاتل من أجل الوصول إليّ ، لا تأتني بقوة باطشة غاشمة ، فإن غشيمك لا يدري كيف تُحَب ، تعال كما فيروزية ( عالهدا مشيت حبيبي عالهدا )  كي لا يعلم بك  عذلا  و جنوني ، (عالهدا شم البنفسج عالهدا ) وعطرك الجارف  حفر بؤرة في لحظاتي كيف تردم اللحظات المثقوبة ،
لا تثرثر كثيرا توقف أرجوك إن للهدوء إحساس يحترم و ثرثرتك جرَّحت إحساس السكون

كذا أنت مثل حكاية عتيقة تروي لنا قصص ليل المناذرة   و غربة شتاء القصور و الأديرة ، مثل طراز حيري ، قبيلة أنت بأطيافها  لا تصارع على مكانتك أحدا  فأنت تعرف جيدا مقاسك ، كمن عقد تعاقدا بين العقل و الإنسانية ، يكتسي هذا التعاقد المزدوج صورة دستورية تضبط علاقات بين هالته و بين محيطه ،  أنجبت أجمل مقطوعة أنين كمنجة  عسلية الخريف ، كـــعينيك ،  مقطوعة تشبهك يا عدي  على مقاس آلامك بالضبط ..
مثل شارع  طويل  ينعدم فيه الصدى ، لا ننتظر نهايته إنما نرقب أن يداهمنا فجاءً  بامتداده ،بابتسامة كأنفاس الصباح  البصري عند نبع الريحان ..

 يقلبني ذات اليمين و ذات شمال يضنيني ،  سحقا أراق عمري انتظارا ،  سحقا  أراق أشواقي احتضارا
أقْبَلَ كعطر جدتي العالق بذيول أثوابها القديمة ،  كن كحبة هال أخفقتها المطاحن ، كنبتة العطريّة في جرار أمي ، كحبة خال على صفحات وجه حسن ،  كحديقتي الوهمية لا شوائب فيها ،  كأن  يرتد البصر  حين النظر إليك خاسئا  ليس حسيرا  ،  هكذا  أبغيك، و أرغب ،، بالضبط على المقاس تماما  لا يكثر أو  يقلّ ...

 المشكلة أن أحدا لن يملئ مكانك ، و أظل أدور في حلقات مفرغة .. هذا الفراغ كما فعل الانفجار ، يحدث فجوة عميقة  ، من الصعب  ردمها ، كما البيوت عتيقة الملامح ، غريبة الإعمار ، تملؤك رائحة القش المجبول بالطين ،
غراء  في الحب و التّفكر  و  عبقري الإحساس  أنت ، و لتعلم أن التبجح و الإصرار يفعل فعل الخطيئة ، و الأنكى   أنك تشبه شجرة الدفلى و أني مازلت أهواك بلا أمل و لم أجعل لك حتى الآن ندا ، في عينيك شبابيك خلعتها المشاهد ، أشرعتها على حرية ،  لوحة قريبة الملامح  بعيدة التاريخ ، مثل الصور القديمة بالأبيض و الأسود ، إلا أنها تمنحك جرعة مفرطة من الحنين إلى الماضي ، حتى أني أكاد أقول لنفسي ليتني عشت ذاك الزمن ، غريب أنك بهذا القدر من الدفء و الحنان و لم تبقِ  شيئا منه لنفسك ،
أراك يا صاحبي تمتهن الألم بشراهة  كمن يأكل الحزن بنهم ، معك تأتي الذكريات جماعة رافضة طريق التتر ، هكذا تداهمني كما  صلاة العصر  فرضا لا يُجمع ، كما اليوم حضرت ذكريات البيت العتيق ، و المطبخ العتيق و حديقة أمي المقهورة ، ليمونة دق عنقها و شجرة تين كنت أراها كبيرة كبيرة ، لا أخفيك أني فكرت ببناء بيت الشجرة فوق أرفها ، لكن الأيام أبت لي إلا و لاء ... ، كما الأوضة العتيقة ووجه شيخي المطل بالأبيض ، نسيت أن أخبرك أنه كلما ظهر أطل من الزاوية اليمنى ، كما نسيت أن أخبرك أنه عقدتي الأولى و رفيقي الأول الأبدي خل وفيّ  يا صاحبي ، في  البدايات لم يصدقني أحد  قالوا عنه خرافة  أطفال  هلوسة  العنقاء ، ربما هوس  الغول ،  من يصدق أني كدت ذات هروب إليه ألامس خده المشع نورا ، ؟ أخبرته كل شيء ، كل شيء ، و قبل الرحيل أودعته  الأوضة ، كانت ملاذي و حضنا دافئا و فيها أعز أصحابي ،
سلام على وجه الصباح حين تجيء  برائحة الخزامى ،  سلام على ليلي يستنير ببخورك ،،، مثل زخّات المطر  حين تبلل رماد أوراق محرقة  ، و صوت من الأعماق يصيح مخنوقا يا بني ربيعة ردوني إلى بلادي ، تعبنا ، إن السدود تشاد خطوة قبل اللقاء


الأحد، 6 نوفمبر 2011

بالضم،


 أحبك حتى الثمالة بروحي ، و يقتلني أن أبصرك بعيداً  ،
 يقتلني شوقي إليك في الليالي ، و أتقاتل معي أريد النوم ،  أشتهي النوم في أحضان الكلمات ،
ماذا أقول لي حين تسأل عنك..؟ نائم في حضن سطر  ... أبا لطفل ليس في كتابي  ..
 ماذا أقول و كيف أبرر لها و ألتمس لك العذر  ..


بالضم،

بالضم نلملم شهقة باب يصفع خلفنا ، بالضم نلملم ما بعثره الصفع ،
كما يضم القلب خفقانه بعد بعثرة الدم ، تاركا الدفء في أروقة الروح و جاعلا مركزه فضاء الصدر
كم جميل أن تُلم في فضاء ، تمارس فيه الخفقان كما يحلو للقلب النبض ، و من حولك هالة عصية على الاختراق !

فإنك تقف مذهولا بك ، مشدوه الفكر بمن ضمك إليه و ضم ، لا تحول عنه بصرك ، لا تحيد عن هدفك ( الخفقان ) مبقيا عليه و عليك قيد ضمة ، سوف تكتشف لاحقا أن هنالك إحساس لا ينسى  و لمسة تبقي أثرا إلى الأبد .،،

أحببته حتى الحلم ،حتى ألم الخاصرة ، كان يستحق من العواطف سموها عن  استحقاق و جدارة   ،
يروي ابن أفكاري  مداعباً معشر قبائلي المجنونة و الحمقية  مسترسلا  ذكريات مضى عليها دهر بعد موت الأحمق جدي : أتذكر كوب القهوة  بين يديك  المرتعشتين الباردتين  ، حين أخبرتكِ أني لستُ إلا رجلا  شرقيا  أحمقا لا يعني بتفاصيل الأمكنة و لا يعير اللحظة المحترقة أي اهتمام سوى أن يصنع ذكرى أخرى يكون فيها سيّدا ،

يروي البدوي القديم  المتقوقع داخل جبته  الطويلة العريضة الفضفاضة و التي بدا  فيها  مثل هيكل عظام متآكلة   ارتدى جلدا فضفاضا مترهلا : تمنيتُ يا جدي أن لو كان بالإمكان أن أخلع عني حمق القبائل و أن أؤمن بأن من حق المرأة أن تكون أنثى ،لكن قبائلنا لا تؤمن بإحقاق الإحسان إلا لموضع الرأس و الأنف و العين ، وهذا ما أصرت على إعطاءه مدى الدهر  المرأة للرجل البدوي .


يروي  سعيد   حكاية عن أبطال  الصبر   لم  يدلني على الآباء ، تمادى فطالبني أن أكون لهم أما .
قال معلنا عن استيائه : هم أبناء أفكار ، لا آباء  لهم  في الوجود ، و إن كنتِ ترين أنكِ عاقل  فكوني لهم أما ، أو لا تكوني فتكوني حمقاء .
ثم تمادى و طلب : أن أنجبي مثلي عشرة  من الذكور و من الإناث مثلها  كي تكوني .

مطرك يا وطني لا تشبهه الأمطار ،
في حينا القديم في الشارع الحزين ،
ورقة في مهب الريح بللها المطر و طيرها الحنين ،

أمي و حرارة المِحماس ،
ركوة و ثلاثة فناجين ،

شنقاً كان أم رجماً أو حتى غرقاً ليس بذات أهمية ،
تموت الدقائق بعد أول شهيق ملء رئة الدفاتر بعبق التراب ،.

ضحك الشارع إذ اغتسل بالمطر من خطاهم الموحلة بالدماء  ،
بعد تفكير عميق سألتني لم سأشتاق تحت الثرى ، فأجبتني للمطر .
فسألت هل من مطر  في الآخرة .؟

تربة لا تضمُّ   إلا أسماء  تعطرت بعطرك  و تفاصيل  أخاديد جرّحها البكاء ،
لمَ نحن دوما في حالة دفاعية في مواجهة التصور  أن هنالك أفضل مما نحن عليه ،؟
لمَ لم ندرك بعد كما أدركت بقية المخلوقات  أن لا شيء يتغير إلا إن غيره الذي لا يتغير .؟



يعرف ارتفاع الصوت بأنه طريقة مثلى لحل المشكلات بواسطة الصراخ و العويل ، مثل  ماء زعاق ، لا يزعق إلا شاربه ، فيرتد صوته إليه مذعورا مدحورا ، 

و يستميتون  في السعي وراءه  و يقوِّضون ،
لا يمكن لك أن تأخذ بعض ما فيها و تترك البعض الآخر
هي حقيبة بما فيها أو أن تحملها أو أن تتركها فتلقيني ،

تحية لذاك الزمن و سلام على زمن عزّ فيه الرِّجال الرِّجال .